معارك قره باغ.. قصف ليلي على الإقليم وأرمينيا تبدي استعدادها لتقديم تنازلات متبادلة

Azerbaijan seizes Armenian arms, ammunition, vehicles
أذربيجان تغنم أسلحة وذخائر أرمنية في قره باغ (الأناضول)

قالت وزارة الدفاع الأرمنية إن القوات الأذرية بدأت -أمس الثلاثاء- هجوما واسعا على المحور الجنوبي للقتال في إقليم ناغورني قره باغ، بينما أبدى رئيس وزراء أرمينيا استعداد بلاده لتقديم تنازلات متبادلة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ تعرضت لقصف طوال الليل، وأن صافرات الإنذار في المدينة دوّت في فترات متقطعة كل ساعة تقريبا.

ولفتت إلى أن انفجارات قوية كانت تلي صفارات الإنذار، لكن لم يتسن التدقيق في طبيعتها.

وأعلن الجيش الأرمني مقتل 60 عسكريا أذريا وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة خلال صد هجوم للقوات الأذرية على مدينة جبرائيل جنوب شرقي إقليم قره باغ.

وقالت وزارة الدفاع الأرمنية إن الجيش الأذري يحشد قواته على طول نهر أراكس الحدودي مع إيران، ورجّحت أن القوات الأذرية قد تفرّ أو تتراجع إلى داخل الأراضي الإيرانية خلال القتال مع قوات إقليم قره باغ، وطالبت أرمينيا إيران بمنع القوات الأذرية من دخول أراضيها.

في المقابل، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر بوزارة الدفاع الأذرية قولها إن عمليات الجيش على كل الجبهات مستمرة، مع تركيز مكثف على جبهة فوزولي.

كما نشرت الوزارة مشاهد من قرية شوكور بيلي التابعة لمنطقة جبرائيل بعد سيطرة الجيش الأذري عليها، وأضافت الوزارة أن المدفعية الأرمنية قصفت مدينتي ترتر وأغدام في قره باغ، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وهدم منازل عدة.

وفي وقت سابق، أعلنت أذربيجان أنها أحبطت هجوما للجيش الأرمني على خط أنابيب نفط يربط بين أراضيها وجورجيا وتركيا.

وقالت النيابة العامة الأذرية في بيان إن الجيش الأرمني أطلق قذيفة على خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان-بي تي-جي" في القسم المار من مدينة "يولاخ"، إلا أن الجيش الأذري تمكن من صد الهجوم.

وأضافت أن هذا الخط يعتبر مشروعا إستراتيجيا ضخما ذا أهمية كبيرة بالنسبة لأمن الطاقة الأوروبي، واصفة هجوم الجيش الأرمني بـ"العملية الإرهابية".

تنازلات

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة تاس عن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أنه يمكن لبلاده تقديم تنازلات في إقليم قره باغ إن كانت أذربيجان مستعدة للقيام بالمثل.

وكان وزير الخارجية التركي قد أجرى مباحثات مع المسؤولين الأذريين في باكو، أكد بعدها على ضرورة توصل الأطراف الدولية لحل ملموس للأزمة في قره باغ، وليس الاكتفاء فقط بالدعوة لوقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار، وهي دعوة كررتها الثلاثاء بريطانيا وكندا اللتان أظهرتا قلقا بالغا إزاء قصف المناطق السكنية.

وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين إثر إطلاق الجيش الأرمني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذرية، مما أوقع قتلى وجرحى وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية للمدينة، بحسب وزارة الدفاع الأذرية.

ويعود الصراع على ناغورني قره باغ إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما انفصل الإقليم ذو الأغلبية الأرمنية عن أذربيجان، متسببا بحرب أوقعت 30 ألف قتيل.

وأكدت أذربيجان مرارا أنها لن توافق على وقف إطلاق النار ما لم تسحب أرمينيا قواتها، وهو موقف كرره الثلاثاء وزير خارجيتها جيهون بيراموف بقوله "سنقاتل حتى الرمق الأخير".

المصدر : الجزيرة + وكالات