مليونية الصدر تضفي بعدا خطيرا على احتجاجات العراق
ولمن يقفون وراء هذه المسيرة هدفان، الأول هو الضغط على واشنطن لسحب قواتها من العراق، والثاني هو التغطية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي كانت بمثابة تحدٍ لسيطرة الفصائل على السلطة.
ومن المرجح أن تنتهي المسيرة عند بوابات السفارة الأميركية حيث دارت اشتباكات عنيفة الشهر الماضي عندما حاول أنصار الفصائل اقتحام مجمع السفارة. ومن المحتمل أن يسوء الوضع مرة أخرى.
وقد أعطى قتل أميركا للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي في بغداد هذا الشهر دفعةً جديدة لحلفاء إيران في العراق، لكن نوابا ومحتجين ومحللين يقولون إنه أثار أيضا شبح تفجر مزيد من الصراع المدني في بلد مزقته حرب طائفية على مدار سنوات.
وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط بالجامعة الوطنية في سنغافورة فنار حداد إن "الاغتيال أمدّ الطبقات السياسية واللاعبين الميالين لإيران خاصة بشريان حياة".
مسيرة مليونية
جاءت الدعوة للمسيرة المليونية من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يعارض التدخل الأجنبي في العراق، لكنه أصبح يأخذ في الآونة الأخيرة مواقف أقرب إلى إيران.
ويخشى المحتجون المناهضون للحكومة أن تسوء الأمور. ومنذ أشهر يقيم المحتجون في خيام في بغداد ومدن جنوبية احتجاجا على فساد الحكومة.
وقال المحتج عبد الرحمن الغزالي في ساحة التحرير في بغداد مركز الانتفاضة "هذه المسيرة المليونية مختلفة عما يريده الشارع. فهي تؤيد النظام السياسي الحالي في البلاد ولا تعارضه".
وقال الغزالي ومتظاهرون آخرون إن حراكهم قد يتعرض للتهميش بفعل ضخامة أعداد من يشاركون في المسيرة المناهضة للولايات المتحدة.
وتبدد الهدوء الذي ساد في العراق عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بالاضطرابات التي تفجرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما بدأت قوات الأمن بقتل المتظاهرين الذين التزموا في معظم الأحيان بسلمية التظاهر، كما أدى التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى تزايد الفوضى.
شبان
وقد هيمن على المظاهرات شبان في مقتبل العمر ينتمون لجيل عانى ويعاني من البطالة وطبقة سياسية فاسدة. فرغم ثروة العراق النفطية لا يزال كثيرون يعيشون في فقر.
ولقي مئات المحتجين مصرعهم مع إقدام قوات الأمن على إطلاق النار بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي وإطلاق عبوات الغاز المدمع مباشرة على المتظاهرين، ودارت اشتباكات على ثلاثة جسور على نهر دجلة تؤدي إلى المنطقة الخضراء في بغداد.
ومن المحتمل أن تتطور مسيرة الجمعة إلى اشتباكات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وبين أنصار الفصائل الذين يؤيدون الأحزاب التي تسيطر على الحكومة والبرلمان.
وقال المحلل فنار حداد إن الاحتجاجات المناهضة للحكومة ستستمر رغم ذلك. وأضاف أن على السلطات أن لا تخفق في تشكيل حكومة جديدة.
ولا يزال هناك شد وجذب بين الكتل العراقية منذ أسابيع حول من يخلف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يتولى رئاسة حكومة تصريف الأعمال بعد أن استقال نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت ضغط الشارع.