مشاورات مغلقة بمجلس الأمن.. تواصل المعارك بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي وسط تبادل الاتهامات

قال مراسل الجزيرة إن مجلس الأمن الدولي سيناقش الأوضاع في تيغراي الإثيوبي خلال مشاوراته المغلقة اليوم، وذلك بطلب من الدول الأوروبية في المجلس، بعد أن كانت الدول الأفريقية سحبت طلبها بهدف إتاحة مزيد من الوقت للجهود الإقليمية.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن كان من المقرر أن يعقد محادثات غير رسمية الثلاثاء بشأن إقليم تيغراي، لكنها تأجلت لمنح مبعوثي الاتحاد الأفريقي الوقت للتوجه إلى إثيوبيا.

إثيوبيا مستعدة لخيار الحرب للدفاع عن سد النهضة
آبي أحمد يرفض التفاوض مع جبهة تيغراي رغم موافقته على لقاء مبعوثي الاتحاد الأفريقي (الجزيرة)

وأيدت واشنطن جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي لإنهاء الصراع، بينما حذرت باريس ولندن من التمييز العرقي.

والولايات المتحدة، التي تعتبر إثيوبيا حليفا قويا في منطقة مضطربة، هي أحدث الدول التي دعت للسلام إلى جانب فرنسا وبريطانيا.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لتحقيقه السلام مع إريتريا، إنه لن يتفاوض مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي رغم اعتزامه استقبال موفدين من الاتحاد الأفريقي.

اتهامات لتيغراي
في غضون ذلك، اتهمت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية (حكومية) جماعة من شباب إقليم تيغراي أمس الثلاثاء بارتكاب مذبحة سقط ضحيتها مئات المدنيين، في وقت أعلنت كل من القوات الحكومية وقوات الإقليم تحقيق مكاسب في حرب اندلعت في شمال البلاد منذ 3 أسابيع.

وقالت حكومة آبي أحمد إن من وصفتهم بجنود "العدو" يستسلمون بينما تتقدم القوات الاتحادية صوب عاصمة الإقليم، لكن سكان تيغراي ذكروا أنهم يقاومون وأنهم دمروا إحدى فرق الجيش البارزة.

ونشرت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان نتائج تحقيق أجرته بشأن هجوم وقع في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني في ماي كادرا جنوب غرب تيغراي، كانت منظمة العفو الدولية أول من أشار إليه.

وقالت اللجنة إن جماعة من الشباب تسمى سامري قتلت 600 على الأقل من مجموعتي أمهرة وولكيت العرقيتين اللتين تمثلان أقلية في البلدة.

وقال التقرير إن غير المنتمين لعرق التيغراي تعرضوا للضرب حتى الموت والطعن والحرق والخنق بالحبال، لكن بعض السكان وفروا الحماية لجيرانهم وأخفوهم في منازلهم. واتهمت اللجنة القوات المحلية بالتواطؤ مع مرتكبي المذبحة.

ولم يتسن بعد الاتصال بالجبهة الشعبية لتحرير تيغراي للحصول على تعليق، لكن الجبهة نفت في السابق ضلوعها بأي شكل في المذبحة.

صور لقوات الجيش السوداني على الحدود مع إثيوبيا (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقال رويترز إنها لم تتمكن من التحقق من صحة ادعاءات الجانبين نظرا لانقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت عن منطقة تيغراي، كما أن الدخول إلى المنطقة يخضع لقيود صارمة.

ومنذ اندلاع الصراع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، لقي مئات الأشخاص حتفهم وفر أكثر من 41 ألف لاجئ إلى السودان المجاور، فضلا عن الدمار الواسع النطاق الذي خلفه القتال.

وقالت الحكومة الإثيوبية إن كثيرا من مقاتلي تيغراي استجابوا لمهلة تنتهي اليوم الأربعاء لإلقاء السلاح، قبل هجوم مزمع على العاصمة ميكيلي التي يسكنها نصف مليون نسمة.

صراع مأساوي
وتقول الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمرسة في القتال والتي تحكم الإقليم الذي يسكنه أكثر من 5 ملايين نسمة، إن قواتها تمنع القوات الحكومية من التقدم وتحقق انتصارات.

وقال غيتاشيو رضا المتحدث باسم قوات تيغراي إن الفرقة 21 ميكانيكية في قوات الحكومة تم تدميرها في هجوم على مقر الفرقة، وهو ما نفته بيلين سيوم المتحدثة باسم رئيس الوزراء.

ورفض زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي دبرصيون جبر ميكائيل رواية الحكومة التي تقول إن قواتها تحاصر ميكيلي على مسافة 50 كيلومترا، وقال لرويترز إن المهلة غطاء للقوات الحكومية لإعادة التجمع بعد الهزائم.

المصدر : الجزيرة + وكالات