لاستامبا: اليونان مستعدة للحرب ضد تركيا بعد الاتفاقية البحرية مع ليبيا

روسيا تسعى عبر خط الأنابيب لتعزيز نفوذها بنقل إمدادات الغاز لأوروبا
لاستامبا: الغاز بشرق المتوسط يعزز علاقات روسيا وتركيا (الجزيرة)

قالت صحيفة لاستامبا الإيطالية إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب -خلال حديثهما حول ليبيا وتركيا- "نحن مستعدون للحرب"، وذلك بسبب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس.

ولفتت الصحيفة الإيطالية إلى إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اعتزام بلاده الشروع خلال العام الجاري في التنقيب والحفر داخل المناطق البحرية التي تم ترسيمها بين تركيا وليبيا بموجب الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني، وهو الاتفاق الذي أدانه جزء من المجتمع الدولي وبخاصة اليونان وقبرص، اللتان اعتبرتاه انتهاكا صارخا لسيادتهما الوطنية.

وأكدت الصحيفة أن السباق المحموم للاستحواذ على الغاز الطبيعي بالمنطقة الشرقية للمتوسط يجعل اللعبة الليبية أكثر تعقيدا ويعزز العلاقات بين موسكو وأنقرة.

وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى خط أنابيب (تيركش ستريم) الذي ينقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا، أصبح الغاز حاليا أيضا مدعاة لطموحات ومخاوف هاتين القوتين في المنطقة الشرقية للبحر المتوسط.

إسرائيل غاضبة
ورأت الصحيفة أن إسرائيل أيضا ليست راضية على الإطلاق عن اتفاق أنقرة وطرابلس والنفوذ التركي في المتوسط، لأنه يعوّق أجندتها الطموحة جدا مع اليونان وقبرص في قطاع الطاقة، هذا فضلا عن استياء مصر التي بدأت قبل قليل فعليا استيراد الغاز الإسرائيلي بموجب اتفاقية وقع عليها البلدان في 2018 بقيمة 15 مليار دولار.

وبيّنت الصحيفة أن إسرائيل تسعى -بعد اكتشافها حقولا ضخمة في البحر المتوسط وبمساعدة من الاتحاد الأوروبي- إلى تصدير الغاز عبر مصر مرورا بقبرص واليونان إلى جنوب إيطاليا، ومن هناك يتم توزيعه لجميع أنحاء القارة العجوز، لكن هذه النوايا تنظر إليها كل من روسيا وتركيا بارتياب نظرا إلى أن موسكو تصدر الكم الأكبر من الغاز لأوروبا.

ولاحظت الصحيفة أن إسرائيل أصبحت تبدي مزيدا من التعاطف تجاه اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخاصة للدور الذي يمارسه، حسب رأيها، سدّا منيعا في وجه "الإرهابيين الإسلاميين" شرق المغرب العربي.

‪(‬ إسرائيل تضخ الغاز لمصرالجزيرة)
‪(‬ إسرائيل تضخ الغاز لمصرالجزيرة)

إسرائيل وحفتر وتشاد
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن التحالف الثلاثي المتمثل بإسرائيل واللواء المتقاعد خليفة حفتر والرئيس التشادي إدريس ديبي قد أصبح حقيقة على أرض الواقع وخاصة بعد إيفاد العديد من المرتزقة التشاديين إلى ليبيا للقتال جنبا إلى جنب مع مليشيات حفتر، وبعد طلب ديبي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المساعدة في الحرب على الإرهاب خاصة بجنوب ليبيا وضد الجماعات الإسلامية وحركة الإخوان المسلمين في إقليم طرابلس.

وأشارت لاستامبا إلى إعلان أثينا النفير العام لصالح حفتر -على خلفية التوترات مع أنقرة وتعزيز تحالفاتها مع واشنطن وتل أبيب- وقيادتها حاليا للجبهة المعادية لتركيا في أوروبا، لدرجة التهديد باستخدام حق النقض الفيتو داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي بشأن أي اتفاق سلام محتمل في ليبيا إذا لم يتم إلغاء مذكرة التفاهم التركية الليبية بخصوص ترسيم الحدود البحرية واستغلال المناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين.

وخلصت الصحيفة إلى أنه لم يكن من قبيل المصادفة استقبال حفتر مساء الخميس الماضي في اليونان استقبال الرؤساء، حيث التقى هناك وزير الخارجية اليوناني، بينما قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحرف الواحد -الأسبوع الماضي أثناء تبادلهما الحديث حول ليبيا وتركيا- "نحن مستعدون للحرب".

المصدر : الصحافة الإيطالية