كورونا.. وضع خطير في تونس وفرنسا تعود للإغلاق ومسؤولة بريطانية تحذر: اللقاح قد لا يرى النور

Funeral procedures of Covid-19 victims in Tunisia
دفن أحد المتوفين جراء فيروس كورونا في محافظة بنزرت شمالي تونس (وكالة الأناضول)

حذرت تونس من تفاقم الوضع الناجم عن تفشي فيروس كورونا جراء تزايد الوفيات والإصابات بين مواطنيها، وفي حين عادت فرنسا للإغلاق العام وشددت ألمانيا القيود، أعلنت إيران "حربا شاملة" على الوباء، بينما حذرت مسؤولة بريطانية من أن اللقاح المنتظر ضد الفيروس قد لا يرى النور.

ففي تونس، قال المدير العام للصحة فيصل بن صالح اليوم الأربعاء إن المؤشرات الحالية تؤكد عدم نجاح الإجراءات الحكومية التي اتُخذت قبل أسبوعين، وشملت حظر تجول ليلي بعدة محافظات للحد من انتشار فيروس كورونا، في ظل استمرار ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات المسجلة خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف بن صالح أن الوضع الوبائي في تونس أصبح خطيرا جدا، وأن الإمكانيات المادية واللوجستية للمستشفيات الحكومية أصبحت غير قادرة على مجاراة نسق الزيادة في الإصابات.

كما حذرت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية نصاف بن علية من خطورة الوضع بعد مع تسجيل 2125 إصابة جديدة و52 وفاة خلال يومين، مما يرفع مجموع الإصابات إلى 55 ألفا والوفيات إلى 1150 سجل معظمها عقب فتح الحدود نهاية يونيو/حزيران الماضي.

وفي حين بدا رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي غير مرتاح لنتائج مكافحة الوباء، فإن السلطات تستبعد حتى الآن العودة للإغلاق العام رغم أنها تتجه لفرض المزيد من القيود لاحتواء تفشي فيروس كورونا بعد تسجيل معدل إصابات قارب 1500 إصابة يوميا في الآونة الأخيرة.

عربيا أيضا، سجل الأردن اليوم أكثر من 3 آلاف إصابة جديدة و32 حالة وفاة، وكان تفشي الوباء دفع السلطات الأردنية مؤخرا لفرض قيود تشمل حظر تجول ليليا، وتعطيل دوام المدارس.

بدوره سجل العراق اليوم أكثر من 4 آلاف إصابة و46 وفاة، وفي حين ظلت الإصابات عند مستوى مرتفع في المغرب، انخفضت أعداد المصابين بالفيروس في معظم دول الخليج على غرار قطر التي سجلت 250 إصابة جديدة، وكذلك الحال في الجزائر ومصر والسودان، بينما أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية للمقابر في عدن باليمن أن أعداد الوفيات بكورونا أعلى بكثير -على الأرجح- مما يتم الإعلان عنه رسميا.

The coronavirus disease (COVID-19) outbreak continues in France
طبيب يتابع حالة شخص مصاب بكورونا في مستشفى بمدينة فان الفرنسية (رويترز)

قيود بأوروبا
وفي أوروبا التي سجلت قفزة بنسبة 40% في أعداد الإصابات خلال أسبوع، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم أنه بداية من الاثنين المقبل ولمدة شهر سيجري إغلاق المطاعم والمؤسسات الترفيهية والثقافية في إطار قيود جديدة لمواجهة الموجة الثانية من الوباء.

وكانت ميركل قالت إنه ينبغي التحرك فورا لتفادي حالة طوارئ صحية على مستوى البلاد.

وفي فرنسا التي سجلت الأحد الماضي حصيلة يومية قياسية تجاوزت 50 ألف إصابة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم في خطاب للشعب فرض الإغلاق العام مجددا بداية من هذا الجمعة، وأعلن عن جملة من الإجراءات تشمل منع التنقل بين المناطق، وإغلاق المطاعم والحانات، وتعميم العمل عن بعد.

وحذر ماكرون من تسجيل 400 ألف ووفاة إضافية في حال عدم التحرك الآن لاحتواء الوباء.

وتأتي قرارات ماكرون بعد فرض سلسلة من الإجراءات شملت حظر التجول في معظم أنحاء البلاد الأسبوع الماضي.

وفي السياق، حذر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس من أن وحدات العناية المركزة في فرنسا ستصل إلى أقصى طاقتها الاستيعابية بحلول 11 نوفمبر/تشرين الثاني إذا لم يتخذ أي إجراء للحد من انتشار الوباء.

وفي مواجهة تسجيل أعداد قياسية من الإصابات بفيروس كورونا، فرضت إيطاليا قبل أيام حظر تجول في عدة مناطق كبرى، كما فرضت قيودا استهدفت أماكن التجمع كالمطاعم والحانات مما أثار احتجاجات عنيفة.

وفي إسبانيا التي فرضت قيودا مشابهة مؤخرا، شن اليوم أغلب أطباء القطاع الصحي العام إضرابا عاما للمطالبة بمزيد من الاعتراف بدورهم.

وفي حين أحصت بلجيكا اليوم أكثر من 5 آلاف إصابة جديدة بالفيروس، فرضت جمهورية التشيك حظر تجول ليلي لمدة أسبوع لكبح الانتشار السريع للوباء.

ووفق أحدث البيانات التي تنشرها منظمة الصحة العالمية، فقد سجلت أوروبا 1.3 مليون حالة جديدة في الأيام السبعة الماضية، أي ما يقرب من نصف عدد الحالات التي سجلت في جميع أنحاء العالم وكان عددها حوالي 3 ملايين، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألفا و700 حالة وفاة، بزيادة 37% عن الأسبوع السابق.

الإصابات عالميا
وعالميا، سجلت اليوم 500 ألف إصابة جديدة بكورونا مما رفع المجموع إلى 44.5 مليون مصاب، توفي منهم مليون و176 ألفا، في حين تعافى 32.6 مليونا.

وفي مناطق أخرى بالعالم، لا يزال فيروس كورونا ينتشر بوتيرة مرتفعة في الولايات المتحدة والهند، في حين يتراجع معدل الإصابات في البرازيل التي تعد من بين الدول الأكثر تضررا من الوباء.

وفي إيران التي سجلت اليوم حصيلة وفيات قياسية بواقع 415 وفاة، قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية إن بلادها تخوض حربا شاملة على الوباء، مشيرة إلى أن تسجيل كل هذه الوفيات في يوم واحد نتيجة زيادة غير مسبوقة في الإصابات وحالات دخول المستشفيات في الأسابيع الماضية.

وتأكيدا لتصريحاتها، قال التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم إن شخصا يموت بكورونا كل 3 دقائق في البلاد.

وفي الهند التي سجلت حتى الآن أكثر من 8 ملايين إصابة، توجه ملايين الهنود اليوم إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية في ولاية بيهار، وقد تجاهل كثيرون نصائح الحكومة بشأن وضع الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي في مراكز الاقتراع المكتظة.

لقاح كورونا
في الأثناء، شككت رئيسة فريق العمل البريطاني المكلف باللقاحات كيث بينغهام في نجاعة اللقاحات المحتملة التي يجري تطويرها لعلاج المصابين بفيروس كورونا.

ودعت بينغهام إلى عدم الإفراط في التفاؤل، وقالت في مقال نشرته مجلة "لا نسيت" (Lancet) الطبية إن لقاحا فعالا ضد كورونا قد لا يتم تطويره أبدا.

وقالت إن النسخ المبكرة من اللقاحات التي يجري تطويرها ربما تشوبها عيوب.

وأوضحت المسؤولة البريطانية أن هذه اللقاحات قد لا تمنع العدوى بالفيروس، وإنما قد تحد فقط من أعراضه.

كما حذرت كيت بينغهام من أن النسخ الأولى من اللقاحات ربما لا تناسب كل المصابين.

وتأتي تصريحات رئيسة فريق العمل البريطاني المكلف باللقاحات في وقت تواجه بعض اللقاحات التجريبية صعوبات بعد وفاة أو مرض متطوعين.

المصدر : الجزيرة + وكالات