لا تزوير واسعا يغير نتيجة انتخابات أميركا.. ترامب يدرس إصدار عفو رئاسي عن أبنائه ومستشاريه والتغيب عن حفل تنصيب بايدن

U.S. President Donald Trump, joined by senior advisor Jared Kushner (3rd R), Communications Director Sean Spicer (2nd R) and National Security Advisor Michael Flynn (R), speaks by phone with Saudi Arabia's King Salman in the Oval Office at the White House in Washington, U.S. January 29, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
ترامب يدرس إصدار عفو رئاسي استباقي عن صهره كوشنر وأبنائه قبل مغادرته البيت الأبيض (رويترز)

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أن الرئيس دونالد ترامب يبحث إصدار عفو رئاسي عن 3 من أبنائه، إضافة إلى صهره ومستشاره جاريد كوشنر، وكذلك محاميه الخاص رودي جولياني. كما نقلت شبكة "إن بي سي" أن ترامب يدرس أيضا التغيّب عن حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بادين. يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أسوشيتد برس عن وزير العدل وليام بار أن وزارة العدل لم تكتشف وجود تزوير واسع النطاق يمكن أن يغير نتيجة الانتخابات.

وقالت نيويورك تايمز (The New York Times) إن ترامب بحث مع مساعديه إمكانية إصدار عفو رئاسي عن أبنائه: إريك ودون جونيور وإيفانكا، إضافة إلى كل من كوشنر وجولياني.

وأضافت الصحيفة -نقلا عن مصادر رسمية- أن ترامب بحث الأمر مع جولياني الأسبوع الماضي، وأخبر مساعديه بأنه يخشى أن تقوم إدارة بايدن باستهدافه والمقربين منه قانونيا بعد مغادرته البيت الأبيض، حيث ستكون هذه الإصدارات بمثابة العفو الاستباقي، كونها تصدر بحق أشخاص ليسوا مدانين بجرائم، ولم توجه لهم حتى الآن أي تهم.

في غضون ذلك، نقلت شبكة "إن بي سي" (NBC) عن 3 مصادر أن الرئيس ترامب يدرس احتمال إعلان ترشحه لانتخابات 2024 في يوم تنصيب بايدن، وأنه لا ينوي الاتصال بخلفه، أو توجيه دعوة له لزيارة البيت الأبيض.

لا تزوير واسعا

في هذه الأثناء، أوضح وزير العدل الأميركي -المعروف بقربه من ترامب- لوكالة أسوشيتد بريس أن وزارتي الأمن الداخلي والعدل تابعتا المزاعم حول برمجة أجهزة التصويت مسبقا لتزوير النتائج، لكنهما لم تجدا ما يثبت ذلك "حتى تاريخه".

وأضاف بار أن المحامين وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي يتابعون الشكاوى والمعلومات التي وردت إليهم، لكنهم لم يجدوا أدلة يمكنها أن تغير نتيجة الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان وزير العدل أصدر تعليمات لممثلي ادعاء اتحاديين ببدء تحقيقات في اتهامات التلاعب ذات المصداقية، وطالبهم بتفادي التحقيقات في "الادعاءات الخيالية أو المبالغ فيها".

وشوهد بار ظهر الثلاثاء في البيت الأبيض، وسرت تكهنات عديدة عن احتمال تنحيه.

وفي هذا السياق، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر -خلال مؤتمر صحفي- إنه يعتقد أن وزير العدل سيكون القادم على لائحة من يقيلهم الرئيس ترامب، عقب تصريحات بار التي أكد فيها عدم وجود أي دليل على عملية احتيال لتغيير مسار الانتخابات.

وأضاف "يبدو أن ترامب يطرد أي شخص يدلي بتصريحات في هذا الإطار".

U.S. President Donald Trump participates in a Thanksgiving video teleconference with members of the military forces U.S. President Donald Trump gestures as he participates in a Thanksgiving video teleconference with members of the military forces at the White House in Washington, U.S., November 26, 2020. REUTERS/Erin Scott TPX IMAGES OF THE DAY

رد حملة ترامب

ولم يتأخر رد حملة ترامب على تصريحات وزير العدل، فقد قال الفريق القانوني لحملة الرئيس الأميركي إنه سيواصل سعيه "للحقيقة" من خلال القضاء والمجالس التشريعية للولايات والدستور لضمان احتساب الأصوات الشرعية فقط، على حد تعبيره.

وأضاف الفريق أن رأي الوزير وليام بار يفتقد إلى المعلومات أو التحقيق في المخالفات والتزوير الممنهج، وأوضح -ردا على كلام بار- أن وزارة العدل لم تفحص أجهزة التصويت، ولم تقم بأي استدعاء لكشف الحقيقة.

كما أشار الفريق القانوني لحملة ترامب إلى أنه جمع أدلة كثيرة عن عمليات تصويت غير قانوني في 6 ولايات على الأقل.

