قوات الأمن تصدت للمحتجين.. قتيل وجرحى في مظاهرات تصحيح مسار الثورة بالخرطوم

Protest against economic crisis in Sudan
مظاهرات الخرطوم تخللتها مواجهات مع قوات الأمن السودانية (وكالة الأناضول)

قتل متظاهر وأصيب آخرون خلال تصدي قوات الأمن السودانية لمظاهرات خرجت في الخرطوم للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، وللمطالبة بتصحيح مسار الثورة.

فقد أعلنت لجنة أطباء السودان عن مقتل أحد المحتجين برصاص الشرطة شرقي الخرطوم، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، خلال الاحتجاجات التي نظمت أمس الأربعاء في مناطق عدة بالعاصمة، فيما أكدت الشرطة من جهتها مقتل متظاهر في محلية شرق النيل.

وقالت اللجنة -في بيان- إن مظاهرات تصحيح المسار قابلتها السلطات بعنف مفرط مما أسفر عن قتيل وجرحى من المحتجين.

وتداول ناشطون صورا أظهرت إطلاق قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في العاصمة الخرطوم.

وكانت المظاهرات قد انطلقت من مناطق مختلفة بالخرطوم متجة إلى وسط المدينة احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وتفاقم الأزمة المعيشية.

وردد متظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة، في حين طالب آخرون باستكمال مسار الثورة التي أطاحت نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وحاولت مجموعات من المتظاهرين الوصول إلى مجلس الوزراء ومنعتها قوات الشرطة، وكذلك منعت الشرطة المحتجين من الوصول إلى مبنى البرلمان في أم درمان.

وقال مراسل الجزيرة نت في الخرطوم أحمد فضل إن "المتظاهرين واجهوا صعوبة بالغة في عبور الجسور على النيل الأبيض من أم درمان إلى الخرطوم، وعلى النيل الأزرق من بحري إلى الخرطوم".

انتشار أمني
وحسب المسارات المحددة سلفا للتظاهرات، كان من المتوقع أن يتوجه المتظاهرون نحو القصر الجمهوري حيث مقر مجلس السيادة، لكن الأجهزة الأمنية كثفت من انتشار قواتها في نقاط رئيسية، كما فرضت طوقا أمنيا وسط العاصمة التي تضم القصر الرئاسي، ومقر مجلس الوزراء، ومحيط القيادة العامة للجيش السوداني.

ومنذ مساء الثلاثاء، استبقت ولاية الخرطوم المظاهرات بإغلاق الجسور المؤدية إلى وسط العاصمة من المدن الثلاث المكونة لها، وهي الخرطوم وبحري وأم درمان.

من جانبه، رفض تجمع المهنيين السودانيين قرار إغلاق الجسور والمنافذ، ووصفه بالمحاولة الواضحة للردة عن المكتسبات الشعبية.

وتواترت الأسبوع الماضي دعوات إلى الاحتجاج أمس الأربعاء، أطلقتها "لجان المقاومة" التي قادت الاحتجاجات الليلية في الأحياء ضد نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018.

محتجون من انصار الحكومة في أم درمان ـ الجزيرة نت
مظاهرة تطالب باستكمال مسار الثورة في أم درمان (الجزيرة)

مواكب متنافرة

وجراء إغلاق الجسور اضطر المحتجون إلى التعبير عن شعاراتهم المتناقضة بالتجمع في مواكب (مظاهرات) صغيرة، كان أكبرها في المحطة الوسطى بالخرطوم بحري، وأحياء جنوب الخرطوم، وأحياء الثورة بأم درمان.

وتصادف وجود موكبين للمعارضين والمؤيدين للحكومة في أكثر من مكان، وسط مخاوف من اصطدام هذه المواكب.

وعلى تخوم وسط الخرطوم من الناحية الجنوبية اعتلى أنصار الحكومة جسر الحرية، وهم ينادون بالقصاص لضحايا فض الاعتصام، في حين كان معارضو الحكومة أسفل الجسر يهتفون بشعارات مناوئة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وتكرر المشهد ذاته وسط الخرطوم بحري، عندما احتج أنصار الفريقين على مقربة من بعضهما البعض بشعارات تباينت ما بين إسقاط الحكومة وتصحيح مسارها.

وذكر علي فارساب -عضو لجنة العمل الميداني بتجمع المهنيين- للجزيرة نت، أن بعض لجان المقاومة كانت تنادي بإسقاط الحكومة التنفيذية الحالية، وإبدالها بحكومة أكثر كفاءة، لكن خروج أنصار نظام البشير ربما غير هذه الشعارات لصالح تصحيح المسار.

ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز، والطحين، والوقود، وغاز الطهي بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق غير الرسمية إلى أرقام قياسية.

ويقف السودانيون في طوابير ساعات للحصول على رغيف الخبز ووقود للسيارات، في حين يقطع التيار الكهربائي عن المنازل نحو 6 ساعات يوميا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر مساء الاثنين عن استعداد واشنطن لشطب السودان من اللائحة الأميركية للدول المتهمة برعاية الإرهاب.

وفي حال طبقت الولايات المتحدة ذلك، ستطوي الحكومة السودانية الانتقالية صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم عمر البشير.

المصدر : الجزيرة + وكالات