العراق.. لماذا تتردد الفصائل الشيعية في استهداف القوات الأميركية؟

Iraqi Popular Mobilisation Forces (Hashid Shaabi) are seen at a march during the funeral of members of Shi'ite group Asaib Ahl al-Haq, who were killed when protesters attacked the group's office during anti-government protests, in Baghdad, Iraq October 26, 2019. REUTERS/Thaier Al-Sudani
الفصائل تقول إنها تنتظر نفاد الطرق الدبلوماسية والسياسية لإنهاء الوجود الأجنبي (رويترز)

لؤي الموصلي-بغداد

تُحشد الفصائل الشيعية المُسلحة -من ضمنها سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر- إلى مظاهرة قالت إنها "ستكون مليونية" في بغداد والمحافظات الجنوبية يوم الجُمعة 24 يناير/كانون الثاني لتحقيق المزيد من الضغط الشعبي بهدف إخراج القوات الأميركية من العراق.

وسبقت هذه المظاهرة تهديدات كبيرة أطلقتها تلك الفصائل ضد مصالح الولايات المتحدة وجنودها في العراق، إلا أن أي شيء لم يحدث على أرض الواقع رغم مرور أسبوعين على مقتل أبو مهدي المُهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية قرب مطار بغداد.

قبل أيام قالت "كتائب حزب الله" وهي فصيل النُخبة بالفصائل الشيعية إنها قد تخوض مواجهة مسلحة مع القوات الأميركية في العراق "في أي لحظة".

‪الربيعي يرى أن الفصائل تعتبر المقاومة المسلحة آخر الخيارات لتحقيق أهدافها‬ (الجزيرة)
‪الربيعي يرى أن الفصائل تعتبر المقاومة المسلحة آخر الخيارات لتحقيق أهدافها‬ (الجزيرة)

آخر الخيارات
يقول محمود الربيعي المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي "حركات المقاومة تؤمن بأن المقاومة المسلحة للوجود العسكري الأجنبي آخر الخيارات التي يمكن الذهاب اليها لتحقيق أهدافها، ومن هنا كان قرار قادة المقاومة بضرورة إعطاء مؤسسات الدولة الوقت الكافي والمناسب لإخراج هذه القوات من العراق".

ويضيف "نحن نحيي الانسجام الواضح بين قرار البرلمان الأخير حول إخراج القوات وبين الرغبة الواضحة لدى الحكومة في تنفيذ هذا القرار، ونعتقد بأن الضغط الشعبي عبر المظاهرات المليونية التي دعا إليها قادة الفصائل سيكون له تأثير إيجابي باتجاه تحقيق الأهداف".

لكن الرُبيعي يؤكد في ذات الوقت "جاهزية الفصائل لمُهاجمة الأميركان بالوقت الذي تُحدده" ويرى أيضاً أن الأميركيين "سينسحبون من العراق دون التورط بالمواجهة المُسلحة".

ومنذ أن قُتل المُهندس تُطلق صواريخ كاتيوشا "مجهولة" على السفارة الأميركية في بغداد وعلى قاعدتي التاجي وبلد شمالي العاصمة اللتين توجد فيهما قوات أميركية، لكن أيا من تلك الصواريخ لم تصب الأميركيين، وأعلن الحشد الشعبي عدم تبنيه لها.

تكهنات صعبة
يقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف للجزيرة نت "لا يمكن التكهن بردات فعل الفصائل، وقد يكون تأخر الرد يأتي لتوحيد الجهود حتى لا تتشظى وتُشَتت إذا ما قامت بأي فعل عسكري".

ويضيف "بعضهم يخشى ويخاف من المواجهة والآخر تدفعه الحماسة، والآخر يريد الثأر، لكن بالمحصلة تبقى الأمور غير واضحة حالياً باستثناء تردد أو تريث تلك الفصائل في مهاجمة الأميركيين".

وتعليقا على ذلك يرى العميد العسكري المُتقاعد زياد العاني أن "الفصائل الشيعية المُسلحة لا تُريد خسارة المكاسب التي حققتها خلال الست سنوات الماضية، وتبحث عن آليات قانونية ودبلوماسية لإخراج القوات الأميركية حتى لا تصل مرحلة الصِدام العسكري".

ويقول للجزيرة نت "المؤشرات الموجودة حالياً تُشير إلى وجود تردد لدى هذه الفصائل في مهاجمة الأميركيين، خاصة وأنها لم تستهدف المصالح الأميركية رغم اغتيال المهندس وهو أبرز وأهم قائد عسكري لديها، وهذا يُدلل على أن الخيار العسكري بالنسبة لها لم يُحسم حتى الآن".

ووفقاً لبيان حركة النُجباء التي يتزعمها أكرم الكعبي وهي إحدى الفصائل المُسلحة التي لم تنضو في الحشد الشعبي، فإن "فصائل المقاومة العراقية منحت فرصة ومدة للحكومة ومجلس النواب من أجل اتخاذ الطرق الدبلوماسية والسياسية لإنهاء الوجود الأجنبي".

ووفقاً لمُراقبين، فإن الفصائل المُسلحة التي تُهدد القوات الأميركية "تخشى" من ردة فعل أميركية قوية إذا ما هاجمتها، فمُهاجمة السفارة الأميركية في بغداد يوم 31 من ديسمبر/كانون الأول 2019 كان ثمنها أرواح سُليماني والمُهندس ومجموعة أخرى من المُقاتلين.

المصدر : الجزيرة