ليبيا.. الوفاق تؤكد التزامها بوقف النار واستعدادها لأي مفاجآت والأمم المتحدة تدعو لحوار يشمل الجميع

النمروش قال إن حكومة الوفاق تؤيد الحل السلمي (الجزيرة)

أكدت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا التزامها بوقف إطلاق النار بموجب اتفاق جنيف، لكنها أكدت استعدادها لأي مفاجآت، في وقت تتواتر فيه الدعوات الدولية للتقيد بالاتفاق والانخراط في حوار يفضي إلى حل سياسي.

فقد قال وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش الأربعاء للجزيرة إن قواتهم ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي في جنيف، في حال عدم خرق الهدنة من الطرف الثاني، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأضاف النمروش أن حكومة الوفاق لا تزال تؤيد الحل السلمي، لكنه أكد أن قواتهم مستعدة لأي مفاجآت من الطرف الآخر، على حد وصفه.

ومؤخرا، وجهت وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني قواتها بضرورة الاستعداد لأي طارئ، مشيرة إلى أنها تلقت معلومات عن هجوم محتمل لقوات حفتر على ترهونة وبني وليد (جنوب شرق طرابلس) وغريان (جنوب غرب العاصمة)، ولكن متحدثا باسم حفتر رد بالنفي.

الحوار السياسي
سياسيا، قالت ستيفاني وليامز -الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة- في مقابلة مع الجزيرة الأربعاء إن هناك رغبة حقيقة لدى الأطراف الليبية في وقف إطلاق النار.

وردا على سؤال عن إشراك ممثلين لحفتر وعناصر من النظام السابق في المحادثات الليبية المقررة في تونس في التاسع من الشهر المقبل، قالت وليامز إن السلام لن يتحقق إذا استُثنيت مكونات أساسية في ليبيا.

وتابعت "سنعمل مع الأطراف الليبية من أجل تطبيق اتفاق جنيف".

وكانت تشير إلى الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة العسكرية الليبية المشتركة التي تضم ممثلين لحكومة الوفاق وآخرين يمثلون قوات حفتر.

ومن بين بنود الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ فور توقيعه انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 90 يوما، وعودة التشكيلات المسلحة إلى ثكناتها، وتشكيل قوة عسكرية ليبية مشتركة تديرها غرفة عمليات موحدة.

وترفض حكومة الوفاق أي دور لحفتر في أي تسوية سياسية محتملة، وكانت أكدت عقب توقيع اتفاق جنيف أنها ماضية في ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات في ليبيا.

وفي تصريحات نشرتها أمس صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية، حذّر وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا من انعدام جدوى قرار وقف إطلاق النار المنبثق عن محادثات جنيف في ظل استمرار التدخل الأجنبي في بلاده.

وقد رحب مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء باتفاق وقف إطلاق النار، ودعا الأطراف الليبية إلى الالتزام بتعهداتها وتنفيذ الاتفاق بالكامل.

كما طالب المشاركين في مؤتمر برلين بالالتزام بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، والامتناع عن التدخل في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية الليبية.

وكانت الولايات المتحدة دعت الثلاثاء -عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو- إلى التقيد بوقف إطلاق النار المعلن في ليبيا، وقبل ذلك رحبت واشنطن والاتحاد الأوروبي ودول عربية بينها مصر باتفاق جنيف.

تصدير النفط
وفي الأثناء، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بدء عمليات تصدير النفط من ميناء السدرة الذي يعد من أكبر الموانئ النفطية في البلاد.

وقالت المؤسسة إن إحدى الناقلات رست في الميناء لشحن أول كمية من النفط بعد توقف دام أكثر من 7 أشهر بسبب إغلاق قوات حفتر الموانئ والحقول النفطية قسرا، وقطع إمدادات النفط الخام عن الموانئ.

وأوضحت أن إحدى ناقلات النفط رست الأحد الماضي في ميناء الزاوية النفطي (غرب طرابلس) لشحن حمولتها بعد رفع القوة القاهرة عن حقل الشرارة النفطي الذي يقع جنوبي ليبيا، ويغذي هذا الميناء بالنفط.

وأكدت المؤسسة استئناف عمليات التشغيل والإنتاج في حقول الغاني وبوالطفل وآمال الواقعة وسط ليبيا وغربها.

Members of the Government of National Accord's (GNA's) missing persons bureau search for human remains in what Libya's internationally recognized government officials say is a mass grave, in Tarhouna city
المقابر الجماعية في ترهونة ضمّت عشرات الجثث (رويترز)

مقابر جماعية
وعلى صعيد آخر، أكدت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا العثور على 12 جثة مجهولة الهوية في مقابر جماعية جديدة في مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس)، والتي كانت خاضعة لسيطرة قوات حفتر حتى دحرها منها مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وقال مدير الهيئة -عبد العزيز الجعفري- للجزيرة إن الجثث اكتشفت في 4 مقابر جماعية في منطقة مشروع الربط في المدينة.

ومنذ يونيو/حزيران عثرت فرق الهيئة على 86 جثة في ترهونة، و28 جثة أخرى في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس.

المصدر : الجزيرة + وكالات