منذ انطلاق مرحلتها الأولى في 14 محافظة السبت الماضي، كشفت انتخابات مجلس النواب في مصر عن حفاظ أنصار النظام على وجبتهم الدسمة، التي تُطبخ على موقد السلطة كل 5 سنوات.
وسط هيمنة حزب مستقبل وطن التابع للنظام المصري على المجالس التشريعية، خسر هيثم الحريري -أبرز نواب المعارضة المحدودة- مقعده عن الدائرة الثالثة (محرم بك) في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة).
وكشفت مؤشرات النتائج غير الرسمية في جولة الإعادة للمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب عن خسارة الحريري أمام مرشح حزب مستقبل وطن، الذي هيمن على مجلس النواب كما هيمن على مجلس الشيوخ الشهر الماضي.
يذكر أن النتائج المعلنة من اللجان العامة في المحافظات تعتبر مؤشرات أولية، في انتظار إعلان النتائج النهائية عن طريق الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة المنوط بها إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2020.
والحريري من نواب كتلة "25-30" التي تقول إنها تدعم ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما تدعم النظام الجديد، الذي أفرزته مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، والتي مهدت لإعلان الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز من العام نفسه، حيث أطيح بالرئيس المنتخب محمد مرسي الذي توفي في السجن لاحقا.
"يظل الشرفاء شرفاء واللصوص لصوص".. البرلماني هيثم الحريري بعد انتهاء جولة الإعادة بانتخابات النواب والتي خسر بها
Posted by الجزيرة – مصر on Wednesday, November 25, 2020
وأثارت هزيمة الحريري غضب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموا النظام بالهيمنة على الحياة السياسية، واستخدام الأجهزة الأمنية والرشاوى الانتخابية في إنتاج مجالس تشريعية موالية للنظام، وخالية من أي صوت معارض.
ووجه نشطاء التحية لهيثم الحريري باعتباره خاض معركة انتخابية شرسة وقف فيها أمام النظام بكل أجهزته، وليس أمام مرشحين منافسين.
كما انتقد بعضهم تكاسل الناخبين؛ لعدم مشاركتهم في التصويت وإتاحة الفرصة أمام حشد الأصوات لمرشحي النظام.
بدوره شكر الحريري أهالي الدائرة بعد حصوله على أكثر من 30 ألف صوت، قائلا "يظل الشرفاء شرفاء، ويظل اللصوص لصوصا، التحية لأصحاب الأصوات الحلال، والعار لأصحاب الأصوات الحرام".
وجرت انتخابات مجلس النواب وسط مقاطعة واسعة من المعارضة في الداخل والخارج، وشهدت عزوفا كبيرا من المصريين، وتجاهلا للمرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بوصفها انتخابات صورية بعيدة عن المنافسة الحقيقية، خاصة مع سيطرة الأجهزة الأمنية على قوائم المرشحين والدعاية الانتخابية.
مؤشرات الفرز تشير انه هيثم الحريري مثال ونموذج لنائب محترم وشريف اصر ان يستكمل معركته بقيم ومباديء ولم ينجر الي سلاح…
Posted by Tarek Elawady on Tuesday, November 24, 2020
هيثم ماخسرش عشان المال السياسي … هيثم خسر عشان في محترمين كسلوا ينزلوا ينتخبوا نفس اللى بيحصل في كل انتخابات ……
Posted by Petra Malek on Wednesday, November 25, 2020
مع هيثم الحريرى وكل الاحرار نتعلم أن المقاومة حياة حتى لو وضعتنا فى مرمى نيران ولا يجوز ترك موقع بغير اشتباك وان واجبنا…
Posted by مدحت الزاهد on Tuesday, November 24, 2020
تحدى هيثم الحريري فى الانتخابات مش تحديه لوحده ده تحدى كل المصريين الشرفاء تحدى التغيير تحدى الناس اللى آمنت بثوره يناير تحدى للمظلومين والمعتقلين تحدى لاصحاب الرأى لكل الناس اللى عايزه تعبر عن رأيها بغضب ومش قادره لكل الناس اللى عايزه تعمل حاجه ومش قادره ✌ @HaithamElhariri
— mazen (@mazen_7assan) November 24, 2020
برغم إختلافي مع كتير من مواقف هيثم الحريري ونواب المعارضة اللي زيه بس موضوع سقوطه قدام بتاع مستقبل وطن اللي إنتوا (عاملين نفسكم بتهاجموه) ليل ونهار مش مستاهل كل الإحتفالات دي
طالما إنتوا عاوزين برلمان مطبلاتية وهزازين رؤوس بس ملوش لازمة إنتخابات
آه ومترجعوش تشتموا في البرلمان😊— Aly El DeMoS (@alyaly112) November 25, 2020
في المقابل اعتبر نشطاء خسارة الحريري نتيجة طبيعية لمسيرة النظام المصري في التعامل مع المعارضة، مستغلا وجودها المحدود في البرلمان لإضفاء صورة الديمقراطية على سياسته القمعية وتأميم العمل العام وتكميم الأفواه.
وقال مغردون إن الحريري خسر منذ سنوات عندما رفض الاستقالة هو ونواب كتلة "25-30" بعد تمرير البرلمان اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين لصالح السعودية، رغم صدور حكم قضائي من أعلى محكمة إدارية في مصر يقضي ببطلانها.
تكتل 25- 30 في برلمان طراطير الإصدار الأول..يخسر أفراده الآن ورسالة العصابة لهم ..لن نسمح في برلمان الطراطير الثاني…
Posted by هيثم أبوخليل on Tuesday, November 24, 2020
احيراً #هيثم_الحريري وفى بوعده وإستقال من البرلمان بسب اتفاقية التنازل عن #تيران_وصنافير #إستقالوه
— اسلمي يامصر (الريس نور) (@Noralden_Alkady) November 25, 2020
وفي سياق متصل، عبر مؤيدون للنظام عن فرحتهم بخسارة الحريري، واتهمه بعضهم بمعاداة الدولة المصرية، ومهاجمة النظام طوال الوقت.
كما وصفه مغردون بأنه رجل البرادعي في البرلمان، في إشارة إلى محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت عقب الانقلاب العسكري، والذي استقال من منصبه وغادر البلاد احتجاجا على سقوط مئات القتلى أثناء فض اعتصام رابعة العدوية المؤيد للرئيس الراحل محمد مرسي.
هيثم الحريري باي باي كفايه عليك كده يا 25/30
— Nesrin Kassim (@NesrinKassim8) November 24, 2020
سقوط مروع لرجل البرادعي عضو الاشتراكيين الثوريين هيثم الحريري
الذي أستغل نيابته في المجلس المنتهي للإساءة للوطن ومناهضة سياسات الدولة انحيازا لعصابة المجرمين من إخوان واشتراكيين ثوريين. pic.twitter.com/kBmJOBRTW7— مصطفى أبو العنين 🇪🇬جيش مصر الرقمي🇪🇬 (@abuel3nin1) November 24, 2020