المرشحون الديمقراطيون.. نقاش ساخن حول الوجود العسكري بالشرق الأوسط

Democratic 2020 U.S. presidential candidates (L-R) Senator Elizabeth Warren (D-MA) speaks with Senator Bernie Sanders (I-VT) as billionaire activist Tom Steyer listens after the seventh Democratic 2020 presidential debate at Drake University in Des Moines, Iowa, U.S., January 14, 2020. REUTERS/Shannon Stapleton
من اليسار: المرشحون الديمقراطيون وارين وساندرز وستاير خلال مناظرة الأمس (رويترز)

محمد المنشاوي-واشنطن

سيطرت أزمات الشرق الأوسط على مجمل القضايا الخارجية التي تناولتها المناظرة النهائية بين ستة مرشحين ديمقراطيين، قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة المقرر أن تبدأ في الثالث من الشهر القادم بولاية أيوا التي استضافت المناظرة كذلك.

وعرض المرشحون مواقفهم من قضية سحب انسحاب القوات من الشرق الأوسط، وظروف وملابسات قرار الرئيس دونالد ترامب تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وفي نفس الإطار، حضرت الجزيرة نت ندوة في مجلس العلاقات الخارجية ركزت على قضايا السياسة الخارجية بالانتخابات الرئاسية.  

بدأت المناظرة بسؤال تعلق باستعداد وأهلية المرشحين لشغل وظيفة "القائد الأعلى للقوات المسلحة" التي تأتي على رأس مهام الرئيس.

شارك بالمناظرة ستة مرشحين هم جو بايدن نائب الرئيس السابق، بيت بوتغيغ عمدة مدينة ساوث بيند، السيناتور إيمي كلوبشار من مينيسوتا، السيناتور بيرني ساندرز من فيرمونت، وملياردير البيئة توم ستاير، وإليزابيث وارين سيناتور ماساتشوستس.

‪بوتغيغ‬ (يمين)(رويترز)
‪بوتغيغ‬ (يمين)(رويترز)

أما الملياردير مايكل بلومبيرغ العمدة السابق لمدينة نيويورك، فلم يسع للتأهل لمرحلة النقاش بهذه الولاية، إذ يركز على العديد من الولايات التي ستجري تجمعاتها في مارس/آذار المقبل بعد أيوا.

وأشعل اغتيال سليماني السباق الانتخابي بين الديمقراطيين، ليركز على مستقبل الوجود العسكري الأميركي بالشرق الأوسط. وانتقد المرشحون بلا استثناء عدم وجود إستراتيجية لدى الرئيس تجاه قضايا المنطقة.

واتفق المرشحون على ضرورة تقليل أعداد القوات الأميركية بالمنطقة، لكن اختلفوا في توقيت الانسحاب وإعداد القوات التي ينبغي سحبها.

وانقسموا بين فريقين أولهم له رؤية تقدمية تدعو لسحب القوات من الشرق الأوسط، مثل ساندرز وكذلك وارين.

وضم الفريق الثاني -الذي تبنى موقفا تقليديا يطالب ببقاء أعداد أصغر يقومون بمهام واضحة ومحددة- ومثله بايدن وبوتغيغ.

وانتقد ساندرز تصويت نائب الرئيس لصالح غزو العراق عام 2003، واعتبره قرارا كارثيا أدى إلى كل ما شهدته منطقة الشرق الوسط من كوارث وأزمات خلال العقدين الأخيرين، كما أشار إلى أن الحرب كلفت الخزانة الأميركية ما يفوق تريليونين من الدولارات.

في حين اعتبر بوتغيغ أنه كجندي شارك في بعض الحروب يعتقد أن الكثير ممن شاركوا في الحرب ومن في أعمار مقاربة يعد قرار الحرب في العراق بالنسبة لهم من الماضي البعيد، فـ "لدينا الآن جنود ولدوا بعد غزو العراق".

وذكر ساندرز أن "الشعب الأميركي سئم الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط وتكلف تريليونات الدولارات".

في حين اعتبرت كلوبشار وبايدن أنه من المستحيل عمليا "سحب كل القوات الأميركية من الشرق الأوسط". وتعهد الأخير (المرشح الأبرز بهذا السباق) على ترك "أعداد صغيرة" من القوات للتعامل مع الجماعات التابعة لتنظيم الدولة.

وعلى النقيض، تعهدت وارين بإعادة كل "القوات المحاربة" من الشرق الأوسط، وقالت "جيشنا الأقوى في العالم، لكن علينا التوقف عن طلب تدخله لحل المشكلات حول العالم".

اهتمام شعبي
وخلال ندوة مجلس العلاقات الخارجية، أكد جيمس ليندسي نائب رئيس المجلس والخبير بالسياسات الأميركية أن كل ما تعهد به المرشح ترامب تجاه الشرق الأوسط قد فعل عكسه.

وأضاف أن ترامب "طالب بالانسحاب من الشرق الأوسط، وإذ به يضاعف عدد القوات هناك. ووعد بعدم التورط في صراعات مسلحة، وإذ يقدم على تصعيد عسكري غير مسبوق مع إيران".

واعتبر ليندسي أن الرئيس يهدف إلى "الظهور كقائد قوة يستطيع استخدام القوة المسلحة وإخافة العالم من الآلة العسكرية الأميركية".

‪إحدى صور الدعاية لمرشحي الديمقراطي للانتخابات‬ (رويترز)
‪إحدى صور الدعاية لمرشحي الديمقراطي للانتخابات‬ (رويترز)

أما مارغريت تيليف المحللة السياسية بشبكة "سي إن إن" فقد قللت من أهمية القضايا الخارجية بالانتخابات الرئاسية لعام 2020 "إلا إذا دخلت أميركا حربا جديدة يقع فيها ضحايا أميركيون" في حين اختلف تشارلز كوك ناشر نشرة "كوك" السياسية، ورأى أن هناك اهتماما متزايدا بالشأن الخارجي.

واعتبر كوك أن الانقسام الحاد بين الطرفين جعل الديمقراطيين "يرون في إقدام ترامب على تصفية سليماني عملا متهورا غير مسؤول. في حين اعتبره الجمهوريون عملا شجاعا حاسما ورادعا".

واتفق المتحدثون على عدم وجود أي رغبة بين الجمهوريين أو الديمقراطيين على بدء حرب بالشرق الوسط في عام الانتخابات الرئاسية.

الأقل خبرة
وعن خبرة المرشحين الديمقراطيين بالقضايا الخارجية، رأى ليندسي أنه وخلال التاريخ الأميركي الحديث كان "الفوز في الانتخابات من نصيب المرشح الأقل خبرة بالشؤون الخارجية، وإن كان هناك استثناء واحد تمثل في فوز جورج بوش الأب الذي كان له خبرة واسعة في الشؤون الدولية".

من ناحيته، لم يميز كوك بين مواقف المرشحين الديمقراطيين، واعتبر أنه "من الصعب التمييز بين مواقف مختلفة بين المرشحين الديمقراطيين تجاه قضايا الشرق الأوسط والقضايا الخارجية بصفة عامة، من هنا لا تتمتع القضايا الخارجية بأهمية كبيرة في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين".

وأشار كوك إلى أهمية خروج المرشحين الديمقراطيين للتعليق على تطورات الأوضاع الملتهبة بالشرق الأوسط "ليس لأنهم يحبون أو يسعون لذلك، لكن كي يحصلوا على تغطية إعلامية هامة ليتعود عليهم الناخب الأميركي".

ورأت الخبيرة تيليف أن "دورة الأخبار أصبحت سريعة بصورة كبيرة، فالأسبوع الماضي كان هناك اهتمام واسع بإيران، اليوم الاهتمام قل واتجه لقضية عزل الرئيس، ولا نعلم ما ستأتي به الأسابيع القادمة".

المصدر : الجزيرة