تطورات إدلب.. أميركا تدخل على الخط واتصال مرتقب بين بوتين وأردوغان لاحتواء التصعيد

Turkish soldiers gather in the village of Qaminas, about 6 kilometers southeast of Idlib city in northwestern Syria, Feb. 10, 2020.
جنود أتراك يتجمعون في قرية قمناس جنوب شرق مدينة إدلب (الفرنسية)

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن متحدث باسم الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين سيبحث الوضع في سوريا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان هاتفيا في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وسط تزايد التوتر بسبب محافظة إدلب السورية.

وفي وقت سابق اليوم، قالت موسكو إنه يجب وقف كل الهجمات على القوات السورية والروسية في إدلب، والالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها روسيا مع تركيا بشأن الصراع هناك.

ويأتي الاتصال المرتقب بين بوتين وأردوغان بعد جولتين من المباحثات التي لم تسفر عن نتائج معلنة بين وفدين روسي وتركي في أنقرة، ضمّا ممثلين عن الخارجية والدفاع والاستخبارات في كلا البلدين.

وأبرمت روسيا -الحليفة المقربة من النظام السوري- اتفاقا مع تركيا عام 2018 لفرض منطقة منزوعة السلاح في إدلب، واتفاقا آخر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المناطق القريبة من الحدود التركية.

لكن علاقات موسكو مع تركيا خضعت لضغوط مع تقدم قوات النظام السوري المدعومة روسيًّا في هجوم بالمنطقة، أدى إلى نزوح العديد من المدنيين، وأجج مخاوف أنقرة من موجات أخرى من اللاجئين.

تحرك أميركي
ومع استمرار التصعيد في إدلب، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء وقوف بلاده إلى تركيا، حليفة أميركا في الناتو، وذلك ردا على هجمات النظام السوري وروسيا في إدلب شمال (غربي سوريا).

وقدم بومبيو في تغريدة على حسابه بتويتر تعازيه إلى عائلات الجنود الأتراك الذين قتلوا في هجوم أمس الاثنين بإدلب.

وقال إنه يجب أن تتوقف الاعتداءات المستمرة من قبل نظام الأسد وروسيا، مضيفا أنه أرسل جيمس جيفري (مبعوث واشنطن إلى دمشق) لتنسيق الخطوات للرد على هذا الهجوم المزعزع للاستقرار.

وضمن الخطوات الأميركية؛ أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة -نقلا عن مصادر دبلوماسية- أن جيمس جيفري وصل مساء اليوم إلى العاصمة التركية لبحث آخر التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، وعلى رأسها إدلب.

وذكرت المصادر أن جيفري سيلتقي صباح غد الأربعاء وكيل وزارة الخارجية التركية والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومسؤولين من الاستخبارات التركية.

وقالت السفارة الأميركية لدى أنقرة في تغريدة لها على تويتر إن السفير جيفري سيبحث مع كبار المسؤولين الأتراك ما سمته الهجوم العسكري المزعزع للاستقرار، الذي يقوم به نظام الأسد المدعوم من روسيا في إدلب، والتعاون للوصول إلى حل سياسي للصراع السوري.
 
كما دعت السفارة الأميركية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة المجال لوصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده والولايات المتحدة تتواصلان بشأن الوضع في إدلب على خلفية توتر الأوضاع هناك.

معارك حول النيرب
وبدأت قوات المعارضة مدعومة من القوات التركية هجوما على قوات النظام السوري، بعد تطورات الأمس التي تصدرها الهجوم على نقطة مراقبة عسكرية تركية وقتل خمسة من الجنود الأتراك. 

وقال مراسل الجزيرة إن فصائل معارضة والجبهة الوطنية للتحرير شنّتا عملية عسكرية بغطاء مدفعي تركي كثيف ضد قوات النظام شرق إدلب، ونقل عن مصادر بالجبهة قولها إنها استهدفت بقصف مدفعي مكثف قوات النظام في مدينة سراقب على تقاطع الطريقين الدوليين "إم 4″ و"إم 5".

وأشارت وزارة الدفاع التركية اليوم إلى أن القوات الحكومية السورية غادرت بلدة النيرب بمنطقة إدلب (شمال غربي سوريا).

وأفادت بأن مروحية تابعة للنظام السوري أُسقطت في المنطقة مع بدء هجوم لمقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة، وهي ثاني مروحية يخسرها النظام في إدلب خلال 24 ساعة.

بيد أن مراسل الجزيرة في المنطقة أفاد بأن قوات النظام السوري بدأت هجوما لاستعادة المدينة، وأن المعارك تدور حاليا بين طرفين للسيطرة على المدينة.

وسبق أن ذكرت وزارة الدفاع التركية أنها قصفت 115 هدفا تابعا لقوات النظام السوري ردا على الهجوم الذي استهدف قواتها في إدلب، وأسفر عن مقتل خمسةِ جنود، كما دفعت بمزيد من التعزيزات إلى مواقعها على الحدود مع سوريا، إضافة إلى مواقعها بريف إدلب.

من جهته، قالت قوات النظام السوري اليوم الثلاثاء إنها سترد على هجمات القوات التركية، التي اتهمتها بمحاولة وقف تقدم في آخر معقل للمعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد.

كما اتهمت في بيان أنقرة بتصعيد الانتهاكات للسيادة السورية من خلال إرسال الكثير من التعزيزات إلى محافظتي إدلب وحلب، في الوقت الذي تحقق فيه قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا تقدما ضد المسلحين.

أردوغان يتوعد
وجدد الرئيس التركي اليوم تهديده للنظام السوري، وقال إنه سيدفع "ثمنا باهظا للغاية" لهجومه على القوات التركية بمنطقة إدلب، حيث قُتل 13 جنديا تركيًّا خلال ما يربو على أسبوع.

وأضاف أردوغان في كلمة "بعثنا بالردود اللازمة للجانب السوري على أعلى مستوى. نالوا ما يستحقون خاصة في إدلب، لكن هذا ليس كافيا وسيستمر".

وذكر الرئيس التركي أنه سيعلن غدا خطة مفصلة لكيفية التعامل مع التطورات في إدلب. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في فعالية بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
 
وأوضح أردوغان أن قوات بلاده ردّت على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في إدلب بأقصى درجة. وأضاف: قمنا بالرد على الجانب السوري بأقصى درجة، ولن نكتفي بذلك، بل سنواصل الرد. وفي إشارة إلى النظام السوري، قال الرئيس التركي: سيدفعون ثمنا باهظا كلما اعتدوا على جنودنا.

تعزيزات
وعلى مستوى الميدان العسكري؛ عزز الجيش التركي نقاط المراقبة التابعة له، في منطقة خفض التصعيد بإدلب بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز".

ووصل رتل التعزيزات المرسلة من وحدات مختلفة إلى منطقة ريحانلي في ولاية هطاي (جنوبي تركيا) الثلاثاء.

واتجه الرتل في ما بعد إلى نقاط المراقبة بمنطقة خفض التصعيد بإدلب، وسط تدابير أمنية مشددة.

وتضمن الرتل أيضا عربات عسكرية خاصة بالتشويش، فضلا عن سيارات إسعاف عسكرية مدرعة. 

وأضاف المراسل أن الطائرات استهدفت عشرات المدن والبلدات بريف حلب الغربي، مع استمرار موجات النزوح لمئات العائلات باتجاه الحدود مع تركيا، وسط أوضاع إنسانية قاسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات