تصعيد وإغلاقات.. محتجو العراق يمهلون السلطات حتى الاثنين
في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، حيث يبلغ التوتر أوجه، يستعد المعتصمون في ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات الرئيسي في المحافظة، إلى تصعيد احتجاجهم بعد انتهاء مهلة الأسبوع لحسم ملفي منصب رئيس الوزراء وتقديم المتورطين بقتل المتظاهرين للمحاكمة.
ويأتي خيار التصعيد في أعقاب اغتيال الناشط في مظاهرات الناصرية حسين هادي مهلهل الاثنين الماضي، قرب منزله جنوبي الناصرية، برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية.
وقال الركابي إن المحتجين قطعوا الطريق السريع لساعتين، كرسالة إنذار أولية لتنفيذ المطالب، مشيرا إلى أن المتظاهرين سوف ينصبون خيام الاعتصام على الطريق المذكور ويقطعونه بالكامل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم حتى التاريخ المحدد.
وشهدت مدينة الناصرية التي تأتي في المرتبة الثانية بعدد ضحايا المظاهرات بـ 105 قتلى بعد العاصمة بغداد، حملات مستمرة من العنف كان آخرها هجوما مسلحا وحرق خيم المعتصمين.
ساحة التحرير
حظيت مهلة متظاهري الناصرية بدعم من المحتجين والناشطين في بغداد وبقية المحافظات المحتجة، وسط تهديد بتصعيد أكبر في حال عدم استجابة القوى السياسية المسيطرة على الحكم.
ويؤكد المتظاهر في ساحة التحرير أحمد حسين أن المعتصمين في الساحة أيدوا مهلة الناصرية، مبينا أن هناك تحضيرات خاصة للتصعيد السلمي المرتقب، بينها إغلاق بعض الشوارع الرئيسية وتوسيع رقعة الاحتجاج في العاصمة.
وأضاف "خيار التصعيد السلمي وتطوير أساليب الاحتجاج، بات الحل الوحيد للضغط على الحكومة، والتي أظهرت عدم مبالاة للمتظاهرين وما يطالهم من عمليات قتل وخطف يومية، وتستمر بالمماطلة لكسب الوقت وتسويف المطالب الملحة".
وفي محافظة الديوانية (جنوب بغداد) قطع المتظاهرون الأربعاء الماضي الطريق الدولي الرابط بين محافظتي البصرة وبغداد لساعتين كخطوة تصعيدية أولية، في حين يستعد المعتصمون في كربلاء وبابل (جنوبا) لقطع بعض الشوارع الرئيسية والتقاطعات، فضلا عن إغلاق مؤسسات حكومية.
ويؤكد الناشط في مظاهرات الديوانية، حسن المياحي، أن يوم الاثنين المقبل في حال عدم تحرك الحكومة لتلبية المطالب المعروفة، سيقطع الطريق الدولي بشكل تام.
وعن احتمال حدوث تصادم مع القوات الأمنية، يقول المياحي إن المحتجين حريصين على سلمية حراكهم، مع توقع حدوث صدامات، ولن تكون عائقا أمام المحتجين الغاضبين، حتى تتحقق مطالبهم التي وصفها بالمشروعة،
من جهتها، شهدت محافظة كربلاء الخميس الماضي انتشارا أمنيا لقطعات الشرطة الاتحادية والجيش، في أغلب الشوارع والتقاطعات الرئيسية، استعداد ليوم الاثنين الذي أعلن المعتصمون بفلكة التربية وسط المحافظة تأييدهم للمهلة المحددة للسلطات.
ويقول الناشط في مظاهرات المحافظة، زيد علي، إن المعتصمين يستعدون بعد انتهاء المهلة لإغلاق شوارع وتقاطعات حيوية تعبيرا عن بدء التصعيد السلمي، منها تقاطع الضريبة وتقاطع حي المعلمين وشارع السناتر ومنطقة باب طويريج ونفق العباس، وسط المدينة.
ويبدي ناشطون ومراقبون للمظاهرات قلقهم من ردة الفعل الحكومية، خاصة أن التحركات السياسية لحل الأزمة الراهنة تبدو غير مرضية للمحتجين، في حين عبروا عن قلقهم من احتمال قمع المتظاهرين واللجوء إلى العنف، كما حصل في الأشهر الماضية.