الانتخابات الأميركية.. بايدن يصوت وينتقد إدارة ترامب لأزمة كورونا وكوشنر يتباهى بتخطي الرئيس مشورة الأطباء

بايدن مع زوجته بعد الإدلاء بصوته (الفرنسية)

أدلى المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض جو بايدن بصوته اليوم الأربعاء، وجعل من إدارة الرئيس دونالد ترامب لأزمة كورونا مادته الرئيسة في حملته. وبينما يواصل ترامب حملته بولاية أريزونا، قال صهره جاريد كوشنر إن ترامب استعاد البلاد من الأطباء والعلماء.

وعقب خطاب مقتضب حول وباء كورونا في ويلمينغتون بولاية ديلاوير، توجه بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق للإدلاء بصوته برفقة زوجته جيل بايدن، قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية.

وقال بايدن (77 عاما) بعد الإدلاء بصوته إنه ليس هناك أي مبرر لأعمال النهب والعنف وتحطيم الممتلكات في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، غير أن الاحتجاج هو أمر مشروع بالكامل، مضيف أنه من المهم إيجاد حل للحد من حوادث إطلاق النار القاتلة والمتكررة.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض إن أعمال الشغب في مدينة فيلادلفيا هي نتيجة "الحرب التي يشنها الديمقراطيون الليبراليون ضد الشرطة"، حيث تواصلت الاحتجاجات في غرب المدينة فيلادلفيا بعد مقتل رجل أسود على يد الشرطة.

وقالت الشرطة إن محال تجارية في منطقتين بالمدينة تعرضت للنهب، كما قال متحدث باسم الحرس الوطني إن مئات من قواته تتجه إلى فيلادلفيا لمساعدة الشرطة في مواجهة الاحتجاجات.

وأفادت وسائل إعلام باعتقال أكثر من 90 شخصا، وإصابة أكثر من 30 شرطيا، خلال الاحتجاجات. وتم توجيه الاتهام إلى 12 شخصا بالاعتداء على ضابط شرطة.

تكثيف الحملات
وكثف المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية نشاطهما الانتخابي في الولايات الحاسمة قبل نحو 5 أيام من موعد الانتخابات.

وانتقد المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، في تجمع انتخابي بجورجيا، طريقة تعامل الرئيس دونالد ترامب مع جائحة كورونا، وقال "في الربيع أعلن الرئيس أنه سيطلق حرباً على الفيروس. عوضا عن القيام بذلك، تجاهل الأمر واستسلم".

وأضاف أن رئيس موظفي البيت الأبيض اعترف قائلا "لن نسيطر على الجائحة"، معتبرا أن هذا استسلام، وأنه يمثل الحقيقة الصادمة للبيت الأبيض.

بالمقابل، ردت حملة ترامب في بيان قائلة إن بايدن واصل "تسييسه الدنيء لأزمة فيروس كورونا، في حين أنه لم يكن مثقلا بمسؤولية قيادية"، مؤكدة أن ترامب قاد المعركة غير المسبوقة ضد "الفيروس الصيني"، بينما "جلس بايدن في قبو بيته ولم يقدم مقترحات لمواجهة الجائحة".

وتتضمن خطة ترامب لتكثيف حملته الانتخابية عقد لقاءين جماهيريين اليوم الأربعاء في ولاية أريزونا التي تشهد منافسة حادة، حي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى تخلفه بفارق 3 نقاط عن بايدن.

ويوم الثلاثاء تنقل ترامب في 3 ولايات، هي ميشيغان وويسكونسن ونبراسكا، وتوقف بايدن مرتين لاستمالة الناخبين في ولاية جورجيا التي بدأت تبرز كساحة مهمة للتنافس.

وقال ترامب إن ولاية ميشيغان وغيرها ستشهد "موجة حمراء"، في إشارة إلى الأعداد الكبيرة من الناخبين الذين يرغبون بالتصويت له، مضيفا أنه إذا وصل الديمقراطيون مجددا إلى البيت الأبيض فسيدمرون كل شيء، حسب قوله.

من جهة أخرى، أفادت حملة بايدن بأن المرشحة لمنصب نائبة الرئيس كمالا هاريس ستزور تكساس الجمعة، في إطار حملتها الانتخابية، لتكون المرة الأولى منذ عام 1988 التي يعقد فيها أي مرشح ديمقراطي لمنصب نائب الرئيس أنشطة انتخابية في تكساس التي تعتبر معقلا للجمهوريين، حيث لم يفز أي ديمقراطي بولاية تكساس منذ 1976 عندما تغلب جيمي كارتر على جيرالد فورد.

ونقل ترامب الصراع إلى ساحة تويتر، فقال في تغريدة "إننا ننفق أكثر في فلوريدا، ونفوز كثيرا في فلوريدا. في الواقع نحن نحقق فوزا كبيرا في العديد من الولايات".

وفي تغريدة سابقة، قال ترامب "جو بايدن سياسي فاسد. إنه يريد إرسال وظائفكم إلى الصين، بينما تجني عائلته الملايين من الحزب الشيوعي الصيني. إذا فاز بايدن، فإن الصين ستمتلك الولايات المتحدة. عندما نفوز، تفوزون أنتم، وتفوز ويسكونسن، وتفوز أميركا".

وفي تغريدة أخرى قال ترامب "تحت قيادتي، حققنا أكثر الحدود أمانا في تاريخ الولايات المتحدة… سيجعل جو بايدن كل مجتمع ملاذا لمجرمي العنف".

ترامب يتحدث في لاس فيغاس بولاية أريزونا (رويترز)

تصريحات كوشنر
من جانب آخر، كشفت شبكة سي إن إن (CNN) عن تسجيلات صوتية حصلت عليها تعود إلى أبريل/نيسان الماضي، ويدعي فيها كوشنر كبير مستشاري ترمب أن الولايات المتحدة تتجه بسرعة لتخرج من"مرحلة الذعر" و"مرحلة الألم" الناجمة عن الوباء، في الوقت الذي تسبب فيه الفيروس حينها في وفاة أكثر من 40 ألف أميركي.

وتباهى كوشنر في تصريحاته التي أدلى بها للصحفي بوب وودوورد بأن ترامب أوقف الخبراء الذين كانوا يقدمون له المشورة، وقال "هذا لا يعني أنه لا يزال هناك الكثير من الألم ولن يكون هناك ألم لفترة من الوقت. لقد وضعنا الآن قواعد للعودة إلى العمل. ترامب عاد الآن ليأخذ بزمام الأمور وليس الأطباء. يمكن القول إننا توصلنا إلى اتفاق متفاوض عليه".

أصوات العرب
وما زال بايدن متقدما على ترامب بفارق مريح في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد في السباق الانتخابي الذي هيمنت الجائحة عليه، إذ تسببت في وفاة أكثر من 225 ألف أميركي وفقدان ملايين الوظائف، ودفعت عددا كبيرا من الناخبين للإقبال على التصويت المبكر لتجنب خطر التعرض لمخاطر صحية.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأميركي أن صوت الأميركيين من أصول عربية قد يلعب دورا حاسما في الانتخابات، إذ تبين أن نسبة من يحق لهم التصويت منهم في ولايات متأرجحة حاسمة تتراوح بين 2% و5%، وهي نسبة قد ترجح كفة مرشح على آخر.

ووفقا للاستطلاع، فإن 59% من الناخبين من أصول عربية سيصوتون لصالح بايدن، بينما سيصوّت 35% فقط للرئيس ترامب.

وأشار الاستطلاع إلى أن 74% من المستطلعة آراؤهم لديهم صورة إيجابية عن المرشح الديمقراطي مقابل 25% منهم لديهم صورة سلبية عنه. كما أعرب 48% منهم أن لترامب صورة إيجابية لديهم مقابل 51% اعتبروا أن صورته سلبية.

ووفقا للاستطلاع تتمثل النقطة الإيجابية لترامب في ارتفاع نسبة العرب المنتمين إلى الحزب الجمهوري حيث بلغت عام 2016، 26%، لترتفع إلى 33% هذا العام.

وأشار الاستطلاع إلى أن بايدن هذا العام في الطليعة بين العرب الكاثوليك حيث سيحصل على نسبة 55% من أصواتهم، مقابل 43% لترامب، في حين سيحصل بايدن على 60% مقابل 30% لخصمه ترامب من أصوات المسلمين.

لكن الفارق الأكبر سيكون بين فئة الشباب بثلثي الأصوات لبايدن مقابل الربع لترامب.

المصدر : الجزيرة + وكالات