على وقع التهديدات بالثأر.. ماذا طلبت ابنة سليماني من الرئيس الإيراني؟

روحاني يقدم العزاء لعائلة سليماني (الصحافة الإيرانية).
روحاني يقدم العزاء لعائلة قاسم سليماني (الصحافة الإيرانية)

الجزيرة نت-طهران

في زحمة حج المسؤولين الإيرانيين إلى منزل قائد فيلق القدس لم يعد هاجس لدى زينب ابنة قاسم سليماني سوى أن تتساءل "متى ستنتقمون لوالدي؟" ليرد عليها الرئيس حسن روحاني مطمئنا بأن الثأر سيكون قريبا.

وما إن أكد الحرس الثوري فجر أول أمس الجمعة مقتل سليماني في هجوم أميركي قرب مطار بغداد الدولي حتى سارع العديد من مسؤولي الجمهورية الإسلامية بالحضور إلى بيت الفقيد لمواساة ذويه.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي من أول المعزين باغتيال زميله في جبهات الحرب العراقية الإيرانية (1988-1980)، والذي شكل حضوره إلى منزل سليماني عنوانا لحج سائر المسؤولين إلى بيته لتقديم التعازي وإطلاق تهديدات بالثأر لمقتله.

وفيما احتضن المرشد الإيراني "حسين" نجل سليماني معزيا بفقدان أبيه خاطب ابنته زينب قائلا إن "الشعب الإيراني مفجوع باستشهاد والدك، وإنه يثمن خدماته وجهاده من أجله".

وتساءلت زينب لدى حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني في منزل أبيها عن توقيت الثأر له، لتسمع من رئيس السلطة التنفيذية بأنه "بإذن الله قريب، وسينتقم جميع أبناء الشعب لدماء أبيك".

روحاني يواسي ابنة قاسم سليماني (الصحافة الإيرانية)
روحاني يواسي ابنة قاسم سليماني (الصحافة الإيرانية)

تهديدات متواصلة
وجدد روحاني من منزل سليماني تهديداته بالانتقام من أميركا، وقال إن الرأي العام في إيران لن ينسى جريمة أميركا، وإن تداعيات هذه الجريمة ستلاحقها على مدى الأعوام المقبلة.

وأخذت التهديدات بالثأر لسليماني والانتقام من أميركا منحى تصاعديا في إيران، فبينما شدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي على أن قتل سليماني سيتبعه ما سماه انتقاما إستراتيجيا ينهي الوجود الأميركي في المنطقة قال القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني إن على الجميع أن يصبروا قليلا حتى يشاهدوا جثث الأميركيين على امتداد الشرق الأوسط.

من جانبه، أصر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن يصطحب زوجته لمواساة عقيلة سليماني وكريمته، مؤكدا أن واشنطن تتحمل مسؤولية تداعيات العمل الإرهابي الذي قامت به.

‪زعيم التيار الصدري العراقي يقدم العزاء لعائلة سليماني‬ (الصحافة الإيرانية)
‪زعيم التيار الصدري العراقي يقدم العزاء لعائلة سليماني‬ (الصحافة الإيرانية)

ضيوف أجانب
ولم يقتصر الحج إلى منزل سليماني على الإيرانيين فحسب، وإنما شمل عددا من شخصيات حركات المقاومة المتحالفة مع إيران، منها زعيم التيار الصدري العراقي السيد مقتدى الصدر الذي عاد مؤخرا من بلده إلى مدينة قم جنوب العاصمة طهران.

كما حضر الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني برفقة مسؤول الملف العراقي في الحزب الشيخ محمد كوثراني في منزل سليماني، لتقديم العزاء باسم الحزب وأمينه العام حسن نصر الله.

وفيما اعتذرت زينب عن الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام قال أخوها في تصريح مقتضب إن والده كان جنديا لولي الفقيه وبقي وفيا له حتى تحققت أمنيته واستشهد في سبيله، مؤكدا أن والده قال كذا مرة إنه أمسى يبحث عن الشهادة والانضمام إلی قافلة رفاقه الشهداء، علی حد تعبيره.

أما سهراب شقيق سليماني الذي بدا أكثر تماسكا فقال إنه لم يتفاجأ بالنبأ، إذ كانت العائلة تتوقع سماعه في كل مهمة يزور خلالها حلفاء إيران في حركات المقاومة، مشيدا بدوره في القضاء على ما كان يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأضاف أن أمثال سليماني كثيرون في الأمة الإسلامية والجمهورية الإسلامية، وأن الراية التي رفعها لن تلقى على الأرض وسيرفعها رفاقه داخل إيران وخارجها.

المرشد علي خامنئي يواسي نجل قاسم سليماني (الصحافة الإيرانية)
المرشد علي خامنئي يواسي نجل قاسم سليماني (الصحافة الإيرانية)

بلدات عسكرية
وتقطن عائلة سليماني في بلدة شهيد دقايقي الخاصة بقيادات وكوادر الحرس الثوري الواقعة وسط غابة لويزان شمال شرقي العاصمة الإيرانية، وهي تشكل ثالث بلدة لقوات الحرس الثوري، إلى جانب بلدة شهيد محلاتي شمال شرقي طهران وشهيد كلاهدوز شرقها.

والمعروف عن بلدة دقايقي أنها تؤوي العديد من القيادات العسكرية والسياسية في إيران، مثل القائد العام الأسبق للحرس الثوري أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، وعمدة طهران الأسبق الجنرال محمد باقر قاليباف وآخرين من قيادات الحرب العراقية الإيرانية.

وعلى الرغم من أن طهران محاطة ببلدات ومناطق عسكرية فإن بلدات الحرس الثوري تعتبر من أكثر المناطق السكانية تنظيما وحداثة، مما يشكل حافزا لاستقطاب بعض السياسيين إليها، مثل عدد من وزراء حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وعدد من نواب البرلمان الذين فضلوا بلدة شهيد محلاتي للعيش، وفق ما جاء في الإعلام الإيراني.

أما بلدة شهيد كلاهدوز فتقع شرقي طهران بالقرب من مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني، ويقطنها العديد من القيادات العسكرية، ولا سيما اللواء يحيى صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والقائد العام السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري.

واستهدف قصف أميركي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فجر أول أمس الجمعة قرب مطار بغداد الدولي.

وقتل مع سليماني والمهندس أربعة ضباط آخرين من فيلق القدس، وقالت وسائل إعلام أميركية إن الغارة نفذت بطائرة مسيرة، في حين قال التلفزيون الإيراني إن مروحيات أميركية نفذتها.

المصدر : الجزيرة