توجه لانتخابات مبكرة بعد تصويت الكنيست لحل نفسه.. الحكومة الائتلافية في إسرائيل على شفا الانهيار

Benny Gantz, centrist Blue and White leader, and Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu's partner in his new unity government, speaks during a swearing in ceremony of the new government, at the Knesset, Israel's parliament, in Jerusalem
بنيامين نتنياهو (يسار) وبيني غانتس في إحدى الجلسات أمام نواب الكنيست قبل شهور (رويترز)

اقتربت إسرائيل أمس الأربعاء من إجراء رابع انتخابات عامة في غضون عامين بعدما ساند بيني غانتس -الشريك الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكم- تحركا من جانب المعارضة لحل الكنيست (البرلمان).

وأعطى المشرعون موافقة أولية على مشروع قانون لحل البرلمان، لكنه لا يزال بحاجة لاجتياز 3 عمليات تصويت بالكنيست لم تتحدد مواعيدها بعد، ليصبح قانونا، مما يتيح لنتنياهو وغانتس، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، مزيدا من الوقت لمحاولة حل خلافاتهما.

وحصل مشروع القانون الذي اقترحته المعارضة لحل البرلمان على 61 صوتا مؤيدا، مقابل 54 صوتا ضده من أصل 120 مجموع أعضاء البرلمان.

غموض سياسي

وقد تدفع أزمة الائتلاف إسرائيل إلى مزيد من الغموض السياسي، بينما تستعد لقدوم إدارة أميركية جديدة بقيادة جو بايدن، وتتصدى لجائحة فيروس كورونا وتترقب تحركات إيران عقب اغتيال محسن فخري زاده، أكبر علماء إيران النوويين الأسبوع الماضي، في حادث تحمل طهران تل أبيب المسؤولية عنه.

وفي حين أن الإقرار النهائي لمشروع قانون حل الكنيست لا يزال غير مؤكد، فإن الخلاف بخصوص الميزانية قد يتسبب في انتخابات جديدة. فالقانون ينص على أن عدم إقرار الميزانية بحلول موعد نهائي ينقضي في 23 ديسمبر/كانون الأول يعني أن إسرائيل ستذهب إلى الانتخابات في مارس/آذار المقبل.

وقال نتنياهو -الذي صوت برفض مشروع القانون- في حديث تلفزيوني خاص بعد الجلسة البرلمانية "على بيني غانتس أن يسحب مكابح الطوارئ".

غير أن معلقين سياسيين إسرائيليين عبروا عن شكوكهم في أن يسعى نتنياهو لإنقاذ ما تعرف بحكومة "الوحدة"، مستشهدين بترتيب "تناوب" وشيك من المقرر أن يتولى خلاله غانتس، زعيم حزب أزرق-أبيض، رئاسة الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وصوت رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع بيني غانتس وأعضاء الائتلاف الوسطي الذي يترأسه (أزرق-أبيض) مع حل الكنيست، مما يشكل خطوة عملية بالانسحاب من الائتلاف.

في حين وصف زعيم المعارضة يائير لبيد حكومة الوحدة بأنها "الأسوأ في تاريخ إسرائيل"، متهما إياها بأنها أخفقت في إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد.

ويسلط قرار غانتس الضوء على الانقسامات الآخذة في الاتساع داخل تحالف يمين الوسط الذي واجه خطر الانهيار منذ تشكيل الائتلاف بين الليكود برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغانتس، على خلفية انعدام الثقة والاقتتال الكلامي الداخلي والاتهامات العلنية بين الطرفين.

دعوة للتراجع

وبعد بضع ساعات من التصويت، دعا نتنياهو غانتس في مؤتمر صحفي إلى "كبح التوجه نحو انتخابات ووقف هجماته الشرسة وتغيير سلوكه"، مضيفا "لم يفت الأوان بعد"، وقال "لا يمكن جر البلاد إلى انتخابات في حين علينا أن نركز على مكافحة فيروس كورونا".

وسرعان ما رد غانتس في بيان قائلا لرئيس الوزراء إن "حملتك القائمة على الخداع والأكاذيب انتهت. إن الضرر الذي لحق بشعب هذا البلد (…) يوحي أنك فقدت عقلك".

واتهم غانتس في خطاب تم بثه عبر التلفزيون في وقت الذروة مساء الثلاثاء، نتنياهو بالتركيز فقط على مصلحته الشخصية السياسية وحرمان البلاد من الاستقرار ومن إقرار الميزانية، وقال "لم تكن لدي أوهام بشأن نتنياهو".

ونافس غانتس غريمه نتنياهو في 3 جولات انتخابية لم تفض إلى نتائج حاسمة منذ منتصف 2019، وانضم في النهاية لحكومة ائتلافية مع نتنياهو في مايو/أيار الماضي، لكن الخلافات المتكررة بينهما استمرت.

وتوقعت آخر استطلاعات الرأي أن يتصدر حزب الليكود بزعامة نتنياهو نتائج الانتخابات، يليه اليمين المتطرف المعارض بزعامة نفتالي بينيت، ثم حزب "ييش عتيد تيليم" بزعامة يائير لبيد، وبعده حزب أزرق أبيض بزعامة غانتس.

المصدر : وكالات