لمواجهة فيروس كورونا.. تعاون بين واشنطن وبكين عقب إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ

BEIJING, CHINA - JANUARY 30: Foreign tourists walk in the arrivals area at Beijing Capital Airport on January 30, 2020 in Beijing, China. The number of cases of a deadly new coronavirus rose to over 7000 in mainland China Thursday as the country continued to lock down the city of Wuhan in an effort to contain the spread of the pneumonia-like disease which medicals experts have confirmed can be passed from human to human. In an unprecedented move, Chinese authorities put travel restrictions on the city which is the epicentre of the virus and neighbouring municipalities affecting tens of millions of people. The number of those who have died from the virus in China climbed to over 170 on Thursday, mostly in Hubei province, and cases have been reported in other countries including the United States, Canada, Australia, Japan, South Korea, and France. The World Health Organization has warned all governments to be on alert, and its emergency committee is to meet later on Thursday to decide whether to declare a global health emergency. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
الصين فرضت تدابير غير مسبوقة لمواجهة فيروس كورونا (غيتي)

أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن تفشي فيروس كورونا -الذي قتل 212شخصا في الصين- أصبح حالة طوارئ عالمية، في حين تجاوز عدد حالات الإصابة حول العالم 8100.

وأعلنت الولايات المتحدة رصد أول حالة انتقال لفيروس كورونا الجديد من شخص لآخر، وبذلك تكون خامس دولة تعلن ذلك بخلاف الصين.

وفي سياق الاهتمام الدولي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع السلطات في الصين لمواجهة تفشي كورونا، وعبّر عن اعتقاده أن "الفيروس تحت السيطرة".

ويقول الخبراء إن حالات الانتقال من شخص إلى آخر خارج الصين تثير قلقا خاصا، لأنها تشير إلى زيادة احتمال انتشار الفيروس.

أول انتقال من شخص لآخر
وقال مسؤولو الصحة بالولايات المتحدة إنه تم تسجيل أول حالة انتقال للإصابة بفيروس كورونا من شخص إلى آخر بالبلاد. 

والمصاب الجديد هو زوج سيدة من شيكاغو كانت قد أصيبت بالفيروس بعدما عادت الشهر الماضي من ووهان بالصين، حيث بدأ تفشي الفيروس هناك، حسب ما قالته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. 

وتم تشخيص ستة أشخاص مصابين بفيروس كورونا الجديد حتى الآن في الولايات المتحدة، الخمسة الأوائل منهم ترتبط إصابتهم بوجودهم في الصين. 

وبدأ فيروس كورونا الجديد الانتشار في سوق غير مرخصة للحيوانات البرية في مدينة ووهان، وتجاوز عدد حالات الإصابة حول العالم 8100، متخطيا بذلك عدد حالات الإصابة بفيروس سارس في 2003.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم -في مؤتمر صحفي في جنيف- إن الأسابيع الأخيرة شهدت تفشيا لم يسبق له مثيل وقوبل برد غير مسبوق.

وتابع "كي أكون واضحا، هذا الإعلان ليس تصويتا على انعدام الثقة في الصين"، مضيفا "مبعث قلقنا الأكبر هو احتمال انتقال الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية".

ومع ذلك، اعتبرت المنظمة أنها لا ترى سببا للحد من الرحلات والتبادل التجاري مع الصين رغم حالة الطوارئ الصحية، وقال أدهانوم إن المنظمة "لا توصي بالحد من الرحلات وعمليات التبادل التجاري وحركة (الأفراد)، وتعارض حتى فرض أي قيود على الرحلات" إلى الصين.

ويؤدي الإعلان عن حالة طوارئ عالمية إلى تقديم توصيات إلى جميع البلدان تهدف إلى منع انتشار المرض عبر الحدود أو الحد منه، مع تجنب التدخل غير الضروري في التجارة والسفر.

ويشمل الإعلان توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم، التي تشمل تكثيف إجراءات الرصد والتأهب والاحتواء.

