بعد قصف ليلي.. هدوء حذر عند الحدود وآبي أحمد يتهم جهات "مجهولة" بتشويه العلاقة بين إثيوبيا والسودان
يسود هدوء حذر في ولاية القضارف الحدودية بعد مناوشات بين الجيش السوداني ومليشيات إثيوبية، بينما اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جهات -لم يسمها- بالسعي لتشويه علاقات حسن الجوار التاريخية بين البلدين.
وعاد الهدوء إلى المنطقة الحدودية بين إثيوبيا والسودان بعد توتر منذ مساء الأربعاء، إذ أفاد مصدر عسكري سوداني بأن القوات المسلحة السودانية تعرّضت لقصف مدفعي حتى صباح الخميس من قبل مليشيات إثيوبية وراء الحدود، وذلك بعد هدوء دام نحو يومين على الحدود بين البلدين.
وأضاف المصدر -في حديث للجزيرة- أن القوات المسلحة السودانية تصدّت للهجوم الإثيوبي، ولم تتراجع عن مواقعها في منطقة جبل أم الطيور التي تبعد عن الحدود بين البلدين نحو 15 كيلومترا.
كما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية سودانية تأكيدها على وجود حشود عسكرية كبيرة للجيش الإثيوبي في منطقة برخت الإثيوبية الحدودية المتاخمة لمحلية الفشقة الكبرى بولاية القضارف (شرقي السودان).
ونشر الجيش السوداني صورا لجرحى العمليات العسكرية في الحدود السودانية الإثيوبية.
وكانت لجنة سودانية إثيوبية أنهت أمس جولة من المباحثات المشتركة في الخرطوم بشأن الحدود، وأعلنت عن عقد جولة مفاوضات أخرى في أديس أبابا (لم تحدد موعدها) بعد التشاور بين قيادتي البلدين.
وفي أديس أبابا، اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جهات -لم يسمها- بالسعي لتشويه علاقات حسن الجوار التاريخية بين السودان وإثيوبيا.
وفي بيان باللغة العربية نشره على حسابه في تويتر، قال أحمد إن "هذه الجهات المتهورة والمتآمرة تسعى لبث الشكوك والفرقة بين حكومتي البلدين".
كما اتهمها بتخطيط وتمويل وتنفيذ المواجهات الأخيرة التي حدثت في المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان.
— Abiy Ahmed Ali 🇪🇹 (@AbiyAhmedAli) December 24, 2020
وشدد آبي أحمد على أن حكومته عازمة على تجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات في المناطق الحدودية بشكل نهائي وحاسم، مشيرا إلى أن هذه الاشتباكات لا تمثل رغبة السودان ولا إثيوبيا، ولا ترقى إلى أي شكل من أشكال العيش المشترك بين الشعبين.
وأعلن الجيش السوداني في 16 من الشهر الحالي وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوفه، جراء كمين نصبته قوات إثيوبية وجماعات مسلحة داخل الأراضي السودانية.
ومنذ نحو 26 عاما، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة بعد طردهم منها بقوة السلاح، وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا عادة ما تنفي ذلك.
وتشهد حدود السودان مع إثيوبيا تصعيدا عسكريا إثر تكرار هجمات لقوات إثيوبية على الجيش السوداني هذا العام، مما أدى إلى وقوع ضحايا، وهو ما دفع السودان لإطلاق عمليات عسكرية استعاد من خلالها أراضي واسعة في منطقة الفشقة الكبرى.