وفد أمني مصري يصل طرابلس.. ووزير دفاع تركيا يتفقد قواته في ليبيا ويتوعد حفتر

أفاد مراسل الجزيرة بأن وفدا أمنيا مصريا وصل صباح اليوم الأحد إلى العاصمة الليبية طرابلس، في حين تفقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوات بلاده هناك، ووجه تحذيرا شديد اللهجة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال المراسل إن وفدا مصريا يضم مسؤولين في الخارجية وجهاز المخابرات وصل إلى طرابلس، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2014.

ونقل عن مصادر رسمية قولها إن الوفد سيلتقي كبار المسؤولين في المجلس الرئاسي ووزارتي الداخلية والخارجية وجهاز المخابرات، وسيزور مقر السفارة والقنصلية المصرية في طرابلس.

وأضافت المصادر أن الوفد سيناقش العلاقات الثنائية والملاحة الجوية والشؤون القنصلية بين البلدين.


هدف مشروع

من جانبه، تفقد خلوصي أكار قوات بلاده في ليبيا التي وصلها أمس السبت؛ لتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين.

ووجّه وزير الدفاع التركي تحذيرا لحفتر وداعميه من مغبة أي محاولة لاستهداف القوات التركية في ليبيا.

وفي كلمة أمام القوات التركية العاملة في ليبيا، رد أكار على تهديدات حفتر التي أطلقها مؤخرا تجاه تركيا وقواتها، قائلا "ليعلم المجرم حفتر وداعموه أننا سنعتبرهم هدفا مشروعا في جميع الأماكن بعد كل محاولة اعتداء على قواتنا".

وقال عن حفتر "هذا الجنرال المزعوم يعتقد أن شراء زي عسكري من السوق، أو وضع رتب على الأكتاف يمكن أن يجعله جنرالا، فهذه الأشياء مسألة تعليم وخبرة وشجاعة وقوة".

وأضاف أن حفتر غير كفؤ، ويبذل قصارى جهده لعرقلة الحلول السياسية "نيابة عن شخص ما، والتستر على مجازره وجرائمه".

وأعرب الوزير التركي عن أسفه لصمت المجتمع الدولي "على مجازر الانقلابي حفتر، معبرا عن ثقته في أن الحكومة الليبية ستلاحقه (أمام المحاكم) على هذه الجرائم ضد الإنسانية".

وقال إنه يأمل أن تواصل المحكمة الجنائية الدولية تحقيقها في جرائم حفتر، ومحاسبته. وذكّر الوزير التركي بأن قوات بلاده تقدم خدمات تدريبية عسكرية واستشارية للقوات الليبية في إطار تفاهمات بين البلدين.


عملية إيريني

وفي سياق متصل، تحدث أكار عن عملية "إيريني" الأوروبية في مياه البحر المتوسط، حيث وجّه انتقاده لهذه العملية لعدم تنسيقها مع الحكومة الليبية.

وقال "أطلقوا عملية من دون تنسيق وتعاون مع الحكومة الليبية الشرعية، ومن دون قرار من الأمم المتحدة؛ لذا فهذه عملية منحازة ومشكوك في شرعيتها، ولا يمكن أن نقبل بها".

وكان الوزير التركي أجرى مباحثات مع المسؤولين الليبيين خلال زيارة قام بها لطرابلس أمس. ويرافقه رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال يشار غولر.

وقال المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إن رئيس المجلس خالد المشري والوفد التركي أكدا تطابق الرؤى لحل الأزمة الليبية واستمرار التنسيق المشترك لصدّ أي محاولة لتحرك قوات حفتر.

وحضر الوزير التركي حفل تخريج طلاب ليبيين تلقوا تدريبًا في تركيا، في إطار اتفاق التعاون بين الطرفين.


دماء جديدة

وأشار وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش إلى أن الطرفين وقعا مذكرة تفاهم لإعادة ترتيب صفوف الجيش الليبي وتدريبه.

وقال النمروش إن "الأتراك قدموا دعما لحكومة الوفاق مشكورين عليه، ونسعى إلى إعادة ترتيب الجيش الليبي وضخ دماء جديدة".

يشار إلى الدعم التركي لحكومة الوفاق أدى إلى إلحاق سلسلة من الهزائم بقوات حفتر، في أعقاب هجوم أطلقته هذه القوات باتجاه طرابلس في 2019.

لكن حفتر دعا قواته الجمعة إلى حمل السلاح مجددًا لطرد "المحتل التركي". وقال في كلمة بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال ليبيا "اليوم نذكّر العالم بموقفنا الثابت بأنه لا سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا".

وجاءت هذه التصريحات رغم توالي سلسلة من المحادثات بين ممثلين عن طرفي الأزمة الليبية منذ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة.

يذكر أن البرلمان التركي صادق الثلاثاء الماضي على مذكرة تقضي بتمديد نشر عسكريين في ليبيا 18 شهرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات