كورونا.. أيام عصيبة في أوروبا والوباء يتفاقم بدول عربية

Medical specialists wearing protective gear transfer a patient at the Aleksandrovskaya hospital, amid the outbreak of the coronavirus disease (COVID-19) in Saint Petersburg
نقل مريض بكورونا في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا التي تسجل أعدادا كبيرة من الإصابات بالفيروس (رويترز)

تعيش أوروبا أياما عصيبة مع تسجيل أعداد قياسية من الإصابات بفيروس كورونا مما دفع دولا عدة لتشديد القيود، كما سجل العالم أعلى حصيلة أسبوعية، في حين يتفاقم الوباء في دول عربية على غرار المغرب ولبنان وتونس.

وللمرة الأولى أحصت أوروبا أمس الخميس أكثر من 100 ألف حالة إصابة بالفيروس في يوم واحد في ظل الارتفاع المتزايد للإصابات خلال الأيام الخمسة الماضية في دول بينها بريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.

واستمرت حالات الإصابة بأنحاء أوروبا في الارتفاع خلال الأيام السبعة الماضية على الرغم من أن انتشار المرض في دول من الأكثر تضررا مثل الهند والبرازيل بدأ في الانحسار نسبيا.

وسجّلت أوروبا -التي بلغ عدد المصابين فيها جراء الوباء 6.2 ملايين والمتوفين 240 ألفا- أعلى زيادة في عدد الإصابات بزيادة 28%، بينما باتت آسيا المنطقة الوحيدة في العالم التي سجلت تراجعا بنسبة 7%، وفقا لإحصاء قامت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وسجلت بريطانيا قبل أيام 22 ألف إصابة في يوم واحد بعد مراجعة للإحصائيات، كما أحصت فرنسا 18 ألف إصابة، وتجاوزت الحصيلة اليومية في ألمانيا وإيطاليا 4 آلاف إصابة للمرة الأولى منذ أشهر عديدة، كما سجلت أعدادا قياسية في دول أوروبية أخرى مثل سويسرا وجمهورية التشيك.

طوارئ وقيود
وفي مواجهة تسارع الوباء، فرضت الحكومة الإسبانية اليوم الجمعة حالة الطوارئ في العاصمة مدريد، وكانت إسبانيا من بين الأكثر تضررا في أوروبا، حيث بلغت الإصابات 848 ألفا، وهو أعلى عدد في أوروبا الغربية، والوفيات 32 ألفا.

وفي فرنسا التي تشهد تزايد أعداد المرضى بالفيروس في غرف العناية المركزة، سجلت 20 ألفا و339 إصابة جديدة، وهو أعلى معدل يومي للإصابات فيها منذ بدء تفشي الفيروس.

ولم يستبعد المجلس العلمي -الذي يسدي نصائح للحكومة- إمكان إعادة فرض تدابير الإغلاق محليا، محذرا الفرنسيين من أنه يتعين عليهم الاستعداد للتعايش مع الفيروس حتى الصيف المقبل.

وكانت السلطات الفرنسية فرضت في وقت سابق إجراءات بينها إعلان التأهب في باريس ومدن أخرى مثل مرسيليا يتفشى فيها الوباء بسرعة.

وفي ألمانيا التي سجلت اليوم 4500 إصابة جديدة بالفيروس، حذرت المستشارة أنجيلا ميركل اليوم من أنه سيكون من المستحيل تجنب فرض قيود أخرى محددة في حال عدم كبح الارتفاع المستمر للإصابات خلال الأيام العشرة المقبلة.

وبالنسق المرتفع ذاته، تجاوزت إيطاليا اليوم للمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي 5 آلاف إصابة يوميا، وكانت السلطات في هذا البلد قد فرضت إجراءاتٍ بينها فرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة. وكانت إيطاليا أول بلد أوروبي يجتاحه الفيروس، وشهدت ثاني أكبر عدد من الوفيات في القارة الأوروبية.

وفي بريطانيا، استمر تفشي الفيروس بوتيرة مرتفعة مع تسجيل نحو 14 ألف إصابة جديدة بانخفاض قدره 4 آلاف إصابة مقارنة باليوم السابق، بيد أن البيانات الرسمية تشير إلى أن متوسط الإصابات اليومية في إنجلترا تضاعف مرتين خلال أسبوع.

