إثيوبيا.. الحكومة تؤكد تقدم الجيش نحو عاصمة تيغراي وتدفق كبير للاجئين باتجاه السودان

Members of Ethiopian National Defense Force prepare to head to missio, in Sanja
الجيش الإثيوبي أكد أنه سيطر على الأجزاء الغربية والشرقية بإقليم تيغراي (رويترز)

أعلنت إثيوبيا أن قواتها حققت انتصارات كبيرة وتتقدم نحو عاصمة إقليم تيغراي. وفي حين وعد رئيس الوزراء آبي أحمد بحسم المعارك سريعا، تحدثت الأمم المتحدة عن أزمة إنسانية كبيرة تتشكل مع تواصل فرار آلاف الإثيوبيين من مناطق القتال نحو السودان المجاور.

فقد أعلنت لجنة الطوارىء الحكومية -اليوم الثلاثاء- أن الجيش الإثيوبي حقق انتصارات كبيرة على الجبهات الشرقية والغربية في إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا عند الحدود مع إريتريا والسودان.

وأكدت اللجنة أن الجيش يتقدم نحو ميكيلي عاصمة الإقليم، وقالت إنه سيتم تقديم قادة جبهة تحرير تيغراي للعدالة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد -في تغريدة على تويتر- انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي مُنحت لاستسلام قوات ومليشيات إقليم تيغراي.

وجاء في التغريدة "المهلة انتهت اليوم، عملية عسكرية نهائية وحاسمة ستنطلق في الأيام المقبلة".

وأضاف أنه بعد انتهاء الموعد النهائي سيتم اتخاذ الإجراء الأخير لفرض سيادة القانون في الأيام المقبلة، في إشارة -على ما يبدو- إلى هجوم وشيك على مدينة ميكيلي.

وفي مواجهة الضغوط الدولية لوقف القتال في تيغراي، طلب رئيس الوزراء الإثيوبي بعض الوقت لحسم الوضع لمصلحة القوات الاتحادية، في حين رفضت أديس أبابا أي وساطة دولية، وذلك بعد أن تحدثت أوغندا عن سعيها إلى استضافة محادثات بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي التي تقود الإدارة المحلية في الإقليم.

وأفادت أنباء بأن أديس أبابا أرسلت مزيدا من التعزيزات إلى تيغراي، في حين يواصل سلاح الجو الإثيوبي قصف مواقع عسكرية بالإقليم.

A still image taken from a video shows Ethiopian Prime Minister Abiy Ahmed addressing the nation in Addis Ababa, Ethiopia November 4, 2020. Ethiopia Broadcasting Coporation/Handout/Reuters TV via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. ETHIOPIA OUT. NO COMMERCIAL OR EDITORIAL SALES IN ETHIOPIA. NO RESALES. NO ARCHIVES
آبي أحمد طلب بعض الوقت لحسم النزاع عسكريا (رويترز)

"عمليات جراحية"
وبالتوازي مع الاشتباكات على الأرض، قالت لجنة الطوارئ الحكومية إن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية نفّذت عمليات جوية وصفتها بالدقيقة والجراحية خارج عاصمة إقليم تيغراي، ميكيلي.

ونفت الحكومة الإثيوبية اتهامات جبهة تيغراي بأن الغارات الأخيرة أوقعت قتلى بين المدنيين.

وبينما أكد الجيش الإثيوبي سيطرته على الجزء الغربي من تيغراي وبلدة ألاماتا (180 كيلومترا جنوبي ميكيلي)، قال قادة في جبهة تحرير تيغراي إن المعارك لا تزال بعيدة عن ميكيلي، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زعيم الجبهة دبرصيون جبر ميكائيل قوله اليوم إن حكومة وشعب تيغراي سيصمدان.

وأفادت تقارير بمقتل المئات من العسكريين والمدنيين، وتبادلَ الطرفان الاتهامات بارتكاب فظائع تشمل القتل الجماعي، في حين ظلّت منطقة تيغراي معزولة تقريبا بعد قطع الاتصالات عنها.

وبعد أيام على بدء العملية العسكرية، ألغى رئيس الوزراء الإثيوبي الإدارة القائمة في تيغراي واستبدلها بإدارة مؤقتة، ومع ذلك بدت جبهة تيغراي مصممة على تحدي سلطة أديس أبابا، حيث قصفت قواتها قبل أيام مطارين في منطقة أمهرة المجاورة، بل إنها أطلقت أيضا صواريخ على مطار العاصمة الإريترية أسمرا، وتتهم الجبهة إريتريا بالمشاركة في العمليات العسكرية الجارية، وهو ما تنفيه الأخيرة.

من جانب آخر، أعلن النائب العام الإثيوبي حظر 34 مؤسسة مالية تابعة لجبهة تحرير تيغراي.

أزمة اللاجئين
ومن جهة أخرى، حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم من أن أزمة إنسانية على نطاق واسع تتشكل على الحدود بين إثيوبيا والسودان بسبب المعارك في إقليم تيغراي.

وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش في تصريحات من جنيف، إن 27 ألف لاجئ إثيوبي فرّوا حتى الآن من الاشتباكات إلى السودان، مشيرا إلى أن وتيرة النزوح المقدرة بنحو 4 آلاف يوميا تشير إلى حدوث نزوح داخلي كثيف داخل إقليم تيغراي.

وأضاف أن تدفق هذه الأعداد من اللاجئين لم يحدث خلال العقدين الأخيرين في هذه المنطقة من البلاد، مشيرا إلى أن هذا الحشد من الناس يفوق في ظل تزايده قدرة المنظمات الإنسانية على الأرض.

وأكدت المفوضية استعدادها لتقديم المساعدة إذا ما توفر سبيل للوصول وسمحت الظروف الأمنية.

من جهته، قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين إنه قد تكون هناك عمليات نزوح ضخمة داخل إقليم تيغراي.

وفي المقابل، أكدت السلطات المحلية في المناطق السودانية التي لجأ إليها الفارّون من الحرب أنها لا تستطيع تحمل أعباء بهذا الحجم.

يذكر أن النزاع الحالي اندلع عقب توترات بين الحكومة الفدرالية وإدارة تيغراي على خلفية تأجيل الانتخابات العامة في إثيوبيا، وتنظيم سلطات الإقليم انتخابات محلية في تحدّ لأديس أبابا.

ومن أبرز عوامل الحرب الحالية ما تعدّه جبهة تيغراي -التي سيطرت على مقاليد الحكم مدة 30 عاما تقريبا- تهميشا سياسيا للإقليم الذي يشكل سكانه 7.3% من مجموع سكان إثيوبيا البالغ عددهم 108 ملايين.

وينتمي رئيس الوزراء آبي أحمد الذي وصل إلى السلطة عام 2018 إلى قومية الأورومو الأكبر في البلاد، والتي تشكل نحو 35% من مجموع السكان، في حين تعد التيغراي ثالث أكبر مجموعة عرقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات