قره باغ.. الرئيس التركي ينفي إرسال مقاتلين للجبهات والهجوم الأذري يدخل طورا جديدا وأرمينيا تقر بصعوبة الوضع

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجموعة مينسك إلى الإسراع في حل أزمة قره باغ، في حين أعلنت أذربيجان اليوم عن قصف مواقع داخل أرمينيا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن بلاده لم ترسل مقاتلين سوريين إلى أذربيجان مثلما أفادت بعض التقارير؛ لكنها تؤيد حليفتها باكو تأييدا كاملا.

وفي كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إن مجموعة مينسك متعثرة في التعامل مع صراع ناغورني قره باغ، مؤكدا ضرورة إعادة المنطقة إلى أذربيجان.

كما طالب أردوغان مجموعة مينسك إلى عدم المماطلة في حل مشكلة "قره باغ"، وإنهاء المفاوضات بإعادة الأراضي المحتلة إلى أذربيجان.

الهجوم الأذري.. طور جديد
ودخلت، اليوم، الحرب الدائرة في إقليم ناغورني قره باغ منعطفا جديدا، بعد قصف القوات الأذرية أهدافا داخل الأراضي الأرمينية، وتأكيد أرمينيا احتفاظها بحق الرد، واستهداف أي منشأة عسكرية داخل أذربيجان.

وقالت وزارة الدفاع الأذرية إنها دمّرت منصات للصواريخ داخل الأراضي الأرمينية، كانت قد وضعت في حالة استعداد للإطلاق، وهي المرة الأولى، التي تستهدف فيها أذربيجان مواقع عسكرية داخل أرمينيا، وليس في قره باغ، وذلك منذ بدء المعارك في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأعلن الجيش الأذري أنه دمّر هذه المنصات في إجراء وقائي لضمان عدم تكرار ما وصفه بجريمة الحرب، التي ارتكبت في مدينة غانجا في 11 من الشهر الجاري، ولحماية المناطق المدنية التي تستهدفها الصواريخ الأرمينية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأذرية في بيان لها، أن الدفاعات الجوية دمرت طائرة بدون طيار أرمينية كانت تحلق فوق خط الجبهة بمدينة فضولي ساعات الظهيرة.

من جانبه، جدد الرئيس الأذري إلهام علييف التأكيد على أن العمليات العسكرية في إقليم قره باغ ستتواصل إلى حين استعادة الإقليم كاملا. وخلال مقابلة مع قناة تركية خاصة، قال علييف إن صبر أذربيجان بدأ ينفد، وإن هدفها هو تحرير إقليم قره باغ، وفق تعبيره.

لكن في المقابل، قال إن على السكان الأرمينيين في إقليم قره باغ عدم الشعور بالقلق.

كما اتهم علييف أرمينيا بالسعي لتوسيع جغرافيا الاشتباكات واستغلال وقف إطلاق النار من أجل كسب الوقت، كما وصف استهداف أرمينيا للمدنيين بالعمل الإرهابي.

ونفى الرئيس الأذري مشاركة أي عنصر تركي في الاشتباكات على الأرض، واعتبر كل ما يقال عن هذا الموضوع أكاذيب.

وحذر علييف من أن أرمينيا إذا حاولت السيطرة على خطوط أنابيب الغاز في أذربيجان، فستدفع ثمنا باهظا.

في السياق نفسه أيضا، اتهم حكمت حاجييف، مساعد الرئيس الأذري، أرمينيا بالاستمرار في انتهاك وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين.

وفي سلسلة تغريدات على تويتر، أعلن حاجييف مقتل شخص وإصابة 5 آخرين خلال قصف أرميني على أهداف مدنية في أذربيجان.

الأرمينيون.. تهديد ووعيد
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن باكو قصفت، صباح اليوم، معدات عسكرية أرمينية على الحدود الشمالية مع إقليم قره باغ، كما أكدت قصف القوات الأذرية هدفا عسكريا أرمينيا قبالة منطقة كافاشار.

وشددت وزارة الدفاع الأرمينية على أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي منشأة عسكرية أذرية داخل أذربيجان.

وقال رئيس الوزراء نيكول باشينيان إن أذربيجان تسعى إلى احتلال إقليم قره باغ بالكامل، مضيفا أن الوضع في منطقة الصراع صعب للغاية، وأن أذربيجان وتركيا لن تتوقفا عما وصفه بالعدوان.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المعارك بين القوات الأذرية والأرمينية في إقليم قره باغ، ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية في قره باغ قولها إن الوضع على محاور القتال في الإقليم بقي طوال اللية الماضية وصباح اليوم متوترا، وإن الجيش الأذري يشنّ قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا على مختلف محاور القتال.

وأضافت المصادر أن القصف الأذري تركز على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي من الإقليم، وأن ما يعرف بقوات إقليم قره باغ ترد على مصادر القصف، وتعمل على صدّ هجمات القوات الأذرية.

الموقف الروسي
من جهة أخرى، دعا الكرملين إلى وقف القتال بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قره باغ فورا، والبدء في حل النزاع بالطرق الدبلوماسية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من الأفضل نشر مراقبين عسكريين روس على خط المواجهة في قره باغ؛ لكن القرار يعود لأرمينيا وأذربيجان.

وأكد أن بلاده لا تتفق مع الموقف التركي بأنه من المحتمل أن يكون هناك حل عسكري للنزاع بشأن قره باغ، وأنها أخطرت باكو ويريفان بضرورة عقد لقاءات بين العسكريين لوضع آليات للتحقق من وقف إطلاق النار في قره باغ.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن التسوية السياسية في قره باغ يجب أن تسير بالتوازي مع تنفيذ الاتفاقات على الأرض.

وبالتوازي مع ذلك، أفادت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" (RIA Novosti) أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تحدث هاتفيا مع نظيريه الأرميني والأذري، وأكدت الوكالة أن شويغو دعا الجانبين إلى الامتثال لاتفاقية وقف إطلاق النار في قره باغ.

ودخل وقف إطلاق النار -الذي توسطت فيه روسيا- حيز التنفيذ، يوم السبت؛ لكن منذ ذلك الحين يتهم كل طرف الآخر بارتكاب انتهاكات جسيمة، وشنّ هجمات على المدنيين.

وكان مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أجرى مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الروسي، تطرقت للنزاع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان بشأن إقليم قره باغ.

وأعرب بوريل عن مطالبة الاتحاد الأوروبي لكل من أرمينيا وأذربيجان بضرورة التقيد الصارم بوقف إطلاق النار، ووضع حد لجميع الأعمال العدائية.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن خسائر الأرواح في صفوف المدنيين من كلا الجانبين غير مقبولة.

حصيلة الخسائر
من ناحية أخرى، أعلنت سلطات إقليم قره باغ -غير المعترف بها- ارتفاع عدد القتلى المدنيين نتيجة القصف منذ بداية المعارك إلى 31، بينهم أطفال ونساء.

وقالت سلطات الإقليم إن القصف الأذري استهدف 120 تجمعا سكنيا، مما أدى إلى تدمير 6700 بناء، وأكثر من 110 منشآت من البنية التحتية.

المصدر : الجزيرة + وكالات