ليبراسيون: وقف إطلاق النار في ليبيا.. الطرف الآخر لا يحترم القواعد

epa07494416 Militants, reportedly from the Misrata militia, stand on gun-mounted vehicles as they prepare to move to the frontline to join forces loyal to the UN-backed unity government, in Tripoli, Libya, 09 April 2019. Commander of the Libyan...
مسلحون تابعون لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا يستعدون للتحرك لجبهة القتال (الأوروبية)
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن المناوشات -رغم تعليق القتال رسميا يوم الأحد- مستمرة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة رئيس الوزراء الليبي فائز السراج، اللذين التقيا أمس الاثنين في موسكو لإجراء محادثات.
 
ونقل المبعوث الخاص للصحيفة إلى طرابلس ماتيو غالفييه ما التقطه من حديث ثلاثة مسلحين من قوات الحكومة في مقهى وسط طرابلس، حين تلقى أحدهم -واسمه خالد- مكالمة على هاتفه تقول "ضربوا على مستوى مبنى الجوازات في صلاح الدين وكان لدينا قتيل".
 
وأوضح المراسل أن هذا الإعلان لم يثر دهشة إخوة السلاح الثلاثة الذين يتمتعون بإجازة، رغم أن هذا اليوم هو رسميا اليوم الأول لوقف إطلاق النار، إذ يقول محمد الذي يعمل باللوجستيات في وحدة قتالية "من هم في المقابل ليست لديهم قواعد، فهم يقصفون مباني المدنيين، ولديهم مرتزقة روس وجنجويد"، في إشارة إلى مليشيات سودانية في دارفور.
 
وأوضح الكاتب أن الرجال الثلاثة كانوا في اليوم السابق في مقدمة المدافعين لمنع "الجيش الوطني الليبي" الذي أعلنه حفتر من الاستيلاء على طرابلس، وهم يقاتلون تحت لواء حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي في إطار عملية "بركان الغضب" التي تضم العديد من القوات المقاتلة، وتدير كل واحدة منها جبهة خاصة بها.
 

جبهات لم تتغير
فالمنطقة الجنوبية الشرقية، بما في ذلك صلاح الدين –كما يقول المبعوث- تحت سيطرة الجماعات المسلحة القوية من مدينة مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر شرق طرابلس، والجبهة الغربية بيد مقاتلين معظمهم من الزنتان الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب غرب طرابلس.
 
ومع أن ما تناقله الرجال الثلاثة انتهاك للهدنة، فإن الاهتمام سرعان ما انتقل عنه إلى الاجتماع الذي عقد في موسكو بين حفتر والسراج، مما لا يغير شيئا على خطوط القتال التي لم تتغير إلا قليلا بعد تسعة أشهر من بدء الهجوم على العاصمة الليبية في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.
 
وأشار مراسل ليبراسيون إلى أن الوصول إلى الخطوط الأمامية حظر على الصحفيين "لأسباب أمنية"، كما يقول خالد الذي حارب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، وحارب تنظيم الدولة الإسلامية عام 2016، معتبرا أن ذلك كان أمرا يسيرا بالنسبة للحرب التي يخوضها اليوم ضد قوات حفتر.
 
"نبقى عشر ساعات فقط في المقدمة قبل التبادل لأن القتال مكثف، الروس من مرتزقة فاغنر بقيادة رجل مقرب من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من قناصة النخبة الحقيقية، وأمام الطائرات لا يمكنك فعل شيء، حتى فرنسا أعطتهم صواريخ"، كما يقول خالد.
 
وعلق المراسل بأن هذا هو السبب الرسمي لمنع الصحافة من الوصول إلى جبهات القتال، ولكن وراء الكواليس –كما يقول- لا تبدو سلطات طرابلس راغبة في السماح للمراقبين بتأكيد وجود أو عدم وجود مساعدين أتوا لدعم المدافعين عن طرابلس، وفقا للاتفاقية المبرمة بين تركيا وحكومة الوفاق والموقعة في نهاية عام 2019.
 

خطوط بحرية
وقال المراسل إن الليبيين الثلاثة الذين قابلهم نفوا بشدة صحة ما نسب إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان من القول بإرسال تركيا أكثر من ألف مقاتل سوري، خاصة من الجيش السوري الحر لليبيا مقابل حصولهم على الجنسية، ولكنهم يعترفون بأن "القادة الأتراك هم من يقومون منذ بداية العام بتنسيق الإستراتيجية العسكرية"، حيث يقول محمد إنهم يشعرون بما أحدثه ذلك من فرق.
 
وأشار المراسل إلى أن سكان العاصمة بعيدين عن هذه الاعتبارات العسكرية والإستراتيجية، وحتى عن اجتماع الاثنين في موسكو بين حفتر والسراج، الذي لا ينظرون إليه على أنه حاسم، ونظرا لأن المحاصرين لم ينجحوا قط في قطع خطوط الإمداد البحري والبري للعاصمة، فإن الحياة اليومية فيها لم تتغير إلا بشكل طفيف، بصرف النظر عن الإغلاق المنتظم للمطار عندما يكون مستهدفا.
 
وقبل الذهاب إلى الجامعة في فترة ما بعد الظهر، بدأ محمد وأصدقاؤه لعب الورق المألوف لديهم في أحد المقاهي بساحة الجزائر، وهو يقول "لا أستطيع أن أتخيل نفسي خارج طرابلس، مناطق القتال نعتبرها بعيدة، لهذا نأتي إلى هنا كل يوم".
 
أما صاحب المقهى –كما يقول المراسل- فلديه اقتراح لبوتين وغيره من القادة الأجانب المشاركين في الصراع، وهو أن "يجبروا المعسكرين على القتال في الصحراء، لأن ليبيا كبيرة بما فيه الكفاية بحيث لا يصل القتال إلى أبواب طرابلس. يمكنهم أن يقتلوا بعضهم البعض، ونحن غير معنيين بذلك".
المصدر : ليبراسيون