محاكاة للأمم المتحدة ومؤسساتها.. 1900 طالب دولي بالدوحة يعززون مهاراتهم في الدبلوماسية

مشاركة كبيرة لطلاب دوليين في مؤتمر محكاة الأمم المتحدة بالدوحة (مؤسسة قطر)
مشاركة كبيرة لطلاب دوليين في مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة بالدوحة (مؤسسة قطر)

محمد الشياظمي-الدوحة

اجتمع بالعاصمة القطرية الدوحة أكثر من 1900 طالب يمثلون 14 دولة من مختلف دول العالم في مؤتمر "ثيمن قطر" الذي يحاكي أدوار الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماعات لجانها المختصة.
 
ويناقش الطلاب الذين جاؤوا من آسيا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط الهدف الثالث من أهداف "التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030" المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، في محاكاة لنقاشات مجلس الأمن الدولي، وأعمال الدبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية.

وتعد قرارات المؤتمر الشبابي الذي انطلق أمس الأربعاء ويختتم غدا الجمعة، غير ملزمة ولا تستدعي التحفظ، غير أن الشباب المؤتمرين يصرون على إسماع أصواتهم بكل جرأة وإبداء مواقفهم من القضايا التي تشغل الإنسانية، من خلال نموذج يحاكي الأمم المتحدة، ويطمحون إلى فهم آليات عمل الدبلوماسية الدولية والتعاطي مع قضايا العالم والتدرب على مواجهتها.

ويعقد هذا المؤتمر سنويا، وهو مشروع مشترك بين مكتب "ثيمن قطر" الإقليمي المندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، ومؤسسة "ثيمن" (نموذج لاهاي للأمم المتحدة)، ويمثل فرصة لبناء المهارات الدبلوماسية والقيادية للشباب، وتعزيز تفكيرهم النقدي، واختبار مهاراتهم التواصلية، وتقريبهم من آليات اتخاذ القرارات الأممية بشأن القضايا العالمية، وتحفيزهم لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم، وتعلم كيفية حل النزاعات المختلفة، إضافة إلى إكسابهم مهارات التحدث أمام الجمهور وفن الاستماع والتفاوض.

وقد تركزت أدوار المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، في تقمص أدوار دبلوماسية للتحقيق في قضايا دولية ومناقشتها والتشاور بشأنها، واقتراح حلول مستدامة للتحديات التي تواجه العالم، من خلال الاسترشاد بالتقارير والبحوث لتحليل السياسات.

كما أمكن للطلاب الذين يتطلعون إلى تطوير مهاراتهم الإعلامية العمل ضمن هيئة صحفية متكاملة لتغطية المؤتمر، بما في ذلك إثراء محتوى قنوات التواصل الاجتماعي وإنتاج صحيفة يومية توثق للمؤتمر وجلساته.

مؤتمر
مؤتمر "ثيمن قطر" ينعقد سنويا ويستقطب طلابا من مختلف الدول(مؤسسة قطر)

عالم جديد
تكمن رمزية المؤتمر في إتاحة الفرصة أمام الشباب للتعبير عن تطلعاتهم وآرائهم بشأن قضايا قد تصدر إلى مستقبلهم إذا لم تعالج بالطرق الصحيحة، حيث يرى هؤلاء الشباب أن المشاكل البسيطة اليوم هي أزمات الغد، وبالتالي لا بد من تفكيكها وإيجاد حلول لها قبل أن تستفحل.

وفي حفل الافتتاح، قرأت رئيسة الجمعية العامة في "ثيمن قطر" هنا كولين -وهي طالبة في الصف 12 بالمدرسة الأميركية في الدوحة- رسالة مندوبيها إلى الأمم المتحدة، وأوضحت فيها التغييرات التي تريد أن تراها في العالم، ودور الشباب في تحقيق ذلك. 

ودعت كولين الأمم المتحدة إلى النظر في القدرات غير المستغلة لآلاف الشباب المتحمسين في جميع أنحاء العالم، والمستعدين للعطاء وتقديم تضحيات كبرى، وقيادة مجتمعاتهم نحو الاستدامة والمساواة.

وأبدى الشباب مواقفهم وآراءهم بشأن الديناميكية التي تسير بها خطط العمل الأممية لتحقيق هدف أساسي من حقوق الإنسان نصت عليه المواثيق والعهود الدولية، وذلك من خلال المبادرات المختلفة، بشرط أن يبقى النقاش منفتحا على الأفكار المبتكرة، وأن تستثمر التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي إلى أبعد مدى.

وتمنى عدد منهم في تصريحات للجزيرة نت أن تصل رسائل المؤتمر إلى المسؤولين في الأمم المتحدة وإلى قيادات الدول، وأن يوضع الشباب في صلب الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، وذلك من خلال توسيع مشاركاتهم في المؤتمرات التي تدعم جهود المنظمة الدولية.

جانب من الحضور لمناقشات مؤتمر
جانب من الحضور لمناقشات مؤتمر "ثيمن قطر"(مؤسسة قطر)

وينبع اختيار الهدف الثالث من أهداف الأمم المتحدة "للتنمية المستدامة 2030" عنوانا للمؤتمر، بالنظر إلى التحديات التي تواجه بعض دول العالم في تحقيق هذا الهدف. وإن كانت بعض الدول لا تزال تتلمس طريقها، فإن دولا أخرى قطعت أشواطا كبرى في ضمان أجود أنواع التغطية الصحية، وانتقلت إلى مناقشة قضايا أخرى كتعزيز السعادة والرفاهية لشعوبها.

وينتظر أن يسفر المؤتمر عن إصدار توصيات سترفع إلى اللجان المختلفة بالأمم المتحدة والمسؤولين الأمميين المعنيين بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة، وتتضمن حصيلة المناقشات وأفكار الشباب والرؤى التي تعزز خطط العمل.

ويعد مؤتمر "ثيمن قطر" أكبر نشاط غير صفي بقيادة الطلاب في الشرق الأوسط، ويجمع الشباب من مختلف المدارس في جميع أنحاء العالم، ويعكس التزام مؤسسة قطر بتمكين ورعاية الشباب، وتوفير منصات للحوار العالمي وتبادل المعرفة، بهدف إلهامهم ليصبحوا رافعة للتغيير على النطاق المحلي والإقليمي والدولي.

المصدر : الجزيرة