وفيما لم تستبعد النمسا فرض إجراءات عزل جديدة بعد تسجيل حصيلة قياسية من الإصابات، تعتزم بولندا فرض ارتداء الكمامات بالأماكن العامة على غرار ما أقرته إيطاليا.

أما روسيا فسجلت عددا قياسيا من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد وفق حصيلة نشرتها الحكومة، تجاوزت العدد القياسي السابق الذي سُجّل مع بداية تفشي الوباء في البلاد في مايو/أيار. وكانت السلطات الروسية دعت المواطنين للزوم بيوتهم نهاية الأسبوع الجاري.

وعلى حدود روسيا الغربية، أحصت أوكرانيا اليوم حصيلة قياسية جديدة من الإصابات بفيروس كورونا بواقع 5400 إصابة.

طفرة عالمية
وقد تسارع تفشي الوباء بشكل واضح في كافة أنحاء العالم تقريبا في الأيام السبعة الأخيرة التي شهدت 315 ألف إصابة جديدة يوميا على المستوى العالمي، أي بارتفاع 6% مقارنة بالأسبوع السابق، وذلك في وقت ناهز فيه عدد المصابين بالعالم 37 مليونا.

وسجلت الهند اليوم 70 ألف إصابة جديدة بكورونا، في حين ارتفع عدد المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة إلى 7 ملايين و61 ألفا.

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من حيث الوفيات والإصابات تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة، في حين يحتل العراق والسعودية الصدارة عربيا.

وفي إيران التي شهدت مؤخرا حصيلة يومية قياسية تجاوزت 4 آلاف إصابة، أعلنت السلطات اليوم أنه لن يتم استقبال مرضى الحالات غير الطارئة بالمستشفيات في ظل الأعداد الكبيرة من حالات الإصابة بكورونا.

من جهته، مدد حاكم طهران إغلاق الأماكن العامة في العاصمة، وهي الأكثر تضررا من المرض.

وفي تطور متزامن، قالت الأمم المتحدة اليوم إن أكثر من 2.7 مليون مهاجر يرغبون بالعودة إلى ديارهم باتوا عالقين في الخارج بسبب وباء كورونا، داعية إلى تحرك دولي لمعالجة هذه الأزمة.

عربيا
ذكرت وسائل إعلام رسمية أن سلطنة عمان ستعيد فرض حظر التجول الليلي وتغلق المتاجر والأماكن العامة ليلا بين 11 و24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري للمساعدة في احتواء فيروس كورونا.

وفي الأردن، يسري بداية من الليلة حظر تجول لمدة 48 ساعة، في حين تقرر تعليق الدروس حتى إشعار آخر.

وفي تونس التي سجلت في الأيام الماضية إصابات بفيروس كورونا بمعدل يتجاوز ألف إصابة يوميا، توسع نطاق حظر التجول الليلي ليشمل المزيد من المحافظات، بعدما شمل العاصمة و3 محافظات مجاورة لها.

وفي المغرب الذي مدد أمس حالة الطوارئ السارية لمدة شهر آخر، تم اليوم تسجيل حصيلة قياسية جديدة بنحو 3500 إصابة جديدة بالفيروس.

كما سجل لبنان اليوم أعلى حصيلة منذ بدء تفشي الوباء تجاوزت 1400 إصابة جديدة بالفيروس.

وفي العراق، أحصي اليوم أكثر من 4 آلاف إصابة جديدة و52 حالة وفاة، في حين سجلت الإمارات أكثر من ألف إصابة، وكانت الإصابات أقل في السعودية والكويت وفلسطين.

الصلاة بالمسجد الحرام
في الأثناء، شهد المسجد الحرام في مكة المكرمة اليوم أول صلاة جمعة بحضور المعتمرين بعد توقف استمر قرابة 7 أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو بقناة القرآن الكريم التي تبث على مدار الساعة من الحرم المكي المعتمرين يجلسون في ردهات المسجد الحرام، بينما يلقي إمام الحرم سعود الشريم خطبة الجمعة.

وكانت صلاة الجمعة والصلوات الخمس اليومية تقام في فترة الإغلاق بالحرم المكي بحضور أحد الأئمة والعاملين بقطاعي الأمن والخدمة في المسجد الحرام فقط.

وأغلقت السعودية المسجد الحرام في مارس/آذار الماضي ضمن إجراءات الوقاية من كورونا، وعلقت العمرة قبل أن تعيد فتحها مجددا الأحد الماضي بشكل محدود لمنع التزاحم.

المصدر : الجزيرة + وكالات