بعد إعلان ترامب نيته رفع السودان من قائمة الإرهاب.. تفاؤل بانتعاش الاقتصاد وتدفق الاستثمارات الأجنبية

عبد الفتاح البرهان و عبد الله حمدوك
عبد الفتاح البرهان (يسار) وعبد الله حمدوك رحبا بإعلان ترامب نيته رفع السودان من قائمة الإرهاب (رويترز)

عبّر عدد من المسؤولين السودانيين عن تفاؤلهم بتحسن الاقتصاد وانتعاش العملة وتدفق الاستثمارات الأجنبية، بعد رفع بلادهم من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.

ويعاني السودان من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.

وقال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين إسماعيل إن "السودان بدأ رحلة الألف ميل في عودته إلى حضن الأمم معززا مكرما".

وشدد -في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- على أن السودان ليس إرهابيا، لكنه كان محكوما بنظام يعاضد الإرهاب، مشيرا إلى أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب غير مرتبط بأي ملف آخر.

بدورها، قالت وزيرة المالية السودانية هبة محمد علي إن "رفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب سيعود بفوائد مالية كبيرة على البلاد، أبرزها إعفاء الخرطوم من الديون المترتبة عليها والبالغة 60 مليار دولار".

أما حامد سليمان حامد وكيل وزارة الطاقة والتعدين فشدد على أن قرار شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيحمل تبعات إيجابية على زيادة الإنتاج النفطي في البلاد.

وأضاف -في تصريحات للأناضول- أن شطب السودان من القائمة سيدفع إلى دخول الشركات الغربية والأميركية للسوق النفطية المحلية.

وحسب المسؤول السوداني، فإن بلاده تمتلك احتياطات نفطية، وسيكون لفتح أبواب الاستثمار دور في زيادة الإنتاج وإنشاء المصافي الجديدة والوصول للاكتفاء الذاتي من المحروقات والتصدير.

إعفاء للديون

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قال أمس الاثنين إن "رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيسهم في عودته إلى النظام المالي والمصرفي العالمي، ويؤهله للإعفاء من ديونه التي تجاوزت 60 مليار دولار".

وأوضح أن السودان تمكن من توفير مبالغ التعويضات المالية لضحايا المدمرة كول وسفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام من موارده الذاتية، وبالتحديد من عائدات صادرات الذهب.

وقال حمدوك -الذي كان يتحدث للتلفزيون الرسمي بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب- إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تطلب جهود سنة من التفاوض مع واشنطن.

وأضاف حمدوك أن الخرطوم تتطلع إلى أن يخطر ترامب الكونغرس رسميا بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيرا إلى أن تصنيف السودان على قوائم الإرهاب كلّفه كثيرا وأضر به ضررا بالغا.

من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إن خطوة ترامب إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تؤكد التغيير في البلاد.

الإعلان الأميركي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه يعتزم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن تودع حكومة الخرطوم مبلغ 335 مليون دولار كتعويضات لضحايا الإرهاب الأميركيين وعائلاتهم.

وجاء في تغريدة ترامب أن "حكومة السودان الجديدة التي تحرز تقدما كبيرا، وافقت على دفع 335 مليون دولار للأميركيين من ضحايا الإرهاب وعائلاتهم. بمجرد إيداع المبلغ سأرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أخيرا، العدالة للشعب الأميركي وخطوة كبيرة للسودان".

وسبق ذلك ما نقلته رويترز عن مسؤولين أميركيين اليوم الثلاثاء أن إدارة ترامب بصدد الاتفاق مع السودان على رفعه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وأن الإعلان عن ذلك قد يكون خلال أيام.

وقال أحد المسؤولين إن "الاتفاق قد يؤذن ببداية تحركات من السودان نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في أعقاب خطوات مماثلة في الأسابيع الأخيرة من الإمارات والبحرين بوساطة من الولايات المتحدة". وأضاف المصدر أن العمل لا يزال جاريا فيما يتعلق بالتفاصيل.

ومن شأن التقارب بين إسرائيل ودولة عربية أخرى أن يمنح الرئيس الأميركي فرصة للترويج لإنجاز دبلوماسي جديد، في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، وهو ما يجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الحصول على إعفاء عاجل من الديون أو على تمويل أجنبي.

ويرى كثيرون في السودان أن هذا الأمر لم يعد مستحقا بعد عزل البشير العام الماضي، ويتعاون السودان منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

وتمثلت نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات بين الولايات المتحدة والسودان في إصرار الأخير على عدم ربط أي إعلان لرفع الخرطوم من القائمة صراحة بالتطبيع مع إسرائيل.

ولا تزال الخلافات قائمة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين السودانيين في ما يتعلق بمدى تحسين العلاقات مع إسرائيل ووتيرة المضي في ذلك.

المصدر : الجزيرة + وكالات