صحيفة أميركية: خمس عبر من حرب أفغانستان للتعامل مع إيران
في البداية لفتت الصحيفة إلى تقرير بدأه في العام 2014، المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان تحت اسم (SIGAR) وذلك عبر سلسلة من المقابلات أطلق عليها "الدروس المستفادة" من حرب أفغانستان.
وأضافت في تقريرها الذي كتبه رئيس هيئة "شباب أميركي من أجل الحرية" كليف مالوني أن تلك المقابلات شملت أكثر من 600 مسؤول حكومي يقودون الجهود في أفغانستان، وخلصت إلى نتائج مروعة لكيفية "اشتراك الولايات المتحدة في حرب عقيمة أدت إلى إهدار تريليونات الدولارات وفقد مئات الآلاف من الأرواح".
وهنا عددت الصحيفة خمس عبر قالت إنها مما يستشف من تلك الدارسة:
أولا المنتصر الحقيقي: أسامة بن لادن
وتنقل عن محرر موقع Antiwar.com سكوت هورتون قوله "لا بد أن بن لادن توفي وهو مرتاح البال، بعد أن أدرك أن خطته لإيقاع الولايات المتحدة في مثل هذه الحرب الطويلة والدموية والمكلفة… كانت في قمة نجاحها حتى قبل أن يقتل في نهاية المطاف…".
ويشير هورتون في هذا المجال إلى مقابلة أجرتها رولينغ ستون مع عمر نجل بن لادن في العام 2010، يقول فيها "كان حلم أبي هو جلب الأميركيين إلى أفغانستان… كنت في أفغانستان عند انتخاب الرئيس جورج بوش الابن، كان والدي سعيدا جدا، فهذا هو نوع الرئيس الذي يحتاج إليه -وهو الشخص الذي سيهاجم وينفق الأموال ويفكك البلد… وفور ذهاب أميركا إلى أفغانستان، نجحت خطة والدي. لقد انتصر بالفعل".
ثانيا: لم يكن أحد يعلم سبب وجودنا هناك
وفي عام 2015، قال العقيد المتقاعد دوغلاس لوت، الذي أطلق عليه ذات مرة اسم "قيصر الحرب" الأميركية في العراق وأفغانستان، للجنة المفتش العام "لم نكن نفهم أي شيء عن أفغانستان… لم تكن لدينا أدنى فكرة عما كنا نقوم به".
ثالثا: حان الوقت لوقف بناء الدول
وبحلول عام 2007 -بعد ثلاث محاولات اغتيال وشغب مميت في كابول- أصبح نظام كرزاي مرادفا للفساد والإهدار والنهب والاحتيال، لقد مثل ذلك نتائج عكسية لخطة الولايات المتحدة، حيث انتشرت ظروف عودة طالبان عبر البلاد وانتشرت معها بذور الخشخاش.
وقد علق السفير الأميركي السابق في أفغانستان ريان كروكر على ذلك قائلا "لقد كان هذا أهم مشروع لدينا، لكن للأسف ودون قصد منا تطور إلى فساد شامل"، مضيفا أن الأمور عندما تصل هذا الحد يكون إصلاحها مستحيلا.
رابعا التاريخ يعيد نفسه
ففي مقال نشر في أكتوبر/تشرين الأول 2006 بعنوان "أفغانستان: بعد خمس سنوات"، قدم رامسفيلد تقريرا أوضح فيه أنه رغم العدد الكبير للإصابات ورغم الانتهاك الواسع لحقوق الإنسان من كلا الجانبين، فإن نظام طالبان قد هزم، وتضاعف الاقتصاد الأفغاني ثلاث مرات، وتم تطعيم أكثر من 5 ملايين طفل أفغاني، ناهيك عن تنظيم أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلد".
لكن بعد عشر سنوات من ذلك التقييم البراق، اعترف العقيد السابق في الجيش بوب كراولي لمقابلات المفتش العام بـ "تغيير كل نقطة في البيانات المقدمة لعكس أفضل صورة ممكنة"، وضرب مثالا على ذلك الدراسات واستطلاعات الرأي التي قال إنها كانت مزورة بشكل واسع.
خامسا: حان الوقت لإنهاء هذا الجنون فورا وإلى الأبد
ودعا إلى التعلم من درس أفغانستان المؤلم ومفاده أن الخطر الأكبر على الحياة والحرية هو الحرب الدائمة، وقد حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن، حسب تعبيره.