وسط مؤشرات إيجابية.. جلسات الحوار الليبي تتواصل في المغرب ومؤتمر برلين 2 يختتم جلساته

تتواصل في مدينة بوزنيقة المغربية جلسات الجولة الثانية من الحوار الليبي بين وفد المجلس الأعلى للدولة ووفد مجلس النواب بطبرق وسط مؤشرات إيجابية، في حين اختتمت اليوم الجولة الثانية من مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية.

وأكد بيان صادر عن اجتماعات بوزنيقة إصرار الجانبين على استكمال ما تحقق في جولة المحادثات الأولى التي عُقدت في الشهر الماضي.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي المغربي ناصر بوريطة خلال كلمة له بالاجتماع إن المحادثات حققت تقدما مهما، وإن الليبيين يعقدون أمالاً كبيرة عليها.

وأضاف أن ما تحقق "يثير الإعجاب والافتخار" باعتباره "كشف كيف أن أعضاء الوفدين أثبتوا تغليبهم لمصلحة بلدهم، ويدخلون لقاعة الحوار للبحث عن حلول، وهو ما كان له دور حاسم في إحراز هذا التقدم".

وأكد الوزير أن "هذه الدينامية الإيجابية" التي أحدثها الحوار بين الفريقين، "يجب دعمها والحفاظ عليها لأنها تبشر بالخير"، منوها بجميع الأطراف التي واكبت الحوار بشكل بناء، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ورئيستها ستيفاني وليامز.

من ناحيتها، شددت وليامز على أن الليبيين يعيشون ظروفا صعبة، وأن أمام المجتمعين فرصة حقيقية لإنهاء النزاع في البلاد؛ مشيرة إلى استئناف اجتماعات اللجنة العسكرية قريبا في جنيف.

وفي ختام اليوم الثاني، أعلن وفدا التفاوض أن جلسات الحوار ستستمر بغية الوصول إلى توافق شامل بخصوص إجراءات تنفيذ المادة الخامسة عشرة الخاصة بآليات اختيار شاغلي المناصب السيادية.

ونقلت وكالة الأناضول عن عضو في المجلس الأعلى للدولة الليبي -فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول الحديث مع الإعلام- أن أطراف الحوار في مدينة بوزنيقة المغربية أنجزوا 80% من مشاورات المناصب القيادية والسيادية في البلاد.

وأضاف أن وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب بمدينة طبرق سيبعثان رسالة إيجابية بشأن تفاهمات المغرب إلى المجتمعين في مؤتمر "برلين 2″، مشيرا إلى أن الرسالة ستطالب المجتمع الدولي بدعم جهود المغرب في تسوية الأزمة الليبية.

وكانت الجولة الأولى من الحوار الليبي ببوزنيقة، بداية الشهر الماضي، توّجت بإعلان الطرفين توصلهما إلى اتفاق شامل يخص المناصب السيادية، والاتفاق على استكمال الحوار في المغرب.

Security Council meeting on Sudan
كريستوف هويسغن: هناك اتفاق واسع على أن الانتهاكات المتكررة لحظر الأسلحة يجب أن تتوقف على الفور (الأناضول)

برلين 2
وفي سياق الأزمة الليبية أيضا، اختتم اليوم بالعاصمة الألمانية برلين الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا عبر دائرة تلفزيونية وبرعاية ألمانية ودولية.

ورحب المشاركون بالمؤتمر في البيان الختامي بالمحادثات الجارية بشأن الإدارة العادلة لعائدات النفط بين جميع مناطق ليبيا، كما حثوا السلطات الليبية على إجراء إصلاحات اقتصادية وإعادة توحيد المؤسسات المالية.

ودعا البيان الختامي أيضا لرفع الحصار النفطي والسماح باستئناف تصدير النفط الليبي.

وشارك في اجتماع اليوم دول ما تسمى بـ"صيغة برلين الموسعة" ودول "لجنة المتابعة الدولية" وجميع دول الجوار الليبي، وترأس الاجتماع وزير الخارجية الألماني والأمين العام للأمم المتحدة.

ومن جانبه، قال المندوب الألماني في مجلس الأمن الدولي كريستوف هويسغن في بيان إن المشاركين جددوا التزامهم بنتائج مؤتمر برلين وسلطوا الضوء على ضرورة اغتنام الفرصة التي أوجدتها التطورات الإيجابية الأخيرة، كما أكدوا على حاجة أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين للعمل معا لمساعدة الليبيين في إيجاد تسوية سياسية دائمة.

وأضاف أن المشاركين رحبوا بالاستئناف المخطط له للمحادثات الليبية الليبية، ودعوا جميع الأطراف الليبية إلى التصرف بمسؤولية وبناء توافق في الآراء بشأن تسوية سياسية شاملة تفضي إلى انتخابات من شأنها أن تعيد الشرعية الديمقراطية.

كما رحب المشاركون بالهدوء الأخير في الأعمال العدائية وشددوا على ضرورة الوقف الفوري للتدخلات العسكرية الأجنبية، وأعربوا عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني والتهديد الإضافي الذي يشكله وباء كورونا بما في ذلك على المهاجرين واللاجئين.

وقال المندوب الألماني إنه كان هناك اتفاق واسع خلال الاجتماع على أن الانتهاكات المتكررة لحظر الأسلحة يجب أن تتوقف على الفور، وحث الأطراف الليبية على الموافقة بسرعة على وقف دائم لإطلاق النار.

وقبيل الاجتماع، قالت الخارجية الألمانية إن المؤتمر سيكون حوارا بين "المتنفذيين الخارجيين، واللاعبين الدوليين" في الشأن الليبي، معتبرة أنه يهدف إلى عقد حوار وطني ليبي شامل.

وتقول برلين إن الاجتماع يسعى لتأكيد دور الأمم المتحدة بوصفها مفتاحا للوساطة، وتقييم مخرجات مؤتمر برلين الأول الذي عقد قبل 9 أشهر، وتسريع جهود وقف إطلاق النار، ووضع حد لانتهاكات حظر الأسلحة.

المغرب يرفض المشاركة
وقد رفض المغرب المشاركة في مؤتمر برلين 2 حول الأزمة الليبية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول بالخارجية المغربية.

وقال المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه، إن الرباط تلقت اليوم الاثنين دعوة للمشاركة في المؤتمر، وإن وزير الخارجية ناصر بوريطة رفضها.

ولم يذكر المسؤول المغربي مزيدا من التفاصيل حول الموضوع، غير أن السبب من المرجح أن يكون إقصاء المغرب من النسخة الأولى للمؤتمر.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، عبّر المغرب عن استغرابه لإقصائه من مؤتمر برلين الذي انعقد حول ليبيا، حسب وزارة الخارجية المغربية.

وقالت الوزارة، في بيان وقتها، إن المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات