انتخابات أميركا.. أوباما يهاجم ترامب في أول ظهور بحملة بايدن والرئيس يواصل الحشد بالولايات الحاسمة

Former U.S. President Obama campaigns on behalf of Democratic presidential nominee Joe Biden in Philadelphia, Pennsylvania
أوباما انتقد بشدة في فيلادلفيا تعامل ترامب مع تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة (رويترز)

شارك الرئيس السابق باراك أوباما -لأول مرّة- في تجمع لدعم المرشح الديمقراطي جو بايدن، في حين واصل الرئيس دونالد ترامب حشد الناخبين في الولايات الحاسمة، بينما تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين المرشحيْن قبل أقل من أسبوعين من انتخابات الرئاسة الأميركية.

ففي ظهور علني نادر، شارك أوباما (59 عاما) عصر الأربعاء بالتوقيت المحلي في تجمع انتخابي في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهي واحدة من الولايات الحاسمة في السباق الرئاسي.

وفي كلمة ألقاها خلال التجمع الذي نظم على طريقة "درايف-إن" (Drive-in)، وتابعه معظم الحاضرين من داخل سياراتهم توقيا من فيروس كورونا، انتقد أوباما المرشح الجمهوري ترامب بقوله إنه عاجز عن التعامل بجدية مع أعباء الرئاسة، وقال إنه اتخذ منصب الرئاسة وسيلة للاستعراض وجذب الانتباه، وإن الأميركيين مضطرون للتعايش مع عواقب أدائه.

وأضاف أن الديمقراطية لا تعمل في ظل رئيس يكذب باستمرار، داعيا للتعبئة لصالح بايدن بصرف النظر عن استطلاعات الرأي التي تظهر تقدّمه بعدة نقاط على المستوى الوطني.

كما ندد بتعامل الرئيس مع تفشي فيروس كورونا، الذي تسبب حتى الآن في إصابة 8.5 ملايين أميركي توفي منهم 227 ألفا، قائلا إنه "بعد 8 أشهر من هذا الوباء، ترتفع الحالات مرة أخرى في جميع أنحاء هذا البلد. لن يقوم دونالد ترامب فجأة بحمايتنا جميعا، فهو لا يمكنه حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه"، في إشارة إلى إصابة ترامب بالمرض مؤخرا.

وشارك الرئيس السابق في هذا التجمع بينما لم يظهر بايدن لليوم الثالث لكونه يعد للمناظرة الرئاسية المرتقبة مساء الخميس، وهو ما دفع ترامب لاتهام منافسه بالاختباء.

ويأتي ظهور أوباما في وقت حرج من السباق الرئاسي، قبيل المناظرة التي قد تمنح فرصة للمرشح الجمهوري لكسب نقاط إضافية وترجيح الكفة لصالحه.

وتعوّل حملة بايدن على نجومية أول رئيس أسود للولايات المتحدة وشعبيته لحشد الشباب والمواطنين ذوي الأصول الأفريقية الذين يشكلون شريحة أساسية من شأنها تعزيز فرص الديمقراطيين في الفوز بالانتخابات، في حال كسبوا تأييدها.

وكان أوباما نشر الثلاثاء مقطع فيديو حث فيه الشباب على الانخراط في ما وصفها بمعركة التغيير، وقال إن الحراك المتنامي نحو العدالة والمساواة لن يستمر إلا إذا فاز الديمقراطيون بالانتخابات.

President Trump Rallies His Supporters In North Carolina
ترامب عبر خلال التجمع الانتخابي في غاستونيا بولاية كارولينا الشمالية عن ثقته بالفوز بولاية رئاسية ثانية (الفرنسية)

حشد واتهامات
من جهته، شارك ترامب مساء الأربعاء في تجمع انتخابي في مدينة غاستونيا بولاية كارولينا الشمالية، وهي من الولايات الحاسمة في الانتخابات، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنها تشهد سباقا متقاربا بين المرشحَين الديمقراطي والجمهوري.

وفي كلمة ألقاها في أنصاره، أبدى الرئيس الأميركي ثقته في الفوز بولاية رئاسية ثانية، وقال إن ولاية كارولينا الشمالية ستصوت لصالحه.

وفي اللقاء الذي عقد تحت شعاره المعروف "لنسترجع عظمة أميركا"، وعد أنصاره بدعم الشرطة وإنفاذ القانون، داعيا إياهم لدعم استقلالية الطاقة وقطاع الأعمال بمنع الديمقراطيين من الوصول إلى البيت الأبيض.

كما أنه اتهم منافسه الديمقراطي بأنه سلم السيطرة على الحزب الديمقراطي للاشتراكيين والشيوعيين والماركسيين والمتطرفين اليساريين الذين يتسمون بالكراهية، حسب تعبيره. وحث الأميركيين على حماية قيم الحرية والديمقراطية بالتجند لهزيمة منافسه.

وكان ترامب شارك الثلاثاء في تجمع انتخابي في بنسلفانيا، وهي أيضا من الولايات الحاسمة، وقال مخاطبا أنصاره "إذا فزنا في بنسلفانيا فسنفوز".

ويلقي تسجيل أعداد قياسية من الإصابات بفيروس كورونا في عدة ولايات أميركية بظلاله على التجمعات الانتخابية لترامب، الذي تظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الناخبين مستاؤون من الطريقة التي تعامل بها مع تفشي الوباء.

ورغم أن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى تقدم بايدن على المستوى الوطني بفارق يصل إلى 9 نقاط مئوية، فإن ترامب تمكن في الأيام القليلة الماضية من تقليص الفارق على مستوى الولايات التي تلعب دورا حاسما في انتخابات الرئاسة، ومنها بنسلفانيا وميشيغان وكارولينا الشمالية وفلوريدا وأريزونا.

ووفق استطلاع جديد أعدته رويترز ومعهد إبسوس، فإن بايدن يتقدم في ولاية كاليفورنيا، في حين تشتد المنافسة بينه وبين ترامب في بنسلفانيا وأريزونا.

ويعتقد بايدن بضرورة الفوز في ولاية بنسلفانيا مسقط رأسه، والتي خسرها الديمقراطيون لصالح ترامب بفارق ضئيل في انتخابات عام  2016.

سباق متقارب

وعلى الرغم من تقدم بايدن الذي تشير إليه استطلاعات الرأي، فإن جين أومالي ديلون مديرة حملة المرشح الديمقراطي حذّرت من أن السباق متقارب أكثر مما تشير إليه استطلاعات الرأي في 17 ولاية.

وحتى الآن، أدلى عدد قياسي من الناخبين الأميركيين تجاوز 41 مليونا بأصواتهم في عمليات التصويت المبكر عبر البريد أو من خلال التصويت الشخصي، وذلك لعوامل من أهمها تخوّف الناخبين من التكدس يوم التصويت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وسط تفشي فيروس كورونا، والتأكد من أن أصواتهم عبر البريد ستصل في الوقت المناسب لإحصائها.

في الأثناء، قالت وسائل إعلام أميركية إنه تم إبلاغ الجهات الأمنية عن رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني وصلت إلى ناخبين ديمقراطيين في عدة ولايات، ويُزعم أن مصدرها منظمة "براود بويز" (Proud Boys) اليمينية.

تدخل خارجي
من جهته، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف إن روسيا وإيران حصلتا على بعض بيانات الناخبين الأميركيين، وإنهما تتخذان إجراءات لمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة.

وأضاف راتكليف أن إيران أرسلت رسائل إلكترونية تستهدف ترويع الناخبين والتحريض على الاضطرابات والإضرار بالرئيس ترامب، مشيرا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت هذه التهديدات وسارعت بالرد عليها.

المصدر : الجزيرة + وكالات