واشنطن بوست: إدلب أصبحت جحيما.. وكل الحلول سيئة
وأضافت أسلي في مقال بصحيفة واشنطن بوست، إن الهجوم الذي تتعرض له المدينة التي تعد آخر معقل للثوار ضد نظام الأسد، حوّل بعض أحيائها إلى أنقاض وأدى إلى تشريد ما لا يقل عن خمسين ألفا من سكانها وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
وقالت الكاتبة إن ما يحدث في إدلب، التي يقدر عدد سكانها بحوالي ثلاثة ملايين نسمة والقريبة من الحدود التركية، يمثل كابوسا لتركيا التي تستضيف 3.5 ملايين لاجئ سوري وتخشى من أن يدفع القصف الروسي والسوري المستمر سكان المدينة شمالا نحو حدودها.
ووفقا لأسلي، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن التوتر الذي تشهده إدلب يهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش في شمال سوريا بين تركيا والقوات الكردية، كما يهدد بإشعال النزعة القومية والمشاعر المعادية للاجئين داخل تركيا والتي تزداد وتيرتها منذ بعض الوقت.
أستانا عمقت الأزمة
وقالت أسلي إن اتفاق أستانا الذي أبرمته أنقرة مع روسيا وإيران في عام 2017 بهدف تحقيق الاستقرار في البلد الجار الذي مزقته الحرب، تحول إلى أداة بيد روسيا لتعزيز قبضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على المدن السورية، وإن موسكو استخدمت الاتفاق للضغط على تركيا وكبح دعمها لقوى المعارضة السورية.
وأرجعت الكاتبة عجز أنقرة عن إيجاد حل للتوتر في إدلب إلى علاقتها غير المتوازنة مع موسكو، فقد أدى تعزيز العلاقات بين تركيا وروسيا بسبب الملف السوري إلى عزل تركيا عن حلفائها الأوروبيين، ولم تحقق التوازن الذي كان يرمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القَلِق من تنامي النفوذ الغربي.
ووفقا لأسلي فإن أول خطوة على طريق حل قضية إدلب تتمثل في استعادة التوازن في السياسة الخارجية التركية من خلال حشد الدعم الغربي لإنهاء معاناة المدينة.
وقالت إنه ليس هناك شك في أن الزعماء الأوروبيين الذين يخشون تكرار موجة اللجوء التي اجتاحت أوروبا عام 2015 عندما تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أوروبا عبر تركيا هربا من ويلات الحرب، سيكونون على استعداد لوضع خلافاتهم مع أردوغان جانبا ودعم مساعي تركيا لحل أزمة إدلب.
وأوضحت أسلي أن كل الخيارات المتاحة لحل الأزمة في إدلب لا تعتبر مثالية لكنها تظل أفضل من الفوضى التي تتجه نحوها الأمور، وإن الوضع الإنساني المتفاقم سيتحول إلى كارثة إنسانية إذا سمح لقوات الأسد بمواصلة تقدمها، وإن من شأن انفجار الأوضاع في إدلب أن يؤدي إلى نزوح جماعي يهدد بزعزعة استقرار تركيا وأجزاء من أوروبا.
وختمت الكاتبة بالقول إنه لا توجد خيارات جيدة لحل الأزمة، وإن على الأطراف المعنية احتواء التوتر في إدلب مهما كلف من ثمن، لأن التقاعس عن ذلك سيكون أكبر كلفة لكل الأطراف.