مصريون في حملة بايدن.. عين على السيسي وأخرى لأزمات أميركا

President-Elect Joe Biden And Vice President-Elect Kamala Harris Address The Nation After Election Win
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مع نائبته كامالا هاريس (الفرنسية)

شارك أميركيون من أصل مصري في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وأعينهم تتطلع إلى مستقبل علاقاته مع النظام المصري الذي هاجمه بايدن إبان الحملات الانتخابية، فيما العين الأخرى على الداخل الأميركي خاصة مشاكل الجالية العربية والمسلمة.

الجزيرة نت اقتربت من تجربة بعض هؤلاء للتعرف على أسباب دعمهم لبايدن، وفرحتهم بالنتائج التي أطاحت بالرئيس دونالد ترامب الذي أثار الجدل داخليا بقرارات لقيت انتقادا كبيرا خاصة تعامله مع جائحة كورونا، فضلا عن دعمه أنظمة دكتاتورية بينها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب رأيهم.

ولا يعرف بالتحديد حجم مشاركة الأميركيين من أصل مصري في حملة بايدن، علما بأن نتائج تعداد مصر 2017، الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء المصري، أشارت إلى أن عدد المصريين في الولايات المتحدة بلغ 918 ألف مصري مقيم.

وكان الأميركي من أصل مصري، أشرف عشم الله، عضو الحزب الجمهوري، قال في مقابلة قبل أيام مع فضائية مصرية مؤيدة للنظام المصري، إن 50% من عدد المصريين الموجودين في الولايات المتحدة يمتلكون حق التصويت، مشيرا إلى زيادة أعداد الموجودين إلى 1.5 مليون.

وتوجد في الولايات المتحدة الأميركية تجمعات معارضة للنظام المصري، ينظم بعضها تظاهرات ووقفات أمام سفارة بلادهم بين الحين والآخر، فضلا عن تظاهرات أثناء زيارات السيسي لواشنطن، كما يوجد مؤيدون للنظام تعمل السفارة المصرية والكنائس على جلبهم في حافلات خاصة لتأييد السيسي والوقوف بوجه المظاهرات المعارضة.

أمل في التغيير

في هذا السياق يعبر الشاب الأميركي من أصل مصري حمزة علاء، عن مدى سعادته للمشاركة في أول انتخابات له، حيث شارك بالتصويت من خلال البريد.

وفي حديثه للحزيرة نت، يقول علاء -الذي سبق اعتقاله في تظاهرات معارضة بمصر- إن الشأن المصري كان حاضرا بقوة أمام المصريين الأميركيين، وهذا ما دفعهم للتفاعل مع بايدن ودعم حملته والتصويت له، خاصة مع نشر بايدن تغريدته الشهيرة ضد السيسي، وتأكيده على عدم منح السيسي شيكا على بياض، وحديثه المتكرر حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر.

٨. حمزة علاء: شاركت في أول انتخابات لي ودعمت بايدن بسبب تغريدته ضد السيسي / الجزيرة
حمزة علاء: شاركت في أول انتخابات لي ودعمت بايدن بسبب تغريدته ضد السيسي (الجزيرة)

بدورها قالت الناشطة الأميركية من أصل مصري، ماجدة سيكلي "أنا بالولايات المتحدة منذ عشرات السنوات، وسبق لي المشاركة في حملات انتخابية سابقة، لكن هذه المرة كانت مختلفة".

وفي حديثها للجزيرة نت، أضافت سيكلي -وهي تعمل طبيبة نفسية وناشطة بولاية مينيسوتا- "عندما كنا نشجع الأميركان على المشاركة والتصويت نتحدث كأميركيين ومصلحة أميركا أولا، والمجتمع ومشاكله التي يعاني منها المواطن، ولكننا بالطبع كنا نتحدث عن مساوئ ترامب الخارجية خاصة مساندة الطغاة والمستبدين في العالم العربي".

وأشارت سيكلي إلى أنها خلال مشاركتها في حملة بايدن تحدثت مع أعضاء بارزين فيها عن مصر، وتأثير انتخاب بايدن على حقوق الإنسان في مصر، وما ترتكبه السلطات المصرية من انتهاكات واعتقالات وإعدامات وسجن الصحفيين، فضلا عن غياب حرية التعبير.

وأوضحت أن من أسباب مشاركتها في حملة بايدن، العمل على فرملة عجلات العنف في العالم العربي وخاصة ضد الشعب المصري، والتي يدعمها الرئيس الخاسر دونالد ترامب.

ووجّهت الناشطة رسالة للرئيس المنتخب بايدن قائلة "أنا وكثير من أمثالي لدينا أمل أن تجعل أميركا أفضل مما كانت داخليا وخارجيا، وتعمل على تحسين سمعة أميركا، وسياستك الخارجية تكون بالعدل والحكمة، ولا تميل للمستبدين في العالم العربي خاصة".

