قره باغ.. أذربيجان تستعيد مناطق جديدة واتفاق على هدنة إنسانية وإيران تنشر قوات على حدودها الشمالية

Nagorno-Karabakh Ceasefire Fails To Hold
جندي أرميني يسرع للاحتماء بخندق عقب تحليق طائرة مسيّرة فوق إحدى مناطق الاشتباك بقره باغ (غيتي)

أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق على هدنة إنسانية في إقليم ناغورني قره باغ. وفي حين أعلنت أذربيجان أنها استعادت المزيد من الأراضي وألحقت خسائر كبيرة بأرمينيا، نشرت إيران قوات على حدودها مع البلدين.

وقد أصدرت الخارجية الأميركية -مساء الأحد- بيانا مشتركا بين الولايات المتحدة وأذربيجان وأرمينيا، جاء فيه أنه تم التوافق على وقف إنساني لإطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان بداية من الاثنين.

وأضاف البيان أن وزير الخارجية الأرميني ونظيره الأذري التقيا ستيفن بيغون نائب وزير الخارجية الأميركي، وأكدا التزام بلديهما بتنفيذ وقف إطلاق النار الإنساني المتفق عليه في موسكو في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكان البلدان تبادلا مرارا الاتهام بالمسؤولية عن خرق اتفاق موسكو.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين قال -في وقت سابق الأحد في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" (CBS)- إنه بعد مساع أميركية، وافقت أرمينيا على وقف إطلاق النار، في حين رفضته أذربيجان.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف رفضه وقفا لإطلاق النار غير مشروط، مشددا على ضرورة انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي التي تحتلها في إقليم قره باغ ومحيطه.

وفي تصريحات صحفية، قال علييف إن الوسطاء الدوليين لحل أزمة قره باغ لم يكونوا قادرين أو راغبين في ممارسة الضغط اللازم على أرمينيا، وحذّر في الأثناء من تدخل روسيا عسكريا في قره باغ إلى جانب أرمينيا، مشددا على ضرورة عدم تدخل أطراف ثالثة عسكريا في الحرب التي اندلعت قبل شهر من الآن.

وفي المقابل، قال رئيس أرمينيا أرمين سركيسيان إن روسيا وسيط موثوق به، متهما أذربيجان ومطالبا من وصفهم باللاعبين الدوليين بالتدخل فورا لوقف إطلاق النار.

كما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن بلاده أكدت مرارا استعدادها لمفاوضات السلام والتسوية السلمية للنزاع.

وسياسيا أيضا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مسؤولين أميركيين تواصلوا مع الرئيس الأذري، وهددوه بمعاقبة تركيا إن لزم الأمر بسبب وقوفها مع أذربيجان، مضيفا أن تركيا ليست دولة قبيلة، ولن تخضع للتهديدات الأميركية.

وكانت روسيا -التي تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاع مشترك- عرضت سابقا نشر مراقبين عسكريين على خطوط الجبهة في قره باغ، كما حاولت مرتين إرساء هدنة بين الطرفين، ولكن مساعيها لم تكلل بالنجاح.

Azerbaijani President Ilham Aliyev
علييف يشترط لوقف إطلاق النار في قره باغ انسحاب القوات الأرمينية (الأناضول)

سير المعارك

وفي تصريحات جديدة عن سير المعارك، أعلن رئيس أذربيجان عن تحرير قرى جديدة تابعة لمدن "زنغلان" و"جبرائيل" و"قوبادلي" مما وصفه بالاحتلال الأرميني.

كما قال إن الأوضاع على الجبهات تحت سيطرة الجيش الأذري، وإن قواته سيطرت على 100 منطقة وقرية.

وبالتزامن، أعلن الجيش الأذري عن تحرير مركز مدينة "قوبادلي" التي كانت خاضعة للسيطرة الأرمينية.

وخلال المعارك السابقة، تمكّن الجيش الأذري من السيطرة على مدن جبرائيل وفوزولي وزنغلان، و3 بلدات، وأكثر من 130 قرية، وعدد من المرتفعات الإستراتيجية.

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" (Fox News) نشرت نصها وكالة أنباء أذربيجان الأحد، نفى علييف أن تكون الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الأذري تستهدف المدنيين الأرمينيين.

وأكد أن تلك الطائرات دمّرت حتى الآن أكثر من 230 دبابة، و6 أنظمة دفاع جوي من طراز "إس-300" (S-300)، ومئات المركبات المدرعة.

وردا على سؤال بشأن امتلاك بلاده طائرات مسيّرة تركية الصنع، ومعدات عسكرية وتقنية إسرائيلية وروسية، قال علييف إن معظم صور العمليات التي تنفذها طائرات بلاده المسيرة متوفرة على الإنترنت.

ومؤخرا، أكد علييف أن قواته سيطرت بالكامل على الحدود بين بلاده وإيران بعد استعادتها مناطق من القوات الأرمينية.

خسائر كبيرة

وفي التطورات الميدانية، أكد الجيش الأذري الأحد أنه أوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الأرمينية على أكثر من جبهة خلال العمليات العسكرية المتواصلة.

وأضاف أنه دمر منظومتي صواريخ من طراز "غراد 21″، ومركبة لنقل الجنود، ونقطة قيادة، وشاحنتين، ودبابة، فضلا عن العديد من منصات الإطلاق.

وكانت وزارة الدفاع الأذرية أكدت أن الجيش دمر -خلال العمليات التي قام بها الأحد- مدفعين ومجموعتي قاذفات صواريخ غراد ودبابة وعربات عسكرية عدة، إضافة إلى عدد من النقاط العسكرية الأرمينية على طول خطوط الجبهات.

وفي الإطار نفسه، تحدثت مصادر عسكرية أذرية عن تعرض مناطق آغدام ترتر وأغجابيدي لقصف عنيف من قبل القوات الأرمينية. ويأتي ذلك بالتزامن مع اندلاع اشتباكات في مناطق عدة على جبهة القتال بإقليم قره باغ، وسط اتهامات متبادلة بين باكو ويريفان باستهداف المدنيين ورفض مساعي السلام.

وفي المقابل، قالت أرمينيا إن القوات الأذرية قصفت مساء السبت تجمعات سكانية في مارتوني، ومناطق أخرى قريبة من جبهات القتال، وتحدثت عن إسقاط طائرة أذرية مسيرة.

أما وزارة الدفاع في إقليم ناغورني قره باغ، فأقرّت الأحد بمقتل 11 من جنودها، ليرتفع عدد القتلى العسكريين لديها إلى 974 قتيلا منذ اندلاع القتال مع القوات الأذرية.

وفي تطور متزامن، أعلنت إيران الأحد أنها نشرت قوات برية من الحرس الثوري على حدودها الشمالية مع أرمينيا وأذربيجان.

وقال قائد القوات البرية للحرس الثوري العميد محمد باكبور إن مهمة هذه القوات ستكون "حماية المصالح الوطنية والحفاظ على السلام والأمن"، مضيفا أن بلاده تحترم وحدة أراضي جيرانها، لكن "أي تغيير في الجغرافيا السياسية للحدود هو خط أحمر عند إيران".

المصدر : الجزيرة + وكالات