البرهان في القضارف بعد هجوم قوات ومليشيات إثيوبية على السودان.. آبي أحمد: الأحداث لن تؤثر على علاقات البلدين

تفاعلات لقاء البرهان ونتنياهو.. حمدوك: العلاقات الخارجية من صلاحيات الحكومة
البرهان عقد اجتماعا مع قادة عسكريين بولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا (الجزيرة)

وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا، وذلك بعد يوم من إعلان الجيش السوداني أن قوةً تابعة له تعرضت لكمين نصبته مليشياتٌ إثيوبية داخل الأراضي السودانية مما أدى إلى خسائر في الأرواح والمعدات.

وقالت مصادر للجزيرة "البرهان عقد اجتماعا مع قادةٍ عسكريين بمدينة القضارف، في وقتٍ دفع فيه الجيش السوداني بتعزيزاتٍ عسكرية إلى الحدود مع إثيوبيا".

وأشار بيانٌ للمجلس إلى أنه ظل يتابع باهتمام الأحداث في إثيوبيا، وأن السودان استقبل آلاف اللاجئين الإثيوبيين.

وجدد مجلس الوزراء السوداني دعمه للقوات المسلحة، وثقته في قدرتها على حماية حدود البلاد ورد أي عدوان.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن حكومته "تتابع عن كثب الحادث" على الحدود الإثيوبية السودانية.

وأكد -في تغريدة عبر حسابه في تويتر- أن مثل هذه الحوادث لن تكسر الروابط بين البلدين، ومن الواضح أن "أولئك الذين يثيرون الفتنة لا يفهمون قوة روابطنا التاريخية".

وقال في تغريدة أخرى "الحكومة تتابع عن كثب الحادث الذي شاركت فيه مليشيا محلية على الحدود مع السودان. هذه الحوادث لن تكسر الروابط بين بلدينا لأننا ننتهج دائما لغة الحوار لتسوية الإشكالات".

إدانة مصرية

بدورها، أكدت مصر إدانتها (لهذه الأحداث) وتضامنها الكامل مع السودان بعد تعرض عناصر من الجيش السوداني لكمين من قبل قوات ومليشيات إثيوبية أدى لسقوط قتلى وجرحى.

وقالت الخارجية في بيان رسمي "جمهورية مصر العربية تتقدم بخالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا الاعتداء المؤسف الذي تعرضت له عناصر القوات المسلحة السودانية مساء الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020 حول منطقة جبل أبو طيور المتاخمة للحدود الإثيوبية".

وشدد البيان على أن مصر تدعم حق السودان الكامل في حماية أمنه وممارسة سيادته على أراضيه، وتؤكد ضرورة اتخاذ كافة التدابير الممكنة لعدم تكرار وقوع مثل تلك الأحداث مستقبلاً.

وفي السياق، أعلنت "الجبهة الثورية" السودانية اليوم الخميس دعمها بشكل "لا محدود" لجيش بلادها في مواجهة "الاعتداءات الحدودية المتكررة".

وأضافت الجبهة (مجموعة حركات مسلحة) في بيان -عقب أكثر من شهرين على توقيع اتفاق السلام مع حكومة الخرطوم، في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أنها تقف في خندق واحد مع الجيش السوداني من أجل حماية سيادة البلاد أرضا وشعبا.

وتابع البيان "الجبهة تدين بأغلظ العبارات حوادث الغدر والخيانة التي قامت بها القوات والمليشيات الإثيوبية ضد القوات المسلحة السودانية (..) والتي تسببت في خسائر في الأرواح والمعدات".

وتضم الجبهة الثورية 3 حركات مسلحة متمردة، هي حركتا "تحرير السودان، العدل والمساواة" في إقليم دارفور (غرب) بالإضافة إلى "الحركة الشعبية-شمال" في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق).

جنود سودانيون على الحدود مع إثيوبيا (مواقع التواصل)

كمين مسلح

والأربعاء، أعلن الجيش السوداني في بيان تعرض قوة عسكرية لكمين من قبل قوات ومليشيات إثيوبية في منطقة جبل أبو طيور، الواقعة في محلية القريشة بولاية القضارف على الحدود مع إثيوبيا.

وقال البيان السوداني "أثناء عودة قواتنا من تمشيط داخل أراضينا تعرضت لكمين من القوات والمليشيات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية، ونتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات".

وأكد الجيش أنه قادر على حسم أي تحركات معادية داخل الحدود السودانية، ولن يسمح بغزو أراضيه، مضيفا أن قواته تتابع تدفق اللاجئين الإثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية، وحالة عدم الاستقرار في الشريط الحدودي بين البلدين.

وأوضح أن من بين الخطوات التي اتخذها الجيش، عقب اندلاع الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي، أنه قام بإعادة الانتشار والانفتاح في مناطق داخل حدود الدولة بغرض الحيلولة دون استغلال أطراف الصراع في إثيوبيا الأراضي السودانية لانطلاق أي نوع من العمليات، وكذلك لحماية أراضي البلاد من أي مهددات.

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام محلية -من بينها الصحيفة الإلكترونية "سودان تربيون" (SudanTribune)- عن مصادر عسكرية سودانية لم تسمها سقوط 4 قتلى، بينهم ضابط، علاوة على 12 جريحا من الجيش إثر معارك شرسة مع مليشيات إثيوبية مسلحة على الشريط الحدودي بين البلدين.

والأحد، أعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك توصله لاتفاق مع نظيره الإثيوبي لتفعيل اجتماعات لجنة الحدود المشتركة، عقب زيارة قصيرة لأديس أبابا السبت.

ويوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت السلطات السودانية إغلاق مناطق حدودية شرقي البلاد مع إثيوبيا حتى إشعار آخر بسبب التوترات الأمنية التي يشهدها إقليم تيغراي.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش السوداني أن مليشيا إثيوبية مسنودة بجيش بلدها اعتدت على أراضي وموارد السودان، مما أسفر عن مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة 7 جنود وفقدان آخر، إضافة إلى مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين.

وارتفع عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين شرقي السودان إلى أكثر من 52 ألفا، حسب ما أعلنته السلطات السودانية الاثنين.

المصدر : الجزيرة + وكالات