الطائرة الأوكرانية.. إيران تعتقل عشرات المحتجين ومتورطين في الكارثة
وكان الحرس الثوري قد اعترف السبت الماضي -بعد أيام من الإنكار- بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ عقب إقلاعها من مطار الخميني قرب طهران، وذلك عن طريق الخطأ نتيجة حالة الاستنفار التي كانت عليها القوات الإيرانية عقب القصف الصاروخي الذي شنته طهران على قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان قوات أميركية، ردا على اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة جوية قرب مطار بغداد.
تصريحات روحاني
ووعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بإجراء تحقيق متعمق بشأن إسقاط الطائرة الذي وصفه بأنه "خطأ لا يغتفر"، وأدلى بحديث بثه التلفزيون اليوم هو الأحدث في سلسلة اعتذارات من القيادة الإيرانية.
وأضاف روحاني "بالنسبة لشعبنا، من المهم جدا بخصوص هذا الحادث أن يحال أي شخص كان على خطأ أو ارتكب إهمالا على أي مستوى" إلى القضاء، وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة تشكيل السلطة القضائية محكمة خاصة برئاسة قاض رفيع المستوى تضم عشرات الخبراء.
من جانب آخر، نظم متظاهرون اليوم -على رأسهم الطلاب- احتجاجات في طهران مناوئة للسلطات وللحرس الثوري على خلفية كارثة الطائرة، وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل تصدي الشرطة بعنف لبعض المظاهرات، وضرب المحتجين بالهراوات، ونقل جرحى وآثار دماء في الشوارع ودوي إطلاق نار.
كما أعلن موقع حزب "اعتماد ملي" الإيراني أن السلطات الأمنية اعتقلت عضو المجلس المركزي للحزب حسين كروبي، وهو نجل مهدي كروبي أحد زعماء الحركة الخضراء والرئيس الأسبق للبرلمان الإيراني الذي يخضع لإقامة جبرية منذ عام 2011 بسبب مواقفه السياسية المنتقدة للقيادة.
في المقابل، نفت الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المتظاهرين، وقالت الهيئة القضائية إن السلطات ستبدي تسامحا مع "المتظاهرين بشكل قانوني".
اجتماع المحققين
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم هيئة الطيران الإيرانية رضا جعفرزاده انعقاد أول اجتماع لهيئة الطيران الإيرانية اليوم في طهران، بمشاركة وفدي سلطات الطيران الأوكرانية والكندية.
وأضاف جعفرزاده أنه جرى بحث مسار التحقيقات بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية في الأيام الماضية، والاتفاق على استمرارها.
وكان وزير خارجية أوكرانيا فاديم بريستايكو قال أمس إن الدول الخمس (كندا وفرنسا والولايات المتحدة والسويد وأفغانستان) التي قُتل رعايا لها في الطائرة، ستجتمع في لندن يوم الخميس لبحث اتخاذ إجراء قانوني، موضحا "سنجتمع بشكل شخصي في لندن لبحث أساليب متابعة الموقف بما في ذلك الأساليب القانونية".