قره باغ.. علييف يثني على الدور التركي الروسي لأمن المنطقة ويرحّب بالتطبيع مع أرمينيا

قال الرئيس الأذري إلهام علييف إن الدور التركي-الروسي يضمن أمن المنطقة، وأعرب عن أمله أن يؤدي اتفاق السلام الحالي للتطبيع مع أرمينيا، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاء مع علييف ثقته في الاتفاق، في حين قالت أنقرة إن الوجود التركي بوصفه عامل توازن في المنطقة مهم للغرب.

وفي تغريدات على تويتر، قال علييف إن الدور التركي-الروسي عامل أساسي في ضمان أمن منطقة جنوب القوقاز، مضيفا أن الموقف الإيجابي لمجموعة "مينسك" بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ سيشكل ضمانة لترسيخ الاستقرار.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت الرئاسة الأذرية -في بيان- أن علييف التقى وفدا روسيا يضم لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ونائبي رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك وأليكسي أوفرتشوك، ووزير الصحة ميخائيل موراشكو، ورئيسة وحدة حماية صحة الإنسان وحقوق المستهلك آنا بوبوفا.

وخلال اللقاء، قال علييف إن البيان المشترك بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا لوقف الحرب في إقليم قره باغ خطوة مهمة لإرساء سلام قوي وطويل الأمد في المنطقة.

وأكد علييف أن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان لعبا دورا مهما لضمان وقف إطلاق النار وأمن المنطقة، مشيرا إلى ترحيب بلاده بالمباحثات الروسية التركية لإقامة مركز مشترك في أذربيجان.

وأضاف الرئيس الأذري أنه يأمل أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الحالي إلى التطبيع مع الجانب الأرميني، ويخلق حالة من الاستقرار والتعاون في المنطقة، معتبرا أن الاتفاق يجري تنفيذه بنجاح.

الرئيس الأذري إلهام علييف (يمين) يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (الأناضول)


تصريحات لافروف

من جهته، لفت لافروف خلال اللقاء إلى أن بلاده تولي دائما أهمية خاصة لتأكيد علييف على المصالحة في المنطقة، وأعرب عن ثقته في أن كل الأعمال التي ستنفذ في المنطقة موجهة لشعوب المنطقة، وليس للمصالح الأجنبية.

وقال لافروف إن هناك محاولات للتشكيك في اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه يعتقد أنها ستبوء بالفشل لأن مجموعة مينسك (التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا) شددت على أهمية حل النزاع بناءً على الأسس التي يتم تطبيقها الآن، حسب قوله.

وأضاف -في حديث للصحفيين بعد اللقاء- "ناقشت مسألة فتح الطرق البرية في المنطقة، وستفتح هذه الطرق آفاقا واعدة، فضلا عن إزالة الحواجز المقامة فيها منذ عشرات السنين".

وأكد لافروف أن تركيا عنصر أساسي في المنطقة، وأنها شريك لبلاده في عدة جوانب.

وتابع "بالطبع أذربيجان دولة ذات سيادة ومن حقها اختيار شركائها، وكذلك أرمينيا، لذلك عند الحديث عن أي مبادرة فإن العوامل المؤثرة هنا أو هناك يجب وضعها في الاعتبار".

ويتزامن هذا مع إرسال أذربيجان طلبا للصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة للمساعدة في استعادة جنودها الأسرى لدى أرمينيا.

وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية، واستعادة أذربيجان السيطرة على كل من محافظة أغدام حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولاتشين حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول القادم.


الدور التركي

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن -في مقابلة تلفزيونية أمس- إن الوجود التركي كعامل توازن في إقليم قره باغ وليبيا وسوريا يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والغرب.

وانتقد قالن دولا غربية -لم يسمها- بسبب انزعاجها من الوجود التركي في المنطقة، وقال "إذا لم تكونوا مرتاحين لوجود الجنود الروس، فلماذا لم تخبروا أرمينيا التي كنتم ترونها حليفة حتى اليوم بإزالة القواعد العسكرية الروسية هناك؟"

وأضاف متحدث الرئاسة التركية أن الولايات المتحدة بادرت من أجل هدنة بين أرمينيا وأذربيجان وطلبت من تركيا الدعم، إلا أن الهدنة لم تستمر سوى يومين.

وتابع قالن "بخلاف ذلك، هل قدمت فرنسا عرضا على سبيل المثال؟ ما الاقتراح الملموس القابل للتطبيق الذي جاء من أوروبا ومن الناتو أو الاتحاد الأوروبي ورفضناه؟ لكننا وافقنا على اتفاق مع روسيا من شأنه أن يحل هذا الصراع المستمر منذ 30 عاما، وينهي الصراعات التي كانت ستستمر شهرين أو ثلاثة".

وأشار المتحدث التركي إلى انتهاء الجولة الأولى من المحادثات مع الجانب الروسي حول قره باغ، متوقعا انتهاء المفاوضات خلال أيام حول عمل قوات حفظ السلام التابعة للبلدين في المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات