من ثورة يناير إلى سد النهضة.. هذه أبرز مواقف بايدن تجاه مصر

الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وعن يساره جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس الأميركي باراك أوباما (غيتي)

مع بدء سباق الانتخابات الأميركية، شرع محللون وإعلاميون مؤيدون للسلطة بمصر في الدفع ناحية التخوف من فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي، ورغم ذلك كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول الزعماء العرب المهنئين له عقب إعلان فوزه.

وأبدى المتخوفون دوافعهم لرفض بايدن، والتي تتمركز حول ميله إلى الوقوف بجانب قضايا حقوق الإنسان، ورفض الممارسات الاستبدادية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، على عكس منافسه دونالد ترامب الذي رأى أن السيسي هو "الدكتاتور المفضل" بالنسبة له.

على الجانب الآخر يتبنى مراقبون للمشهد المصري وجهة نظر مغايرة ترى أن الفائز أخيرا بالانتخابات الأميركية لن يكون بالضرورة سببا في المضي نحو تحسين الأوضاع السياسية في مصر.

تلك الرؤى المختلفة سواء المتفائلة أو المتشائمة من وصول بايدن إلى البيت الأبيض تستند في منطقها إلى مواقفه من أحداث سياسية وقعت خلال السنوات الثماني التي كان فيها نائبا للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إلى جانب تصريحاته التي أدلى بها خلال السباق الانتخابي الأخير الذي حسمه في مواجهة ترامب.

ثورة يناير

خلال اعتصام المصريين بميدان التحرير في يناير/كانون الثاني 2011 للمطالبة بتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك هدفا أصيلا لاعتصامهم ودافعا وحيدا لقبولهم بفضّه، اتخذ بايدن نائب الرئيس الأميركي وقتها موقفا مضادا، حيث قال خلال مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عمر سليمان، إن مطالب المعارضة يمكن أن تلبّى عن طريق مفاوضات ذات معنى مع الحكومة المصرية.

وأضاف بايدن أن البيت الأبيض يريد من الحكومة المصرية وضع حد لاحتجاز ومضايقة الصحفيين والناشطين وإلغاء قوانين الطوارئ فورا، وإشراك معارضين آخرين في المفاوضات، وذلك وفق جدول زمني محدد، وخريطة طريق تتيح الانتقال نحو الديمقراطية.

ورأى أن تلك الخطوات إلى جانب نهج سياسة واضحة تقضي بعدم الانتقام من المحتجين هو ما تدعو إليه المعارضة الواسعة وما تقول الحكومة إنها مستعدة لقبوله.

وذكر بايدن أنه اطلع على الخطوات التي اتخذتها الحكومة، لكنه يحثّها على اتخاذ خطوات فورية لمتابعة الإصلاحات، داعيا في الوقت نفسه إلى إجراء انتقال منظّم للسلطة يكون سريعا وذا معنى وسلميا ومشروعا، ويؤدي إلى تحقيق تقدم فوري ولا رجعة فيه، ويستجيب لتطلعات الشعب المصري.

وفي تصريح أكثر إيضاحا لموقفه من ثورة 25 يناير/كانون الثاني قال بايدن إن مبارك ليس دكتاتورا، ورفض أن يقارن الثورة المصرية بالثورات الملونة في شرق أوروبا.

كما نقلت تقارير إعلامية وقتئذ أن بايدن من ضمن المسؤولين الأميركيين الذين أعربوا عن مخاوفهم من رحيل مبارك بشكل مفاجئ، والذي قد يؤدي من وجهة نظرهم إلى حكم إسلامي غير ودّي، إن لم يؤد إلى فوضى.

الدكتاتورية

"لا مزيد من الشيكات على بياض لدكتاتور ترامب المفضل"، هكذا قالها بايدن صريحة في تغريدة له على موقع "تويتر"، في يونيو/حزيران الماضي، وكان يشير بذلك إلى السيسي الذي وصفه ترامب بدكتاتوره المفضل.

وسبق ذلك تصريحات له تمضي في المسار نفسه، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أكد بايدن أن مسألة حقوق الإنسان ستكون أساس تعامل بلاده مع العالم، حال فوزه بالرئاسة. واستطرد خلال مناظرة أولية بين الطامحين إلى نيل ترشيح الحزب الديمقراطي، "كرئيس، سيحاسب جو بايدن السعودية والصين وكل دولة تنتهك حقوق مواطنيها".

وبذلك لا يمكن إغفال تحركات النواب الديمقراطيين داخل الكونغرس الرافضة لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقّع نواب ديمقراطيون على خطاب موجه للرئيس المصري أكدوا فيه أن انتهاكات حقوق الإنسان لن يُتسامح معها إذا فاز مرشح حزبهم بالرئاسة، وأدانوا حملة الاعتقالات الأخيرة في مصر بحق نشطاء وصحفيين ومعارضين.

بل وهدد النواب الأميركيون بقطع أو تجميد المساعدات العسكرية لمصر إذا لم تتخذ القاهرة إجراءات ملموسة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.

سد النهضة

لم يقدم بايدن موقفا واضحا ومباشرا من أزمة سد النهضة الإثيوبي، لكن أنتوني بلينكن  كبير مستشاري السياسة الخارجية لحملته الانتخابية المرشح الأقوى لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي في الإدارة الجديدة، طرح موقفه بوضوح.

وأكد بلينكن على أهمية الدور الأميركي وسيطا في هذه القضية، وعليه رفض تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن المصريين سيفجرون السد في نهاية المطاف.

وغرّد عبر تويتر قائلا "تصريحات دونالد ترامب بأن مصر ستفجر سد النهضة الإثيوبي الكبير متهورة، وتقوّض دور الولايات المتحدة كمراقب في مفاوضات سد النهضة مع مصر وإثيوبيا والسودان".

وتحدثت تقارير صحفية بأن تصريحات ترامب بشأن سد النهضة دفعت إلى عودة الاتصالات والاجتماعات بين سياسيين إثيوبيين وشخصيات أميركية من أصل إثيوبي، ونواب في الكونغرس من أصول أفريقية وعدد من الشخصيات المؤثرة في حملة بايدن.

وذكرت التقارير الصحفية أن حملة بايدن والدوائر الديمقراطية تتزاحم فيها الشخصيات التي لها مواقف سلبية تجاه الموقف المصري من سد النهضة، ومنها نواب ومستشارون وسفراء سابقون وقعوا على بيانات وخطابات تطالب بالانحياز لإثيوبيا في قضية السد وعدم محاباة مصر.

المصدر : الجزيرة