مواجهات بيروت.. الحراك يُصعِّد واجتماع أمني لردع "المخربين"

من احتجاجات بيروت - الجزيرة نت
من المواجهات غير المسبوقة التي شهدتها بيروت (الجزيرة)

عفيف دياب-بيروت

 
قرر الاجتماع الأمني -الذي عقد في القصر الرئاسي اللبناني- اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع "الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وردع المجموعات التخريبية وحماية المتظاهرين السلميين" بعد تصاعد حدة المواجهة بين مجموعات من الحراك الشعبي والقوى الأمنية في أكثر من منطقة في العاصمة بيروت.

وجرت المواجهات خصوصا في شارع الحمرا، حيث استهدف ناشطون مصارف، كما جرت مواجهات أخرى قرب محيط البرلمان وسط العاصمة ومحيط أحد مقار قوى الأمن بكورنيش المزرعة، مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى من المحتجين والقوى الأمنية جراء التراشق بالحجارة واستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع.

‪عون ترأس اجتماعا أمنيا لبحث الوضع إثر المواجهات العنيفة‬ (وكالة الأنباء اللبنانية)
‪عون ترأس اجتماعا أمنيا لبحث الوضع إثر المواجهات العنيفة‬ (وكالة الأنباء اللبنانية)

رفع الصوت
والصدامات التي استدعت من السلطة السياسية عقد اجتماعها الأمني، جاءت حسب قول أكثر من مجموعة في الحراك الشعبي، بعد إخفاق السلطة في تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعمل على حل سريع للأزمتين المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

كما أن هذا التصعيد جاء رد فعل على "صراع قوى السلطة على تقاسم المقاعد الوزارية" كما يقول للجزيرة نت الناشط في الحراك الشعبي الشريف سليمان.

ويضيف أن السلطة السياسية تتجاهل مطالب الحراك منذ 95 يوماً معتبراً أن "صبر الحراك كان طويلاً وانتظر كثيرا إقدام السلطة على تشكيل حكومة تلبي المطالب، وللأسف ها هي عالقة بمسألة تقاسم الحصص".

ويرى الناشط أن الحراك ليس حزباً بل حالة شعبية عامة و"السلطة تصم آذانها، وبالتالي كان لا بد من رفع الصوت". ويقول إن عنوان المرحلة المقبلة "الرقص على حافة الهاوية" ولا يمكن للسلطة اتهام الحراك بالتخريب -كما يقول- فالسلطة برفضها وتجاهلها للمطالب المحقة "هي التي تعمل على التخريب وتصعيد المواجهة".

تصعيد مقابل الإخفاق
وإخفاق "قوى السلطة" كما يصفها الكاتب السياسي سعد كيوان -في تشكيل حكومة بعد مرور أكثر من شهر على تكليف حسان دياب بتأليفها- أدى إلى هذا التصعيد في الشارع و"هو أمر طبيعي".

ويضيف للجزيرة نت "الانتفاضة الشعبية مارست أقصى درجات ضبط النفس على مدى أسابيع ومنذ انطلاقتها، وأثبتت مصداقيتها في مطالبها، ولكن لم يلق الشارع آذاناً صاغية لدى السلطة التي تتنافس على تقاسم الحصص والمغانم والبلاد تئن من الأوجاع".

ويرى كيوان أن ما شاهده لبنان من تصعيد وارتفاع زخمه نحو العنف في بعض الأحيان كان "متوقعاً، وهناك من في السلطة حاول استغلال الحراك لمآربه" معرباً عن اعتقاده أن "التخريب" الذي سُجل "يؤذي الانتفاضة في مكان ما".

متجانس وعاجز
وحول أسباب التأخر في تشكيل الحكومة، يقول كيوان "السلطة عندنا فريدة من نوعها في العالم، فالفريق المنوط به تشكيلها وهو من لون سياسي واحد من المفترض أن يكون متجانساً يقف عاجزاً وغير قادر على تشكيل حكومة هو من اختار رئيسها المكلف".

ويضيف أن هذه مؤشرات تدل على "مدى الصراع الدائر بين هذا الفريق على تقاسم الحصص وضيق حساباته" معرباً عن اعتقاده أن الحراك "لن يقبل بحكومة تهيمن عليها قوى السلطة، فالمطلب الأساس هو حكومة إنقاذ من أخصائيين مستقلين، لا حكومة مكونة من أحزاب السلطة".

أرانب الاعتراضات
من جهته يرى المحلل السياسي ميشال أبو نجم أن بعض القوى الداعمة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تقف عاجزة عن إيجاد حلول لولادة الحكومة.

ويقول للجزيرة نت إنه ظهرت الأيام الاخيرة "أرانب" الاعتراضات من قوى سياسية وطائفية مما أدى لتأخر ولادة الحكومة التي عليها أن تضع خارطة طريق لحل الأزمتين المالية والاقتصادية.

ويضيف أن ردة فعل بعض مجموعات الحراك وتصعيد المواجهة مع القوى الأمنية تحديداً "لا يفيد المطالب المحقة، لأن التوتر سيؤدي إلى الفوضى، وهذا ما لا أحد يريده في لبنان".

ويرى أبو نجم أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تصاعد حركة الاحتجاج ومنها إجراءات المصارف وتضييقها على المودعين وودائعهم، مشيراً إلى أن توجيه الحراك احتجاجه نحو قطاعات شريكة في الأزمة سيؤدي إلى تحقيق أهدافه، لا أن يكون صداماً مع القوى الأمنية، معتبراً أن الكرة في ملعب الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة "وعليه أن يقلل من الشروط التي وضعها وحاصر نفسه بها".

المصدر : الجزيرة