تحمل مساعدات إنسانية لليبيا.. أنقرة تحتج على تفتيش سفينة تركية من قبل قوات ألمانية

فرقاطة ألمانية تابعة لقوات عملية "ايريني" أوقفت سفينة تركية شرقي المتوسط كانت تحمل مساعدات انسانية الى ليبيا.
لقطات مصورة ظهر فيها رجال مسلحون يرتدون الزي العسكري وهم يصدرون الأوامر إلى البحارة (الجزيرة)

أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة نقلا عن مصادر عسكرية تركية بأن فرقاطة ألمانية تابعة لقوات عملية "إيريني" أوقفت شرقي المتوسط سفينة تركية تحمل مساعدات إنسانية إلى ليبيا.

وردا على هذا التطور استدعت أنقرة سفراء الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وألمانيا احتجاجا على محاولة تفتيش السفينة.

في المقابل، أعلن الجيش الألماني أن تركيا أجبرت جنودا ألمانيين على التخلي عن عملية تفتيش في إطار المهمة الأممية لفرض حظر توريد أسلحة لليبيا في البحر المتوسط.

وقالت تركيا إن التفتيش -الذي تم في البحر جنوب غربي شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية- انتهك القانون الدولي، إذ لم يتم منح إذن به.

توقيف وشكوى

وبحسب تصريحات مصادر عسكرية لمراسل الجزيرة، فإن عملية توقيف وتفتيش السفينة تمت بطريقة تنتهك قوانين البحار، حيث تم إنزال العاملين في الفرقاطة الألمانية على متن السفينة التركية، وفتشوها بشكل غير قانوني.

وبينما تابعت السفينة التركية طريقها إلى ميناء مصراتة أكدت المصادر العسكرية أن أنقرة ستقدم شكوى للمؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن، فيما احتجت الخارجية التركية على عملية التفتيش من قبل القوات الألمانية.

ونشرت تركيا لقطات مصورة ظهر فيها رجال مسلحون يرتدون الزي العسكري وهم يصدرون الأوامر إلى البحارة الذين وضعوا أيديهم فوق رؤوسهم في سفينة قالت إنها "روزالين-إيه".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي "أبدى الربان تعاونا وقدم المعلومات عن حمولة السفينة ووجهتها، ورغم ذلك وفي الساعة 17:45 صعدت قوات مسلحة من بعثة إيريني على متن السفينة ونفذت عملية مراقبة استمرت ساعات طويلة".

وقال المتحدث التركي "نحتج على هذا العمل الذي تم تنفيذه بالقوة ودون تفويض، ونحتفظ بالحق في طلب تعويض".

الرواية الألمانية

وقال الجيش الألماني إن مشاة البحرية الألمانية صعدوا على متن سفينة شحن تركية مشبوهة أمس الأحد لفحص حمولتها، لكن تركيا بصفتها دولة العلم اعترضت على التفتيش.

وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن جنودا من الفرقاطة "هامبورغ" صعدوا على متن السفينة التركية "روزالين-إيه" خلال الليل، لكنهم اضطروا للتخلي عن مهمة التفتيش والانسحاب بعد احتجاج تركيا لدى بعثة الاتحاد الأوروبي.

وتأكيدا لتقرير نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية، قال المتحدث الألماني إن الفرقاطة "هامبورغ" اعترضت "روزالين-إيه" على بعد حوالي 200 كيلومتر شمالي مدينة بنغازي الليبية ليل الأحد.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إنه "تم اتباع جميع الإجراءات بشكل صحيح".

وكانت سفينة الحاويات قد غادرت ميناء جمليك التركي بالقرب من مدينة بورصة الأسبوع الماضي، وشوهدت آخر مرة قبالة أثينا متجهة إلى الجنوب الغربي صوب ليبيا وفقا لبيانات "رفينيتيف آيكون" (Refinitiv Eikon).

احتكاك وتحذيرات

ويمثل الحادث احتكاكا آخر بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي حذر مسؤول السياسة الخارجية فيه جوزيب بوريل من أن العلاقات مع أنقرة وصلت إلى لحظة فاصلة بسبب تنقيب تركيا عن النفط في مياه تقول اليونان وقبرص إنها تابعة لهما.

وقال بوريل إن من الممكن فرض عقوبات على تركيا الشهر المقبل.

وكانت الفرقاطة الألمانية تعمل في البحر المتوسط في إطار مهمة "إيريني" التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الفصائل المتحاربة في ليبيا، حيث دعمت تركيا الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس في قتالها مع قوات شرق ليبيا التي تدعمها روسيا ومصر.

المصدر : الجزيرة + رويترز