القوات الأميركية في العراق.. هدف "لكاتيوشا" الفصائل وضمن أجندة البرلمان الأحد

U.S. Army General Joseph Votel (L), head of the U.S. military’s Central Command, walks with U.S. Army Lieutenant General Paul LaCamera commander of the U.S.-led coalition against Islamic State, after landing in Baghdad, Iraq February 17, 2019. REUTERS/Phil Stewart
القوات الأميركية منتشرة في عدة قواعد عسكرية بالعراق (رويترز)

الجزيرة نت-بغداد

على صفيح ساخن، ثمة مؤشرات فرضتها الأحداث المتسارعة في العراق تشي بتحول أرضه وبشكل فعلي إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران. ليل السبت استُهدفت قواعد تتواجد بها قوات أميركية، والأحد سيناقش البرلمان العراقي سن قانون لإخراج قوات أميركا من البلاد.

يأتي ذلك في خضم تداعيات ضربة أميركية نفذت فجر الجمعة الماضية، أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وعدد من منتسبي الفصائل العراقية في محيط مطار بغداد الدولي.

ساحة صراع
العام 2003 يشكل نقطة تحول في تاريخ سيادة العراق، إذ أصبحت أرضه رهينة لطبيعة العلاقات وحجم المنافسة عليها بين الولايات المتحدة وإيران.

فبينما لم يُوارَ جثمان كل من المهندس وسليماني الثرى بعد، تتأهب الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي لمواجهة شاملة مع القوات الأميركية المتواجدة في العراق.

ولكن ذلك سيكون على طريقة الردود الثأرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حزب الله اللبناني، وفقا للخبير الإستراتيجي العراقي هشام الهاشمي. أما الرد الإيراني فستتبناه قوات فيلق القدس بشكل معلن وقريب، حسب توقعه.

أحد الصواريخ الذي استهدف السفارة سقط على منطقة سكنية وأدى إلى أضرار مادية (الجزيرة نت)
أحد الصواريخ الذي استهدف السفارة سقط على منطقة سكنية وأدى إلى أضرار مادية (الجزيرة نت)

هجوم صاروخي
ومساء السبت، سمع دوي انفجارين في وسط العاصمة بغداد، قبل أن يتضح أنه هجوم صاروخي كان المراد منه ضرب السفارة الأميركية، إلا أن أحدهما سقط في محيط السفارة، والآخر في حي الجادرية على مرمى حجر من المنطقة الخضراء.

ورافق هذين الصاروخين صافرات إنذار أطلقتها السفارة الأميركية، لتسرع الأجهزة الأمنية إلى تطويق المنطقة الخضراء لكونها منطقة دولية تضم بعثات دبلوماسية أخرى إلى جانب مقار حكومية.

وبعد دقائق من استهداف سفارة واشنطن، تعرضت قاعدة بلد -أكبر قاعدة جوية عراقية (64 كلم) شمال بغداد- التي تستضيف قوات أميركية، إلى هجوم صاروخي آخر بثلاث قذائف "كاتيوشا"، وفقا لمصدر أمني تحدث للجزيرة نت، بدون ذكر مزيد من التفاصيل بشأن الخسائر التي تسبب بها الهجومان.

الأحد الخطر
ورغم عدم تبني أي فصيل مسلح لهذين الهجومين، فإن كتائب حزب الله العراقي دعت -على لسان قائد عملياتها الخاصة- الأجهزة الأمنية العراقية إلى "الابتعاد عن تواجد القوات الأميركية لمسافة لا تقل عن ألف متر ابتداء من مساء الأحد".

وطالب قائد العمليات في الكتائب قادة الأجهزة الأمنية "بالالتزام بقواعد السلامة لمقاتليهم، وعدم السماح بجعلهم دروعا بشرية للصليبيين الغزاة".

بدورها، تضامنت حركة النجباء -إحدى فصائل الحشد الشعبي- مع هذه الدعوة، وشددت على ضرورة "ابتعاد الأجهزة الأمنية العراقية عن القواعد الأميركية من مساء يوم الأحد".

ودعا قائد القوة الخاصة في الحركة، العراقيين إلى "الابتعاد وعدم التواجد في الشركات الأمنية الأميركية، ولا حتى في آلياتهم".

البرلمان العراقي سيبحث سن قانون لإخراج القوات الأميركية من البلاد (الجزيرة)
البرلمان العراقي سيبحث سن قانون لإخراج القوات الأميركية من البلاد (الجزيرة)

السبل الدبلوماسية
وعلى صعيد سبل الدبلوماسية العراقية، لا تقل الساحة السياسية سخونة عن الساحة العسكرية، إذ ينتظر أعضاء مجلس النواب الأحد جلسة برلمانية محتدمة لمناقشة وتنظيم الموقف الرسمي العراقي، واتخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة.

وسيكون أبرز ما سيناقشه البرلمان في الجلسة تشريع قانون لإخراج القوات الأميركية من البلاد، في حين تحاول كلتا السلطتين التنفيذية والتشريعية إلقاء المسؤولية على الأخرى في مسألة اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل النفوذ الأميركي في العراق.

رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي رمى الكرة في ملعب البرلمان، ووجه دعوة رسمية إلى مجلس النواب من أجل عقد جلسة استثنائية لهذا الغرض.

غير أن هناك خلافات عميقة داخل البرلمان بشأن الموقف المناسب الذي سيتم تبنيه خلال جلسة الأحد تجاه وجود القوات الأجنبية في العراق، إذ يطالب تحالف الفتح -الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي- بموقف حازم من الوجود الأميركي، ويدعو إلى اتخاذ قرار سريع بإنهاء هذا الوجود.

وتعهد زعيم الفتح هادي العامري أثناء تشييع جثامين سليماني والمهندس ورفاقهما في بغداد السبت، بإخراج القوات الأميركية من العراق إلى الأبد، في حين يشدد نواب آخرون على ضرورة التعامل مع الأوضاع بعقلانية بعيدًا عن القرارات العاطفية.

المصدر : الجزيرة