جوع وبرد وإهمال.. معتقلون في مصر يضربون عن الطعام احتجاجا على وفيات

تتكون منطقة سجون طرة من 11 سجنا متنوعا تضم آلاف المعتقلين (مواقع تواصل)
حقوقيون حذروا من أن كثيرا من السجناء على حافة الموت بسبب الإهمال (مواقع التواصل الاجتماعي)

تعرض عشرات المعتقلين في سجن العقرب بمنطقة سجون طرة جنوب العاصمة المصرية للإغماء نتيجة استمرارهم في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على وفاة معتقلين اثنين خلال أسبوع واحد بسبب البرد الشديد.

كما يحتج المعتقلون -الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثمئة وبدؤوا إضرابهم السبت الماضي- على ما يقولون إنه تجويع من طرف سلطات السجن، وكذلك الحرمان من الملابس والأغطية.

ويقول السجناء المضربون إن إدارة السجن سحبت وسائل التدفئة في برد الشتاء ونقصت عدد الأغطية وصادرت الملابس الشتوية وقللت كميات الطعام.

ويضيفون أن هذا يجري في زنازين إسمنتية مصممة بحيث تمنع دخول حرارة الشمس ولا تقي من البرد.

في ظل هذه الظروف توفي معتقلان سياسيان هما الصحفي محمود عبد المجيد صالح الذي توفي في سجن العقرب، وعلاء الدين سعيد الذي توفي في سجن برج العرب.

كما توفي محتجز ثالث أثناء توقيفه في مركز شرطة الأقصر في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري.

وبحسب مصادر حقوقية، توفي المعتقل علاء الدين سعيد داخل محبسه في سجن برج العرب شمال القاهرة، الذي كان يقضي فيه حكما بالسجن 15 عاما بتهم سياسية.

وأفادت المصادر بأن علاء الدين أصيب بـ"نزلة برد" عادية، إلا أن تجاهل إدارة السجن أدى إلى تفاقم حالته سريعا، حيث ظل يعاني من عدم توفر علاج أو وسائل تدفئة، ليصاب برعشة توفي على إثرها في زنزانته.

أما الصحفي المعتقل محمود عبد المجيد محمود صالح فقد توفي داخل محبسه بزنزانة في سجن "طرة 1" الشديد الحراسة المعروف باسم "العقرب"، وذلك جراء الإهمال الطبي المتعمد والبرد والجوع.

وكشفت مصادر حقوقية ووسائل إعلام محلية عن وفاة محمود محمد (37 عاما) الذي كان محتجزا في قسم شرطة بندر الأقصر، بسبب تدهور حالته الصحية.

وفي بداية الأسبوع الماضي، أعلنت معتقلات سياسيات في مصر رفضهن تسلم الطعام حتى تحقيق أربعة مطالب احتجاجا على ما يتعرضن له من إهمال طبي داخل سجن القناطر (شمالي القاهرة)، على خلفية وفاة المعتقلة مريم سالم داخل السجن بسبب الإهمال الطبي المتعمد، بحسب وصفهن.

وكانت مؤسسات حقوقية قالت إن مريم سالم (32 عاما) من سيناء توفيت داخل محبسها بسجن القناطر في 21 ديسمبر/كانون الأول 2019، في واقعة تعد الأولى من نوعها منذ صيف 2013.

وكان تقرير لخبراء الأمم المتحدة صدر بعد وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي قد أكد أن مرسي كان رهن الاحتجاز في ظروف يمكن وصفها بالوحشية، خاصة خلال الأعوام الخمسة التي قضاها في سجن طرة.

وأضاف الخبراء أن ما حدث للرئيس الراحل ربما يصل إلى حد اعتباره قتلا تعسفيا بإقرار من الدولة، وأضافوا أنهم حصلوا على أدلة دامغة من مصادر موثوقة تفيد بأن الآلاف من السجناء الآخرين في مصر ربما يعانون من انتهاكات جسيمة لحقوقهم الإنسانية.

وأوضحوا أن كثيرا من السجناء ربما يعانون من خطر الوفاة لأنها على ما يبدو ممارسات ممنهجة ومقصودة تتبعها حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسكات المعارضين.

المصدر : وكالات