برلمان الصوت الواحد في مصر.. المعارض هيثم الحريري يخسر مقعده

هيثم الحريري في البرلمان وسط نواب من كتلة "25-30" (مواقع التواصل)

وسط هيمنة حزب مستقبل وطن التابع للنظام المصري على المجالس التشريعية، خسر هيثم الحريري -أبرز نواب المعارضة المحدودة- مقعده عن الدائرة الثالثة (محرم بك) في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة).

وكشفت مؤشرات النتائج غير الرسمية في جولة الإعادة للمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب عن خسارة الحريري أمام مرشح حزب مستقبل وطن، الذي هيمن على مجلس النواب كما هيمن على مجلس الشيوخ الشهر الماضي.

يذكر أن النتائج المعلنة من اللجان العامة في المحافظات تعتبر مؤشرات أولية، في انتظار إعلان النتائج النهائية عن طريق الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة المنوط بها إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2020.

والحريري من نواب كتلة "25-30" التي تقول إنها تدعم ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما تدعم النظام الجديد، الذي أفرزته مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، والتي مهدت لإعلان الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز من العام نفسه، حيث أطيح بالرئيس المنتخب محمد مرسي الذي توفي في السجن لاحقا.

وأثارت هزيمة الحريري غضب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموا النظام بالهيمنة على الحياة السياسية، واستخدام الأجهزة الأمنية والرشاوى الانتخابية في إنتاج مجالس تشريعية موالية للنظام، وخالية من أي صوت معارض.

ووجه نشطاء التحية لهيثم الحريري باعتباره خاض معركة انتخابية شرسة وقف فيها أمام النظام بكل أجهزته، وليس أمام مرشحين منافسين.

كما انتقد بعضهم تكاسل الناخبين؛ لعدم مشاركتهم في التصويت وإتاحة الفرصة أمام حشد الأصوات لمرشحي النظام.

بدوره شكر الحريري أهالي الدائرة بعد حصوله على أكثر من 30 ألف صوت، قائلا "يظل الشرفاء شرفاء، ويظل اللصوص لصوصا، التحية لأصحاب الأصوات الحلال، والعار لأصحاب الأصوات الحرام".

وجرت انتخابات مجلس النواب وسط مقاطعة واسعة من المعارضة في الداخل والخارج، وشهدت عزوفا كبيرا من المصريين، وتجاهلا للمرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بوصفها انتخابات صورية بعيدة عن المنافسة الحقيقية، خاصة مع سيطرة الأجهزة الأمنية على قوائم المرشحين والدعاية الانتخابية.

في المقابل اعتبر نشطاء خسارة الحريري نتيجة طبيعية لمسيرة النظام المصري في التعامل مع المعارضة، مستغلا وجودها المحدود في البرلمان لإضفاء صورة الديمقراطية على سياسته القمعية وتأميم العمل العام وتكميم الأفواه.

وقال مغردون إن الحريري خسر منذ سنوات عندما رفض الاستقالة هو ونواب كتلة "25-30" بعد تمرير البرلمان اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين لصالح السعودية، رغم صدور حكم قضائي من أعلى محكمة إدارية في مصر يقضي ببطلانها.

وفي سياق متصل، عبر مؤيدون للنظام عن فرحتهم بخسارة الحريري، واتهمه بعضهم بمعاداة الدولة المصرية، ومهاجمة النظام طوال الوقت.

كما وصفه مغردون بأنه رجل البرادعي في البرلمان، في إشارة إلى محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت عقب الانقلاب العسكري، والذي استقال من منصبه وغادر البلاد احتجاجا على سقوط مئات القتلى أثناء فض اعتصام رابعة العدوية المؤيد للرئيس الراحل محمد مرسي.

 

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي