سجاد فاخر وجسر متهالك.. وزيرة "ذبح المعارضين" تثير استياء المصريين مجددا

وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم ومرافقيها أثناء عبر الجسر الخشبي المتهالك المفروش بالسجاد الفاخر المصدر الصحافة المصرية
الوزيرة بررت المشهد باحتفاء أهالي القرية بها (الصحافة المصرية)

عبد الرحمن أحمد-القاهرة

جسر خشبي متهالك يعبر فوق مصرف مائي ملوث في إحدى القرى الفقيرة.. مشهد متكرر في الكثير من القرى المصرية. لكن الوضع كان مختلفا في قرية الفرستق المعروفة بصناعة الفخار في مركز بسيون بمحافظة الغربية، حيث وجد الأهالي السجاد الفاخر مفروشا على "المعدية" (الجسر).

المشهد المتناقض بدا عجيبا، ولكن العجب زال حين تبين أن وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم ستزور القرية، وكيف لها أن تعبر الجسر المتهالك والمصرف المائي الملوث كباقي أبناء الشعب، وتعرض حذاءها الغالي لتراب القرية؟ كما قال رواد مواقع التواصل.

حالة من الغضب والاستياء الممزوجين بالسخرية سيطرت على مواقع التواصل بعد انتشار صور زيارة الوزيرة أمس الأحد، والتي عدها البعض استفزازا للشعب الفقير، بينما رآها البعض امتدادا طبيعيا لما يفعله رأس النظام عبد الفتاح السيسي الذي سبق له أن سار بموكب سياراته فوق سجاد أحمر مُدّ لمسافة طويلة أثناء افتتاح بعض المشروعات في فبراير/شباط 2016، رغم حديثه المتكرر عن ضرورة التقشف.

وعلى طريقة بناء أكبر مسجد وكنيسة وبناء قصور رئاسية ومشروعات يراها البعض بلا جدوى، بينما تشير البيانات الرسمية إلى أن ثلث المصريين فقراء لا يستطيعون توفير احتياجاتهم الأساسية كالطعام والشراب والأدوية، فقد فُرشت "المعدية" سجادا فاخرا للوزيرة بدلا من بناء جسر آمن لأهالي القرية.

وبحسب تصريحات بعض أهالي القرية لصحف محلية اليوم الاثنين، فإن هذا المصرف المائي مجاور لمدرسة ابتدائية، وقد طالبوا مرارا مسؤولي وزارة الري بإنشاء جسر أو صرف مغطى في هذه المنطقة، ولكن المسؤولين تجاهلوا مطالبهم.

وقال عادل فرحات -أحد سكان القرية- إن الأهالي وأصحاب المصانع تعمدوا مرور الوزيرة من هذه المنطقة ونشر صورها أثناء العبور لعله يكون دافعا للمسؤولين لتلبية مطلبهم.

وتساءل بعض رواد مواقع التواصل عن العلاقة بين وزيرة الهجرة والقرى المحلية، ليرد البعض بأن هدف زيارة هذه القرى في مركز بسيون هو الوقوف على احتياجاتها للعمل على تحويلها إلى قرى نموذجية، والحد من هجرة أبنائها بشكل غير شرعي في إطار ما تعرف بمبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقها السيسي.



ولكن مغردين رأوا أن صور الوزيرة التي تظهر التناقض بين بذخ الوزراء والنظام وبين فقر القرى الذي يظهر في المنازل البسيطة والجسر الخشبي المتهالك والمصرف الملوث، إنما هي دوافع للهجرة لا للبقاء.

واعتبر البعض أن ثمن السجاد الفاخر الذي تم فرشه يكفي لبناء جسر خرساني لأهالي القرية بدلا من الجسر المتهالك.



وربط مغردون بين زيارة الوزيرة للمصانع العاملة بالفعل في هذه القرى منذ عشرات السنين ومحاولة تقديمها كمشروع رئاسي، وبين ما حدث سابقا في مشروعات أخرى مثل مشروع "المليون ونصف فدان" الذي تم فيه الاستيلاء على أراض استصلحها أصحابها منذ سنين طويلة، وتقديمها على أنها ضمن المشروع الرئاسي.

تبرير الوزيرة
وبدلا من أن تقدم الوزيرة اعتذارا عن مشهد وطء السجاد الفاخر في القرية الفقيرة، دافعت عن نفسها وقالت إن الأهالي وضعوا السجاد تعبيرا عن فرحتهم بها.

لكن النائب البرلماني عن دائرة بسيون وقطور في محافظة الغربية سامح فتحي حبيب أقر في تصريحات لصحف محلية بأنه هو من وضع السجاد على الجسر الخشبي بهدف زيادة تأمينه خشية تعثر الوزيرة، على حد قوله.



وحول الانتقادات التي وجهت لها على مواقع التواصل، قالت الوزيرة "إننا في حرب، ومستعدون لهذه الحرب.. الدنيا انقلبت بسبب السجادة الموضوعة على المعدية".

ذبح المعارضين
وسبق أن أثارت الوزيرة نفسها غضبا دوليا بعدما هددت في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل في يوليو/تموز الماضي بذبح وتقطيع معارضي النظام المصري في الخارج.

وقالت الوزيرة أمام تجمع للجالية المصرية في كندا احتفالا برفع العلم المصري في برلمان أونتاريو "من يقول كلمة على مصر ماذا سيحدث له؟.. يتقطّع"، وأشارت بعلامة الذبح.



وفجرت تهديدات الوزيرة وقتها عاصفة من الغضب محليا وخارجيا، وانتقدتها الأمم المتحدة على لسان فرحان حق نائب المتحدث باسم أمينها العام فقال "نقف ضد أحاديث التحريض أو تلك التي تحض على العنف، والأمين العام يريد ضمان أن يلتزم جميع المسؤولين بعدم التحريض أو الحض على استخدام العنف".

وطالب رواد منصات التواصل الاجتماعي آنذاك المصريين المقيمين في كندا برفع دعوى قضائية ضد الوزيرة، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من أن تكون التصريحات تدشينا لمرحلة جديدة من استهداف المعارضين في الخارج. وحاولت الوزيرة وقتها الدفاع عن نفسها بدعوى أن تصريحاتها قد حُرفت.

المصدر : الجزيرة