ضربة قوية
ومن المتوقع أن توجه أزمة فيروس كورونا سريع الانتشار ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقد يصيب إعلان منظمة الصحة العالمية بكين بخيبة أمل، لأنها عبرت عن ثقتها في هزيمة الفيروس، وقد يؤدي ذلك أيضا إلى إثارة المخاوف في الأسواق بشكل أكبر؛ مما يزيد الآثار الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الصيني.

وقال رئيس بيبرستون للوساطة في ملبورن كريس وستون "يتمثل الخوف في أن تدق (منظمة الصحة العالمية) ناقوس الخطر… ومن ثم سيبدأ الناس سحب أموالهم".

وجاء أيضا التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) من الصين، وأودى بحياة نحو ثمانمئة، وكلف الاقتصاد العالمي نحو 33 مليار دولار، أو 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2003.

ويخشى خبراء الاقتصاد من أن يكون التأثير على النمو العالمي أكبر هذه المرة، حيث تمثل الصين الآن حصة أكبر من الاقتصاد العالمي. وتوقع أحد خبراء الاقتصاد الصينيين أن تؤدي الأزمة إلى انخفاض بمقدار نقطة مئوية في نمو الصين في الربع الأول.

وتراجعت الأسهم العالمية يوم الخميس، في حين سجل اليوان الصيني أدنى مستوى له هذا العام، وانخفضت أسعار النفط مرة أخرى، وارتفعت أصول الملاذات الآمنة مثل الذهب.

إغلاق وإيقاف رحلات
وكانت معظم حالات الوفاة في إقليم هوبي، وعاصمته ووهان، الذي يقطنه نحو ستين مليون نسمة، والخاضع حاليا للعزل فعليا.

وانضمت شركة غوغل التابعة لألفابت وشركة إيكيا السويدية لشركات كبرى أوقفت عملياتها بالصين، كما اتسعت قائمة الأحداث الرياضية المتضررة؛ إذ أرجأ الاتحاد الصيني لكرة القدم المباريات المحلية في 2020، وتحيط الشكوك بمباريات في تصفيات مؤهلة للأولمبياد في أستراليا، مع عزل فريق الصين لكرة القدم النسائية بفندق في برزبين.

وأوقفت شركات طيران رحلاتها إلى الصين، ومنها بريتيش إيروايز ولوفتهانزا وإيركندا وأميركان إيرلاينز.

وقالت وزارة الطيران المدني المصرية في بيان الخميس إن شركة مصر للطيران ستعلق جميع رحلاتها من الصين وإليها اعتبارا من السبت الأول من فبراير/شباط القادم.

كما أعلنت شركة الطيران المغربية الخميس تعليقا مؤقتا لرحلاتها بين الدار البيضاء وبكين حتى نهاية فبراير/شباط، وعزت شركة الخطوط الملكية المغربية في بيان لها القرار ساري المفعول ابتداء من الجمعة إلى "التراجع القوي في الطلب على رحلات الدار البيضاء-بكين-الدار البيضاء".

وقررت أستراليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة ونيوزيلندا وإندونيسيا وضع كل من أجلتهم في الحجر الصحي أسبوعين على الأقل حتى لو لم تظهر عليهم أعراض المرض، في حين تعتزم الولايات المتحدة واليابان فرض عزل طوعي لمدد أقصر.

وفي كوريا الجنوبية، استخدم محتجون جرارات لمنع الوصول إلى منشآت تم تخصيصها كمراكز للحجر الصحي في مدينتي أسان وجينشون الأربعاء.

الاقتصاد الأميركي
من جهته، قال كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي الخميس إن فيروس كورونا من المرجح ألا يكون له تأثير يذكر على الاقتصاد الأميركي.

وأبلغ لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي الوطني شبكة "فوكس بيزنس" أنه "لا نتوقع تأثيرا مهما على اقتصادنا".

وقال كودلو إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة، لكنه أضاف أنه لا ينبغي لبكين أن تتوقع إعفاء من الرسوم الجمركية الأميركية.

ومضى قائلا "هذان أمران منفصلان؛ هذا منفصل تماما عن قضايا التجارة أو الأمور المرتبطة بها".

المصدر : وكالات