لحماية الهوية.. 20 ألفا يصلون الفجر كل جمعة بالحرم الإبراهيمي
هناك حافَظ على مسافة بينه وبين صفوف المصلين وأخذ يحدث رفاقه عن خطر أمني داهم، إنها الأمواج البشرية التي تدفقت إلى المسجد وأفشلت خططا استمرت نحو عقدين ونصف العقد لتفريغ المسجد من المصلين.
يقول الحاج عبد الرؤوف المحتسب -الذي يسكن قبالة المسجد الإبراهيمي وينقل المشهد- إن حالة من الذهول خيمت على المستوطنين وهم يتابعون أعداد المصلين تغطي كافة الساحات المحيطة به، موضحا أنه الحشد الأكبر الذي يراه في المسجد طوال حياته.
وبعد أن قتل مستوطن نحو ثلاثين فلسطينيا وأصاب العشرات في المسجد الإبراهيمي فجر 25 من فبراير/شباط 1994، كانت نتيجة التحقيق الإسرائيلي انتزاع نحو نصف مساحة المسجد وتحويله إلى كنيس فضلا عن إغلاق وسط الخليل ومئات المحلات التجارية، وهي إجراءات أدت إلى تقليص أعداد المصلين وزوار البلدة القديمة بشكل ملحوظ.
ووفق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فقد منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان بالمسجد 49 مرة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما أعقب دعوات الاحتشاد العفوية دعوات فصائلية صاحبها توفير حافلات من المدن والقرى الفلسطينية لأداء صلاة الفجر بالمسجد، في حين تداعت عائلات الخليل لاستقبال المصلين وتوفير المشروبات الساخنة لهم.
ويخضع المصلون لتفتيش إلكتروني ويضطرون لاجتياز حواجز عسكرية وبوابات إلكترونية وصولا إلى المسجد. ورغم البرد الشديد في آخر جمعتين حافظ آلاف الفلسطينيين على الصلاة وإن كان بأعداد أقل.
وتخطط سلطات الاحتلال وجمعيات استيطانية لوضع مصعد في الجدار الجنوبي الغربي للمسجد يؤدي إلى جسر يخطط أيضا لإقامته أعلى الجدار، ومؤخرا نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا للجسر والجدار وقالت إن الموازنة المخصصة لتنفيذ المشروع جاهزة.
وقال أبو سنينة إن إدارة المسجد لم تبلَغ بموعد محدد لتنفيذ المخطط الذي أكد أنه مخالف للاتفاقيات الدولية، ويمس بوضع المسجد المدرج عام 2017 على قائمة التراث العالمية.