إثيوبيا.. الجيش يسيطر على مدن جديدة والحكومة تنفي وجود وساطة مع مقاتلي تيغراي

قال التلفزيون الإثيوبي إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مدن شيري وإكسوم وعدوة في إقليم تيغراي، بينما أطلق مسلحون من تيغراي صواريخ على مطار في إقليم مجاور.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن جبهة تحرير شعب تيغراي خسرت حتى الآن نحو 70% من مساحة الإقليم، ولم يبق لها من المدن الكبرى سوى مدينة ميكيلي كبرى مدن الإقليم.

وأكدت لجنة الطوارئ أن الجيش سيطر أيضا على محيط مدينة عديغرات.

وقال بيان للحكومة "استسلم كثيرون من مقاتلي المجلس العسكري"، في إشارة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

ولم يتسن الحصول على تعليق من مقاتلي تيغراي، لكن متحدثا باسمهم قال في خطاب بثه التلفزيون إن مقاتليهم أوقعوا "مزيدا من الضحايا" في رايا جنوبي ميكيلي.

كما ذكرت محطة تلفزيونية تابعة للتيغراي أن مقاتلي الإقليم "أبادوا قوات العدو" من ميهوني في الجنوب وزالامبيسا في الشمال الشرقي.

وقالت سلطات إقليم أمهرة بإثيوبيا إن قوات من منطقة تيغراي أطلقت -أمس الجمعة- صواريخ على مدينة بحر دار عاصمة أمهرة، مما زاد من المخاوف بأن الصراع قد يتحول إلى حرب أوسع نطاقا.

لا وساطة

وعلى الصعيد الدبلوماسي، نفى مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي وجود وساطة بين الحكومة الفدرالية وجبهة تحرير تيغراي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء آبي أحمد سيستقبل مبعوثي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا.

وكان رامافوسا -وهو الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي- قد كشف أنه عيّن سلفه ورئيسيْ ليبيريا وموزمبيق السابقَـيْن مبعوثِين خاصين من الاتحاد الأفريقي إلى إثيوبيا، للتوسط بين أطراف النزاع في إقليم تيغراي.

يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي أرسل مبعوثا إلى جنوب أفريقيا في زيارة عمل رسمية.

تداعيات إنسانية

وعلى المستوى الإنساني، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف إن النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي جعل أكثر من مليوني طفلٍ بحاجة ماسة للمساعدة، وآلافا آخرين في خطرٍ داخل مخيمات اللاجئين.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هنرييتا فور إن تلك المعاناة تأتي وسط انقطاع الاتصالات في الإقليم، وفرض قيود على الوصول إليه.

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن عدد اللاجئين الإثيوبيين الفارين من الحرب في إقليم تيغراي ارتفع إلى 33 ألفا.

كما طالب مكتب شؤون اللاجئين في السودان المجتمع الدولي بسرعة التدخل لمساعدة اللاجئين الإثيوبيين على تجاوز محنتهم.

وأودى الصراع الدائر منذ أسبوعين في تيغراي بحياة المئات وربما الآلاف، ودفع عشرات الآلاف إلى الفرار للسودان، وأثار شكوكا إزاء قدرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد -أصغر قادة أفريقيا سنا، والحائز على جائزة نوبل للسلام العام الماضي- على الحفاظ على تماسك الدولة المتنوعة الأعراق قبل انتخابات مقررة العام المقبل.

وإثيوبيا دولة اتحادية تتألف من 10 أقاليم تديرها جماعات عرقية منفصلة، وقد حكمتها فعليا لعقود الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمركزة في الشمال، لكونها أقوى عنصر في الائتلاف المتعدد الأعراق، إلى أن أتى آبي أحمد إلى السلطة منذ عامين.

ويقول أحمد -المنحدر من أمهرة وأورومو- إنه يهدف لتقاسم السلطة في البلاد بطريقة أكثر عدلا، لكن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تتهمه بالسعي للانتقام من مسؤولين سابقين من عرقيتهم.

وتفجر الصراع قبل أسبوعين بعدما قالت الحكومة إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هاجمت قوات تابعة للجيش الاتحادي بالمنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات