مع ارتفاع إصابات كورونا إلى 38 مليونا.. انتكاسة في تجارب اللقاح بأميركا وتدابير إغلاق جديدة من الصين إلى أوروبا

تضاءلت الآمال بالحصول قريبا على لقاح لفيروس كورونا، مع تعليق تجربتين سريريتين في الولايات المتحدة الأميركية، فيما تفرض الصين وأوروبا قيودا جديدة لمكافحة الموجة الثانية من تفشي الفيروس.

فقد أوقفت شركة "إيلي ليل" الأميركية للأدوية المرحلة الثالثة من تجاربها السريرية لعلاجٍ بالأجسام المضادة لفيروس كورونا، بسب مخاوف محتملة تتعلق بالسلامة.

وجاء ذلك بعد أن قالت شركة "جونسون آند جونسون" الأميركية إنها أوقفت مؤقتا الاختبارات السريرية المتقدمة للقاح التجريبي لفيروس كورونا، بسبب المرض المفاجئ لأحد المتطوعين.

وقالت الشركة -في بيان- إن مجلس مراقبة سلامة البيانات المسؤول عن إنتاج اللقاح يقيّم حالة المتطوع، وإن نتائج الاختبارات السريرية هي جزء متوقع من أي دراسة.

ولم تفصح الشركة عن طبيعة المرض الذي أصيب به المتطوع، لكن الهدف من التجربة هو معرفة ما إذا كانت هناك تأثيرات جانبية خطيرة للقاحات أم لا.

وفي هذا السياق، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدير معهد الأمراض المعدية والحساسية توني فاوتشي، معتبرا أن تنبؤاته بشأن فيروس كورونا أسوأ من مهاراته الرياضية، وذلك في إشارة إلى مباراة البيسبول التي دُعي فاوتشي لرمي الكرة الأولى فيها، غير أن رميته اشتهرت لكونها غير موفقة.

وقال ترامب -في تغريدة- إن منظمة الصحة العالمية لم تعد تحبذ عمليات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا، وإنه كان على حق، وأضاف أنه أنقذ حياة مليوني أميركي، على حد قوله.

وأفادت جامعة جونز هوبكنز الأميركية بأن حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في العالم بلغت 38 مليونا و66 ألفا و297 شخصا، حتى صباح اليوم الأربعاء.

وتصدرت الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات مسجلة 7 ملايين و856 ألفا و605 إصابات، تلتها الهند بـ7 ملايين و175 ألفا و880 إصابة.

وحلت البرازيل في المركز الثالث بـ5 ملايين و113 ألفا و628 إصابة.

وبلغ إجمالي عدد الوفيات في العالم جراء الإصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا مليونا و85 ألفا و411 شخصا.

U.S. President Donald Trump holds a campaign rally in Sanford, Florida
ترامب انتقد تنبؤات مدير معهد الأمراض والأوبئة توني فاوتشي (رويترز)

قيود أوروبا

وفي بريطانيا، رفض وزير الصحة مات هانكوك دعوات عدد من العلماء لتبني ما يسمى بمناعة القطيع، للتصدي لفيروس كورونا المنتشر في البلاد. وقال هانكوك إن هذه المقاربة معيبة وتنطوي على مخاطر كثيرة، خاصة أنه لا يوجد لقاح مؤكد ضد الفيروس.

جاء ذلك أثناء مناقشة البرلمان للإجراءات الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمتمثلة في نظام إنذار جديد للتحذير من خطر الفيروس، قبل تصويت البرلمان عليها.

من جهته، دعا زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر إلى إغلاق لمدة أسبوعين أو 3 لإبطاء انتشار الفيروس، قائلا إن الحكومة "فقدت السيطرة" على الانتشار مع تجاهلها الإجراءات التي اقترحها الخبراء في 21 سبتمبر/أيلول.

وفرضت هولندا "إغلاقا جزئيا" لوقف إحدى أكبر موجات انتشار الفيروس في المنطقة، مع إغلاق كل الحانات والمطاعم والمقاهي، وفرض تغطية الفم والأنف في كل الأماكن المغلقة للذين تزيد أعمارهم على 13 عاما.

وفي فرنسا، يتوقع أن يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن قيود جديدة وعن تسريع الفحوصات، بينما تتوقع بعض وسائل الإعلام فرض حظر تجوّل مسائي في باريس ومدن أخرى.

وشددت إيطاليا بدورها التدابير، حيث منعت الحفلات ومباريات كرة القدم للهواة وتناول الطعام في الحانات ليلا.

وفي الأثناء، دخل رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتشكي -أمس الثلاثاء- في الحجر الصحي، بعد مخالطته شخصا مصابا.

كما أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم -أمس الثلاثاء- أن نجم المنتخب وقائده كريستيانو رونالدو مصاب بفيروس كورونا المستجد.

وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا زاد بواقع 5132، ليصل إلى 334 ألفا و585، كما كشفت البيانات أن عدد الوفيات المبلّغ عنها ارتفع بواقع 40 إلى 9677 وفاة.

وبينما تكافح الحكومات في أوروبا لضبط ارتفاع جديد في عدد الإصابات، سجّلت روسيا أعلى حصيلة وفيات يومية بلغت 244 وفاة، ورقما قياسيا في الحالات الجديدة بلغ حوالي 14 ألف إصابة.

وفي الصين، حيث ظهرت أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أواخر السنة الماضية، أجريت فحوص على كل سكان مدينة تشينغداو بعد رصد عدد من الحالات فيها الأحد.

وجُمعت عينات من أكثر من 4 ملايين شخص حتى بعد ظهر الثلاثاء، بحسب ما أكدت السلطات في تشينغداو، مضيفة أن 1.9 مليون نتيجة قد صدرت.

وفي الهند، أظهرت بيانات وزارة الصحة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بواقع 63 ألفا و509، لتصل إلى 7.24 ملايين اليوم الأربعاء.

مساعدات البنك الدولي

بدوره، أعلن البنك الدولي عن مساعدة بقيمة 12 مليار دولار لضمان حصول الدول النامية على لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بسرعة عندما تصبح هذه اللقاحات متاحة.

وقالت المؤسسة المالية الدولية -في بيان- إن هذا المبلغ سيستخدم "لتمويل شراء وتوزيع لقاحات وفحوص وعلاجات كوفيد-19 لمواطني" الدول النامية، مشيرة إلى أن هذه الأموال يفترض أن تكفي لتطعيم "ما يصل إلى مليار شخص".

ولفت البيان إلى أن هذا التمويل هو جزء من حزمة مساعدات تصل قيمتها إلى 160 مليار دولار رصدها البنك الدولي حتى يونيو/حزيران 2021، لمساعدة الدول النامية على مكافحة جائحة كوفيد-19.

المصدر : الجزيرة + وكالات