قره باغ.. باريس تُسائل موسكو عن دور تركيا في الاتفاق ولقاءات روسية تركية بأنقرة وتبادل لجثث الضحايا

A service member of the Russian peacekeeping troops stands next to a military vehicle at Dadivank monastery in Kalbajar district
جندي من قوات حفظ السلام الروسية يقف بجانب عربة عسكرية في قره باغ (رويترز)

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان -الثلاثاء- روسيا إلى تبديد "اللبس" بشأن وقف إطلاق النار الموقّع في ناغورني قره باغ، وخصوصا فيما يتعلق بدور تركيا والمقاتلين الأجانب، في حين بدأ تبادل جثث القتلى بين طرفي الصراع بالإقليم.

وقال في الجمعية الوطنية "يجب تبديد اللبس بشأن اللاجئين، وتحديد خطوط وقف إطلاق النار، ووجود تركيا، وعودة المقاتلين الأجانب، وبدء المفاوضات بشأن وضع قره باغ"، موضحا أنه سيتم التطرق إلى هذه النقاط خلال اجتماع لرؤساء مجموعة مينسك الأربعاء في موسكو.

لقاءات تركية روسية في أنقرة
وفي أنقرة، أعلن وزير الدفاع التركي -خلوصي أكار- عقد لقاءات فنية بين الوفدين العسكريين التركي والروسي بالعاصمة أنقرة، لبحث الإجراءات المزمع تنفيذها عقب وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ بأذربيجان.

وأكد أكار في اجتماع مع قادة من الجيش -عبر تقنية الاتصال المرئي- أن العمل المشترك مستمر مع الجانب الروسي بخصوص التطورات في قره باغ.

وأعرب الوزير التركي عن استيائه جرّاء إحراق أرمينيا للمنازل والغابات عقب انسحابها من الأراضي الأذرية التي كانت تحتلها.

تبادل جثث القتلى
من جهة أخرى، تبادلت أذربيجان وأرمينيا 200 جثة لقتلى الاشتباكات بشأن منطقة ناغورني قره باغ وفقا لوسائل إعلام روسية رسمية نقلا عن الصليب الأحمر. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر -بيتر ماورير- قوله إنه قد تم تبادل الجثث بحضور قوات حفظ السلام الروسية.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إنه تم نقل الخبراء العسكريين والمعدات الخاصة بوحدة الهندسة التابعة للواء حفظ السلام في المنطقة العسكرية المركزية إلى قره باغ.

وقالت الوزارة إن هؤلاء الخبراء سيقومون بتنفيذ مهام في إطار بعثة قوات حفظ السلام الروسية تتضمن البحث عن الألغام وإزالتها.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشأن قره باغ.

وقال بوتين خلال كلمته في قمة مجموعة "بريكس" (BRICS) الافتراضية إن الوضع في منطقة قره باغ ومحيطها مستقر، وإنه يتم تهيئة الظروف لتسوية شاملة لهذه الأزمة على أسس عادلة.

علييف: لا تفاوض
وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأذري إلهام علييف إنه لن يكون هناك أي تفاوض بشأن الوضع القانوني لإقليم قره باغ، وإن وحدة أراضي أذربيجان ليست محل تفاوض.

وأكد علييف سعي بلاده لمقاضاة أرمينيا عبر المحاكم الدولية بسبب حجم الدمار الذي أصاب البنى التحتية في عدد من مناطق قره باغ ومحيطها، مشيرا إلى أن الأرمينيين تعمّدوا التدمير الكلّي للمنطقة وبناء مقارّ عسكرية لهم فقط، وأن باكو ستعيد إعمارها.

وأوضح في كلمة خلال مراسم وضع حجر الأساس للطريق الجديد بين مدينتي فوزولي وشوشة، أن الطريق الجديد يحمل أهمية بالغة ويعد أول مشروع في الأراضي المحررة من الاحتلال.

ولفت إلى أن تحرير مدينة شوشة أظهر قوة بلاده وشجاعة وبسالة وقدرات الجيش الأذري.

وجاءت تصريحات علييف خلال زيارته مناطقَ جبرائيل وفوزولي وغيرها من المناطق التي سيطر عليها الجيش الأذري خلال المعارك مع أرمينيا في قره باغ ومحيطها.

وقال علييف إن مناطق أغدام وكلبجار ولاتشين ستعود إلى السيادة الأذربيجانية خلال أيام بعد انسحاب أرمينيا منها.

يريفان.. دعوة لإلغاء الأحكام العرفية
وفي يريفان دعت المعارضة الأرمينية إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان لبحث إلغاء الأحكام العرفية في البلاد.

وقال رئيس حزب "أرمينيا المشرقة" المعارض إدمون ماروكيان إنه تم جمع ما يكفي من التوقيعات لعقد هذه الجلسة التي ينتظر أن تُجرى مساء اليوم.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في قره باغ، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.

وعدّ الرئيس الأذري إلهام علييف الاتفاق بمنزلة نصر لبلاده، مؤكدا أن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على قبول الاتفاق مكرها.

وبيّن علييف أن الاتفاق ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا خلال مدة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 25 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات