شرق المتوسط.. تركيا واليونان تتبادلان الانتقادات رغم إلغاء أنقرة مناورات عسكرية

الرئيس التركي (يمين) في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية (الأناضول)

حمّلت تركيا اليونان وقبرص مسؤولية التوتر في شرق البحر المتوسط، تزامنا مع إعلانها إلغاء مناورات عسكرية كبادرة حسن نية، ودعت موسكو أنقرة وأثينا إلى الحوار لحل خلافاتهما، في حين اتهمت اليونان تركيا بتنفيذ "رؤية عثمانية جديدة".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين، إن اليونان وما سمّاها قبرص الرومية تتحملان مسؤولية الوضع الحالي في شرق البحر المتوسط "لتجاهلهما تحذيرات ومقترحات تركيا البنّاءة منذ 2003".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار في أنقرة، قال أردوغان إن القبارصة الأتراك يؤيدون حلا عادلا ومستداما بالجزيرة المقسمة منذ عام 1974، معتبرا أن الشطر الآخر من الجزيرة ليست لديه نية لقبول تسوية على أساس الشراكة المتكافئة.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تتمسك بإرادتها إيجاد حل عاجل ودائم في قبرص، موضحا أنه سيزور جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

إلغاء المناورات
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ألغت المناورات العسكرية في شرقي المتوسط كبادرة حسن نية.

كما أكدت مصادر أمنية تركية إلغاء إخطار "نافتكس" (الخاص بالتدريب العسكري على الرماية) المعلن لغاية 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بشكل متزامن مع إلغاء أثينا إخطارها المماثل الساري حتى 29 من الشهر نفسه.

وقالت المصادر إن تركيا مستمرة في تأييدها للحوار، وإيجاد حل سياسي للخلافات في شرق المتوسط وبحر إيجة، استنادا إلى القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار.

وأضافت المصادر لوكالة الأناضول أن تركيا -بعد مشاركتها بدون شروط سابقة في اجتماعات نظمها حلف شمال الأطلسي لحل النزاع- لا تتردد في إظهار حسن النية، وأنها أوضحت ذلك خلال الاجتماع الأخير لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف بعد التنسيق مع اليونان.

وزير الخارجية الروسي (يمين) مع نظيره اليوناني في أثينا (الأناضول)

موسكو تدعو للحوار
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس في أثينا- "مهما كان الوضع صعبا بين تركيا واليونان، نحن ندعم حل الخلافات بالحوار المتبادل وعلى أساس القانون الدولي والاتفاقية الدولية لقانون البحار".

وقال لافروف لوكالة الأنباء اليونانية إن المادة الثالثة من الاتفاقية تسمح للدول بمدّ المياه الوطنية حتى 12 ميلا بحريا.

لكن تركيا -التي لم توقع على الاتفاقية- حذّرت سابقا من أن مثل هذه الخطوة من جانب اليونان قد تؤدي إلى حرب، حيث تقع بعض الجزر اليونانية على مسافة أقل من 12 ميلا بحريا من الساحل التركي، مما يعني منع السفن التركية من دخول مناطق بمحاذاة الساحل التركي.

ومن جهته، قال دندياس في المؤتمر الصحفي إن "تركيا مصرة على تصعيد التوتر"، وإن اليونان مستعدة لحماية "حقوقها السيادية"، معتبرا أن الحوار "لا يمكن أن يتم تحت الضغط".

واتهم دندياس تركيا بأن لديها "رؤية عثمانية جديدة"، وتؤدي "دورا مزعزعا" للاستقرار في المنطقة.

واعتبر وزير الخارجية اليوناني أن إمداد تركيا بالمعدات العسكرية لا يؤدي سوى إلى زعزعة استقرار المنطقة، متهما تركيا بأنها أصبحت "وكالة سفر للجهاديين".

المصدر : الجزيرة + وكالات