٤. ماجدة سيكلي: دعمت بايدن من أجل فرملة عجلات العنف في العالم العربي / الجزيرة
ماجدة سيكلي: دعمت بايدن من أجل فرملة عجلات العنف في العالم العربي (الجزيرة)

تجارب ثرية

من جهته، يرى الأكاديمي الأميركي من أصل مصري، بهجت الصغير، أن مشاركته في حملة بايدن كانت تجربة مثيرة وناجحة، من خلال التظاهر ضد ترامب في عدة ولايات.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الصغير أن تأييد ترامب للسيسي ووصفه بدكتاتوره المفضل، دفع به لتأييد بايدن الذي وصفه بالرئيس المعتدل صاحب المبادئ الإنسانية والمحترم لحقوق الإنسان، والمنادي بالديمقراطية الفعالة.

وفي الإطار ذاته، يقول الناشط الحقوقي الأميركي من أصل مصري، محمد إسماعيل، إن مشاركته في حملة جو بايدن -كغيره من العرب والمصريين- تأتي بسبب دعمه للشعوب والوقوف ضد الطغاة والدكتاتوريات في الشرق الأوسط، ومن الحكام الذين خصهم بالذكر السيسي.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار إسماعيل إلى أن الملف المصري يحظى باهتمام لدى الإدارة الأميركية الجديدة، مضيفا "وهذا شيء يستحق الدعم والتأييد".

وأوضح أنه شارك متطوعا في حملة بايدن، ودعمه ماليا في ولاية جورجيا وقام بالحديث مع المواطنين الأميركان وتشجيعهم على النزول والمشاركة في التصويت، كما قام بنقل عدد منهم إلى مراكز الاقتراع.

الدكتاتور المفضل

من جانبه، أكد الناشط السياسي في مدينة نيويورك، سعيد عباسي، أن أهم أسباب دعم بايدن هو موقفه من قائد الانقلاب العسكري في مصر، وتصريحه السابق بعدم إعطاء شيك على بياض لدكتاتور ترامب المفضل.

وفي حديثه للجزيرة نت أضاف عباسي "تحدثنا مع حملة بايدن حول ما عانيناه على مدار السنوات الأربع الماضية من غض إدارة ترامب الطرف تجاه ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر، واستقبال ترامب للسيسي بالبيت الأبيض ودعمه بشكل غير محدود".

وأوضح أن تجربة مشاركته كانت خبرة ثرية، خاصة مع تنظيم وقفات التأييد والتفاعل على مواقع التواصل والرسائل الإلكترونية بهدف التوعية المجتمعية حول أهمية المشاركة.

ضد العنصرية

ليس الشأن المصري وحده ما كان يجذب هؤلاء لدعم بايدن، ولكن حقوق الجالية المسلمة في الولايات المتحدة ومناهضة عنصرية ترامب، كانت أيضا من أهم الأهداف.

وقالت ماجدة سيكلي بفرح "شاركنا ونجحنا في إسقاط ترامب الذي كان سببا في معاداة المسلمين بالولايات المتحدة".

كما قال بهجت الصغير "عشنا 4 سنوات من أسوأ ما رأيت من التغريدات غير اللائقة والعبارات المستفزة والعنصرية البحتة تجاه المواطنين الأجانب والمهاجرين، وتأييد إسرائيل وخاصة الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، فضلا عن ضم إسرائيل للجولان وصفقة القرن وانعكاسها على القضية الفلسطينية وتهجير أهالي سيناء والتطبيع العربي".

وفي السياق ذاته قال، محمد إسماعيل "جو بايدن أقل خطورة من ترامب، الذي أعلن عداءه الصريح والمعلن للإسلام، وكذلك مستشاره الخاص وصهره جاريد كوشنر، الذي يكن عداء واضحا للمسلمين والمصريين بشكل خاص".

وأكد سعيد عباسي، أن أهم أسباب المشاركة أيضا في دعم بايدن هو ترامب نفسه وعداؤه الشديد من اليوم الأول للإسلام والمسلمين، مقارنة بالرئيس المنتخب جو بايدن، والذي تميز خطابه بالتوازن واتسم بالعقل والتريث ومحاولة لَمّ شمل الأميركيين.

وعبر حمزة علاء، عن مشاركته أيضا في حملة بايدن لرغبته في تغيير ما يحدث في الشارع الأميركي من عنصرية، خاصة في ولايات وسط غرب أميركا، ورفضه كره ترامب للمسلمين والمهاجرين بشكل عام.

محاولة للتغيير

وفي هذا السياق، قالت الباحثة في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط، عبير كايد، إن مشاركة عدد من الأميركيين من أصول مصرية في حملة بايدن، جاءت كمحاولة للضغط على الإدارة الأميركية الجديدة بملف حقوق الإنسان والانتهاكات التي يرتكبها السيسي بحق المعارضين.

وأضافت كايد في حديثها للجزيرة نت "في انتظار أداء بايدن لليمين الدستورية وتولي الرئاسة، وسوف تقوم جماعات الضغط والمجتمع المدني بزيارات للكونغرس من أجل تحريك هذه الملفات".

واعتبرت أن فوز بايدن ودعمه من جانب أميركيين مصريين فرصة كبيرة لنصرة حقوق الإنسان، والتي تقول الإدارة الجديدة للولايات المتحدة إنها تقف معها وتدعمها، وذلك بعكس إدارة ترامب.

المصدر : الجزيرة