الاتفاق النووي الإيراني.. موسكو تحذر وواشنطن تريد إعادة طهران إلى الصندوق

جددت إيران رفضها التفاوض بشأن الاتفاق النووي، في حين دعتها الخارجية الروسية إلى عدم رفع السقف بشأن هذا الاتفاق والتعامل معه بمسؤولية، وصرح مسؤول بإدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بإمكانية إحياء الاتفاق من جديد.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن المفاوضات انتهت، وإن طهران لن تتفاوض مجددا، مطالبا جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق بضرورة العودة لتنفيذ التزاماتها وفق بنوده.

وصدّق البرلمان الإيراني على قانون يقضي بتقييد حركة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف العمل "بالبروتوكول الإضافي"، في خطوة تصعيدية ردا على مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل قبل نحو أسبوعين قرب طهران.

ويشمل مشروع القرار 9 بنود، من بينها مطالبة الحكومة الإيرانية بالتراجع عن بعض التزاماتها في الاتفاق النووي، وإلغاء البروتوكول الإضافي للاتفاق، في حال لم يحقق مصالح إيران، ولم تف الدول الأوروبية بتعهداتها.

وانتقدت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الاثنين الماضي القانون الإيراني، كما انتقدت إعلان إيران عزمها على تركيب أجهزة طرد مركزي إضافية ومتطورة لتخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز"، معتبرة أن هذه الخطة تنتهك اتفاقية عام 2015 المبرمة بين طهران والدول الغربية.

ودعا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي طهران إلى عدم رفع السقف في ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني والتعامل بمسؤولية معه.

وأضاف ريابكوف أن هناك قوى محددة يهمها تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة بأيد إيرانية، مشيرا إلى ضرورة زيادة فرص الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني في الوقت الحالي، الأمر الذي يتطلب -حسب تعبيره- إظهار ضبط النفس من قبل جميع الأطراف.

كما كشف عن وجود اتصالات مكثفة بين الدول المعنية بهذا الاتفاق، ولم يستبعد عقد لقاء وزاري قبل نهاية العام الجاري على مستوى وزراء خارجية دول "5 + 1".

وقال جيك سوليفان -الذي عينه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب مستشار الأمن القومي- إن الإدارة الأميركية القادمة تريد إعادة إيران "إلى الصندوق"، على حد تعبيره.

وأضاف سوليفان أن هذا سيتأتى من خلال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وإجبار طهران على الامتثال لشروطه.

وأكد خلال لقاء له مع مجلس الرؤساء التنفيذيين لصحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) أن إدارة بايدن ترى إمكانية إحياء الاتفاق من جديد.

وكان أمير عبد اللهيان مستشار رئيس البرلمان الإيراني أعلن عن اعتقال بعض المشاركين في اغتيال فخري زاده.

ويوصف فخري زاده بأنه رأس "البرنامج النووي الإيراني"، الذي تحاربه الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتان تسعيان إلى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية، في حين تؤكد إيران أنها تسعى فقط للحصول على الطاقة النووية وليس السلاح.

من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران لا تتفاوض مع الغربيين بشأن المنطقة لأنهم سبب المشاكل فيها.

وأضاف ظريف -في تغريدة باللغة العربية- أن بعض الجيران يطالبون الغرب -على ما يبدو- بأن يكون جزءا من عملية التفاوض مع إيران. وأوضح أن بلاده على استعداد دائم للحوار مع جيرانها، وأنها أكدت ذلك بطرحها مشاريع عدة بشأن أمن المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات