اعتبر الأمر صادما.. وزير الداخلية الفرنسي يفتح تحقيقا بعد فض الشرطة مخيما للاجئين

Police intervention in Paris
قوات الشرطة تدخلت بعنف لإزالة مخيم اللاجئين (الأناضول)

قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه سيبدأ تحقيقا في اشتباكات وقعت في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، بعد أن فضت الشرطة مخيما جديدا للاجئين في ميدان "بلاس دو لا ريبوبليك" (ساحة الجمهورية) في باريس.

وجرى تداول صور وتسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لرجال شرطة يضربون المتظاهرين أثناء تقدمهم لإخلاء الميدان من خيام المهاجرين التي تقول الشرطة إنها أقيمت دون الحصول على إذن رسمي.

وكتب دارمانان على تويتر في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، "بعض صور فض مخيم المهاجرين غير القانوني في بلاس دو لا ريبوبليك صادمة"، وأضاف أنه يسعى للحصول على تقرير كامل عن الواقعة.

وظهر مخيم اللاجئين في "بلاس دو لا ريبوبليك" بعد أيام من فض مخيم آخر أكبر أقيم بشكل غير قانوني قرب الملعب الرياضي الفرنسي.

وأقيم المخيم الجديد لإيواء مئات اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من ملاجئ مؤقتة في ضاحية "سان دوني" الأسبوع الماضي دون توفير المأوى لهم.

Police intervention in Paris
فرنسا أصبحت أكثر صرامة في التعامل مع اللاجئين (الأناضول)

مساعدة وتدخل

وساعد متطوعون في نصب نحو 500 خيمة زرقاء اللون في ساحة الجمهورية بقلب العاصمة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين والتي سرعان ما امتلأت بمهاجرين معظمهم أفغان.

وبعد نحو ساعة، وصلت الشرطة لتفكيك المخيم وإزالة الخيام التي كان بداخل بعضها أشخاص، وسط تظاهرات من المهاجرين وصيحات الاستهجان من المتطوعين.

وقال شهاب الدين -وهو أفغاني في الـ34 من عمره وهو يعيد وضع قبّعته الرمادية على رأسه بعدما أُجبر على ترك خيمته- "إنهم عنيفون للغاية". وأضاف وهو يجهش بالبكاء "كل ما نريده هو سقف".

واستخدمت الشرطة لاحقا الغاز المدمع لتفريق البقية، ما دفع بالمهاجرين للتفرّق في شوارع باريس.

وندد نائب رئيس بلدية المدينة المسؤول عن الإسكان وتوفير المساكن بشكل طارئ وحماية اللاجئين إيان بوسار بطريقة "استجابة قوات حفظ القانون والنظام لوضع اجتماعي".

Police intervention in Paris
اللاجئون تفرقوا في شوارع باريس (الأناضول)

تشديد القيود

وتعد باريس محطة رئيسية في طريق الهجرة إلى أوروبا، إذ كثيرا ما تقام فيها مخيّمات تفككها الشرطة.

وانضمت فرنسا إلى دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وبريطانيا في اتخاذ موقف أكثر تشددا إزاء المهاجرين منذ أن أثار اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 أزمة مهاجرين في مختلف أرجاء أوروبا.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين قلقون من مسألة المهاجرين، الأمر الذي زاد من التأييد للزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان المرجح أن تكون المنافسة الرئيسية للرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة عام 2022.

المصدر : وكالات