ويصر ترامب على رفض الهزيمة، وفي مقابلة له يوم الأحد مع شبكة "فوكس نيوز" (Fox News)، انتقد وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي؛ بحجة أنهما لم يساعداه في معركته لإثبات حصول عمليات تزوير كبيرة.

ورفعت حملة ترامب دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن لمطالبتها بإبطال نحو 220 ألف صوت في الانتخابات الرئاسية.

وكانت ولاية ويسكونسن صدقت يوم الاثنين على نتائج الانتخابات، بعد أن أنهت عملية إعادة فرز جزئي للأصوات؛ أكدت فوز جو بايدن في الولاية.

وفي تطور آخر، عيّن وزير العدل الأميركي محامي مقاطعة كونيتيكت جون دورهام للتدقيق في تعامل "إف بي آي" (FBI) مع التحقيقات في تدخل موسكو المفترض في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2016.

وأشار الوزير إلى أن المحقق الجديد يتمتع بصلاحيات تمكنه من إنجاز عمله، مهما كانت نتيجة الانتخابات الحالية.

وفي السياق، قال رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام -في سلسلة تغريدات- إنه يتفق تماما مع قرار وزير العدل تعيين جون دورهام محققا خاصا حول النهج الذي اتبعته وزارة العدل و"إف بي آي" فيما يتعلق بالتحقيق حول مزاعم تواصل مساعدين في حملة الرئيس ترامب سنة 2016 مع مسؤولين روس.

وأضاف أن لديه ثقة كاملة بأن دورهام هو الرجل المناسب في الوقت المناسب ليشغل منصب محقق خاص، ويأمل أن يساعد عمله في استعادة الثقة في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي، بعد كارثة التحقيق في المزاعم حول تواصل مساعدين في حملة ترامب مع مسؤولين روس.

كما أعرب غراهام عن أمله أن يظهر زملاؤه الديمقراطيون للمحقق الخاص دورهام الاحترام نفسه الذي عاملوا به مولر، مشيرا إلى أنه يجب السماح لهذا التحقيق المهم بالمضي قدما، بعيدا عن التدخل السياسي. واختتم غراهام تغريداته بالقول إن الشعب الأميركي يستحق أن تكون هناك محاسبة كاملة عن الخطأ الذي ارتكب.

فريق بايدن الاقتصادي

في هذه الأثناء، قدّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس أعضاء رئيسيين من فريقهما الاقتصادي غير التقليدي، المؤلف من نساء وأفراد ينحدرون من أقليات.

وقال بايدن -خلال مؤتمر صحفي في ويلمنغتون بولاية ديلاوير- الثلاثاء إن هذا الفريق سيتجاوز الأزمة الاقتصادية في البلاد، وسيساعد في إعادة بناء الاقتصاد بأفضل مما كان عليه قبل جائحة كورونا.

وأضاف بادين "قبل 11 سنة، تسلمنا أنا والرئيس أوباما منصبينا، ووضعنا خطة الانتعاش الاقتصادي لإنقاذ بلادنا من الركود الكبير، ولم ننظر إلى خريطة أميركا في ذلك الوقت على أنها ولايات زرقاء أو حمراء، رأينا فقط الولايات المتحدة. عملنا مع الجميع ولأجل الجميع للتعافي ولإعادة البناء كأمة واحدة؛ سنقوم بفعل هذا الشيء من جديد أنا وهاريس مع هذا الفريق المميز".

ويضم الفريق الاقتصادي لإدارة بايدن المرتقبة وزيرة الخزانة جانيت يلين، وذلك في وقت حذر فيه رئيس الاحتياطي الفدرالي من أن مستقبل الاقتصاد الأميركي لا يزال غير واضح بفعل فيروس كورونا (كوفيد-19).

وجاء الإعلان رسميا عن فريق بايدن الاقتصادي بُعيد تقديم فريق من أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين في الكونغرس خطة جديدة لدعم الاقتصاد قيمتها 908 مليارات دولار. ولم يحظ هذا المقترح بعدُ بموافقة إدارة الرئيس ترامب.

وحث بايدن خلال تقديمه فريقه الاقتصادي الكونغرس على العمل سريعا من أجل إقرار خطة "متينة" لمساعدة العمال والمؤسسات خلال أزمة فيروس كورونا.

من جانبها، وصفت جانيت يلين -مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب لتولي وزارة الخزانة- الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة جراء جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية بالمأساة التاريخية.

وحذرت يلين -في كلمة لها أثناء تقديم بايدن فريقه الاقتصادي- من تضاعف الأزمة في حال عدم التحرك بسرعة لمواجهتها؛ مما قد يتسبب في مزيد من الدمار. وقالت إن "أناسا كثيرين يعانون لتأمين الطعام ودفع الفواتير والإيجار؛ إنها مأساة أميركية".

المصدر : الجزيرة + وكالات