بعد موافقة برلمانهم على إرسال قوات إلى ليبيا.. ماذا قال الأتراك؟

Members of Turkish parliament attend an extraordinary meeting at the Grand National Assembly of Turkey (TBMM) in Ankara, Turkey, 02 January 2020. The Turkish Parliament met extraordinary to vote on authorization to send Turkish forces to Libya. EPA-EFE/STR
البرلمان التركي خلال الجلسة التي عقدها أمس لمناقشة مذكرة إرسال قوات إلى ليبيا (الأوروبية)

خليل مبروك-إسطنبول

وافق البرلمان التركي على المذكرة الرئاسية بشأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا، لكنه فتح باب جدل جديدا اختلطت فيه تفاصيل الحياة السياسية بالاجتماعية في تركيا.

وجاء القرار ليذكي حالة الاصطفاف والاستقطاب الحاد بين نشطاء المجتمع السياسي والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابعت المعارضة التركية -بقطبيها اليميني والجمهوري- هجومها على قرار إرسال الجيش الـ"محمدي" عبر البحار، فيما واصل أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان دفاعهم عنه.

وعلق زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو على قرار البرلمان باستدعاء أغنية تاريخية نشرها على حسابه في تويتر لمغنية، تروي فيها كيف تندب الأم التركية إرسال الأبناء إلى خارج الوطن.

وكتب كليتشدار أوغلو في تغريدته كلمات الأغنية، وقال "قبل قرن غنت أمهاتنا ماذا تعنينا اليمن؟ لا تذهبوا إلى اليمن.. ولا تحرقوا هذه الأغنية"، في إشارة للمذبحة التي لقيها الجيش العثماني في اليمن إبان الحرب العالمية الأولى.

وتابع رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "بعد قرن أقول لكم لا تحرقوا أمهاتنا في يمن جديدة.. اتركوا الــ"محمدجيك" -لقب الجيش التركي- بعيدا عن الصحراء الليبية".



أما حزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد وصف قرار البرلمان بأنه تاريخي، وقال المتحدث باسم الحزب عمر جيليك في تغريدة تناولتها وسائل الإعلام التركية، إن القرار مثل انتصارا لتركيا على جميع الذين حاولوا بناء سجن لها في البحر المتوسط، قبل أن تتضح آفاق الاتفاق التركي الليبي في الأفق، حسب تعبيره.

انقسام حاد
وأثارت تغريدة جيليك ردود أفعال واسعة تنوعت بين مؤيد ومعارض لها على مواقع التواصل، فقد رد محمد غوندوز درمنجي أوغلو على جيليك بقوله "نريد من النواب الــ375 أن يرسلوا أبناءهم وأقاربهم إلى ليبيا"، في إشارة للنواب الذي صوتوا بالموافقة على إرسال القوات التركية إلى ليبيا.

ورغم الأغلبية الكبيرة التي حظي بها قرار دعم المذكرة الرئاسية في البرلمان التركي، فإن الشارع والمجتمع الافتراضي ظهرا أكثر انقساما حول القرار، وإن أبدى الأتراك توحدا معروفا عنهم في دعم جيشهم.

فعلى حساب صحيفة "يني شفق" في فيسبوك، علق مصطفى يازجي أوغلو على خبر البرلمان بــ"الدعاء إلى الله بأن يحفظ الجيش التركي في كل وقت بالبر والبحر والجو".

في السياق، قال أرجان تويسوز إن تركيا ستكون في كل مكان تقتضيه مصلحتها، "ولنثق بالنظام العالمي الجديد الذي سنفسد فيه ألاعيبهم".

بالمقابل، رأى الكاتب المعروف في صحيفة "جمهورييت" أورهان بورصالي أن الأمل كان معقودا فقط على البرلمان التركي في منع المغامرة الخطيرة بإرسال الجنود إلى ليبيا، كما رفض إرسال الجنود للقتال في حرب العراق عام 2003.

‪مدرعة تركية خلال عمليات قرب الحدود التركية السورية‬ (الجزيرة)
‪مدرعة تركية خلال عمليات قرب الحدود التركية السورية‬ (الجزيرة)

وانتقد بورصالي بشدة وضع جميع تفاصيل إرسال الجيش للقتال في تركيا بيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلا إن هذه الخطوة تمثل تنصلاً من قبل المجلس تجاه مسؤولياته.

وتتيح المذكرة لأردوغان اتخاذ القرار بشأن توقيت إرسال القوات ونطاق انتشارها وعددها.

حرب فيتنام
أما موقع "أوديف" الإخباري التركي فنشر مقالا لنجاة أصلان تحت عنوان "هل يمكن التعلم من حرب فيتنام في حملة ليبيا؟"، انتقد فيه طريقة بناء القرار.

وقال أصلان إنه كان على البرلمان التركي أن يتخذ قراره بشأن إرسال الجيش إلى ليبيا من خلال الاحتكام إلى سؤالين، أولهما ماهية التهديد الذي تشكله الأزمة الليبية لتركيا، والثاني حول حاجة الاهتمام التركي بليبيا إلى التدخل العسكري.

وكان البرلمان التركي قد صدق مساء أمس الخميس بأغلبية 325 صوتا مقابل 184 صوتا معارضا على مذكرة تفويض تسمح للرئاسة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وستتيح مذكرة التفويض للرئاسة عاما قابلا للتجديد لتقديم دعم متنوع، يشمل إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لمساندة حكومة الوفاق في مواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

المصدر : الجزيرة