مسودة مؤتمر برلين تدعو لوقف استهداف النفط الليبي وأردوغان يحذر من "تجار الدم"

German Chancellor Angela Merkel waits to welcome Republic of the Congo's President Denis Sassou Nguesso at the beginning of the Libya summit in Berlin, Germany, January 19, 2020. REUTERS/Hannibal Hanschke
ميركل لدى استعدادها لاستقبال الضيوف المشاركين في المؤتمر بشأن ليبيا (رويترز)

أفادت وكالة رويترز بأن مسودة مؤتمر برلين المقرر عقده اليوم بشأن ليبيا، تحث كل أطراف الأزمة على الامتناع عن الأعمال القتالية ضد المنشآت النفطية، في حين اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المؤتمر "خطوة مهمة" لتثبيت وقف إطلاق النار.

ووفق رويترز، فإن المسودة التي ستناقش خلال القمة تعترف كذلك بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في طرابلس باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد المسموح له ببيع النفط الليبي.

وتأتي الدعوة بعد أن أغلق رجال قبائل متحالفون مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كل المرافئ النفطية في شرق ليبيا، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات هذه الخطوة.

وأعدت الأمم المتحدة وثيقة داخلية تحدد مسارات دعم ليبيا، نحو وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حظر تصدير الأسلحة إليها، وقد أحال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الورقة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إلى وقف كل أشكال التدخلات الخارجية، وقال إن المؤتمر سيخرج بمجموعة قرارات منها دعم مؤتمر ليبي داخلي يتوقع أن يعقد في جنيف نهاية هذا الشهر.

وينعقد مؤتمر برلين اليوم بمشاركة الأطراف الفاعلة في ليبيا، وعلى رأسها رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية، وبينما أعرب المغرب عن استغرابه لإقصائه من المؤتمر، اعتذرت تونس عن المشاركة عازية ذلك إلى ورود الدعوة متأخرة.

وقال مصدر دبلوماسي بحكومة الوفاق إن انسحاب قوات حفتر من ضواحي العاصمة شرط أساسي لنجاح مؤتمر برلين.

وأضاف المصدر للجزيرة أن "سقف توقعاتنا من مؤتمر برلين منخفض من واقع تجربتنا السابقة مع حفتر".

 "خطوة مهمة"
وقبيل توجهه إلى ألمانيا، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن المؤتمر الدولي من أجل السلام في ليبيا سيشكل "خطوة مهمة" لتثبيت وقف إطلاق النار الهش في البلاد.

وحذر أردوغان من "التضحية" بالتقدم الذي تم تحقيقه باتجاه السلام بعد وقف إطلاق النار هذا الشهر "من أجل طموحات تجار الدم والفوضى".

وندد الرئيس التركي الذي لم يخفِ امتعاضه من استقبال أثينا لحفتر عقب مغادرته المحادثات بشأن وقف إطلاق النار التي عقدت في موسكو مطلع الأسبوع الجاري دون التوقيع على الهدنة.

وكان أردوغان قد اعتبر أن الحل في ليبيا ليس عسكريا، وأشاد بدور تركيا في كبح جماح حفتر، منتقدا عدم إبداء المجتمع الدولي رد الفعل الضروري لما وصفها بالهجمات المتهورة لحفتر.

وفي الأثناء، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي مايك بومبيو في برلين على هامش المؤتمر.

ونقلت رويترز عن مسؤول في الخارجية الأميركية يرافق بومبيو في برلين قوله إن التوقعات متواضعة بشأن ما سيفضي إليه المؤتمر. 

قوة دولية
من جانبه، قال رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إنه إذا لم يُنه حفتر هجومه على العاصمة طرابلس، سيتعيَّن على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الذين يتعرضون للقصف منذ شهور.

ورأى السراج في تصريحات صحفية أن مهمة مسلحة كهذه يجب أن تكون برعاية أممية، وقال إنه يجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء أكان الاتحاد الأوروبي أم الاتحاد الأفريقي أم الجامعة العربية.

وفي حوار مع موقع بلومبيرغ من برلين، قال السراج إن حفتر لا يبحث عن حل سلمي أو سياسي.

وأضاف أن حفتر لجأ إلى الدعوة لإغلاق الموانئ النفطية، لاستغلالها كورقة ضغط، بعد فشله العسكري.

وقال رئيس حكومة الوفاق إن الإشارة التي أرسلها المجتمع الدولي بعد إغلاق الموانئ النفطية سلبية وغير عملية، ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم بشأن ذلك.

المصدر : الجزيرة + وكالات